س: ستحضرون الاجتماع الوزاري السابع لمنتدى التعاون الصيني العربي في الدوحة، إذا طرحت الدول العربية التي تتميز بعلاقات جيدة مع الصين التعاون مع الصين في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية، ھل ستوافق الصين على مثل ھذا التعاون؟
ج: طبعا. سبق للرئيس شي جينبينغ أن طرح مبادرة مھمة بشأن إنشاء مركز التدريب الصيني العربي للاستخدام السلمي للطاقة النووية. نحن على استعداد للتعاون مع الدول العربية في ھذا المجال.
س: لنعود إلى "الحزام والطريق". إذا نفذ "الحزام والطريق" بشكل حقيقي، ھل سيغير الوجه العام للتجارة الدولية والعلاقات الدولية؟
ج: أعتقد أن "الحزام والطريق" في جوھره مبادرة للتعاون الاقتصادي تھدف إلى تحقيق التنمية المشتركة والازدھار المشترك. إذا حققت قارة أوروآسيا نھضتھا وحققت البلدان النامية المطلة على "الحزام والطريق" نموا جديدا، الأمر سيغير بالتأكيد ميزان القوى الدولية، وسيجعل التنمية في العالم أكثر توازنا وإنصافا، ھذا أمر جيد. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن ل"الحزام والطريق" زيادة صوت البلدان النامية وتعزيز قواتھا وقدرتھا على صيانة السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
س: ما ھو أھم الملفات الدبلوماسية الموضوعة على طاولة وزير الخارجية الصيني الآن؟
ج: أول ملف مھم ھو حضور الاجتماع الوزاري السابع لمنتدى التعاون الصيني العربي المزمع عقده في قطر. وملف مھم آخر ھو قمة مجموعة ال 20 التي ستعقد في الصين في سبتمبر المقبل. تُعقد ھذه القمة في لحظة مفصلية، إذ أن اقتصاد العالم ما زال يعاني من التباطؤ رغم تراجع آثار الأزمة المالية العالمية، والناس غير متفائلين بالمستقبل. اتخذت دول العالم كثيرا من الإجراءات التحفيزية، غير أن منفعتھا الحدية تقلصت بشكل ملحوظ، مثلا، غرقت دول كثيرة في الديون وليس ھناك حيز أكثر للإجراءات المالية والاقتصادية، وانخفض سعر الفائدة في بعض الدول إلى صفر أو ما دونه وليس ھناك مجال للإجراءات النقدية. على ھذه الخلفية، يوجه الجميع أنظارھم نحو ھذه القمة في الصين، متطلعين منھا وضع برنامج جديد لانعاش اقتصاد العالم. نحن بصدد التشاور مع الدول الأعضاء حول ذلك. سيحضر ھذه القمة 2 من القادة العرب، ونحن على استعداد لزيادة التواصل مع الدول العربية في ھذا الصدد. أولا، نرى وجوب جعل الإبداع محركا جديدا لنمو الاقتصاد العالمي في ظل تباطؤ المحركات القديمة، وذلك من خلال الثورة الصناعية الجديدة وثورة البيانات الضخمة، نأمل من ھذه القمة لمجموعة ال 20 وضع خطة دولية للتنمية قائمة على الإبداع. ثانيا، نأمل في إدراج موضوع التنمية في جدول أعمال القمة. ذلك لا يرجع فقط إلى كون الصين أكبر بلد نامي، بل ھناك سبب أھم، ألا وھو كون ھذا العام أول عام بعد إبرام أجندة التنمية المستدامة 2030 ، يجب علينا حماية مصلحة البلدان النامية الغفيرة من خلال دعوة الدول الرئيسية إلى تنفيذ ھذه الأجندة ووضع خطة عامة ومفصلة لھا، بما يحرك التنمية المشتركة للعالم كله.ثالثا، نأمل من ھذه القمة مناقشة موضوع الإصلاح الھيكلي، في ظل كون الصين الدولة التي شھدت أكبر إصلاح ھيكلي وأنجعه. نحن على استعداد لتقاسم خبرتنا في الإصلاح الھيكلي، واستكمال الآلية العالمية للحوكمة الاقتصادية والمالية من خلال الإصلاح. بالإضافة إلى ذلك، نأمل في زيادة تحفيز التجارة والاستثمار. نرفض الحمائية
التجارية بكل أشكالھا، ونأمل في الحفاظ على نظام التجارة المتعددة الأطراف كمنظمة التجارة العالمية، ولا نحبذ الترتيبات شبه الإقليمية التي تقصي وتعزل بعضھا البعض. كما نأمل في إطلاق مناقشة بشأن مدى حاجتنا إلى المبادئ الإرشادية الكونية للاستثمار، إذ ليس ھناك أي محاولة في ھذا المجال حتى الآن.
كما نأمل من القمة تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الفساد، بما فيه استرداد الفاسدين الھاربين.خلاصة القول، قمة مجموعة ال 20 ملف مھم جدا في ھذا العام، نأمل ونثق بأنھاستكون قمة ناجحة وتحقق نتائج مھمة وتترك بصماتھا في مسيرة مجموعة ال 20ويرتقي بمجموعة ال 20 من منبر لمواجھة الأزمات إلى آلية حوكمة طويلة المدى.
س: كيف تنظرون إلى مستقبل العلاقات بين الصين والدول العربية؟
ج: إن العلاقات الصينية العربية مشرفة على آفاق واعدة جدا، وذلك لثلاثة أسباب،أولا، ھناك صداقة تارخية بين الجانبين؛ ثانيا، كلنا من الدول النامية ولدينا مصلحة مشتركة؛ ثالثا، ليس ھناك أي نزاع جيوسياسي بين الجانبين. سبق لصديقي العربي القديم أن قال إن الصين ھي الدولة الكبيرة الوحيدة التي لم تتدخل في العالم العربي. وھذا بالضبط ثوابت سياستنا الدبلوماسية ونفتخر به. وبالإضافة إلى ذلك،إن التشارك الصيني العربي في بناء "الحزام والطريق" سيساھم في تعزيز التلاحم المصلحي والتنمية المشتركة بين الصين والدول العربية.
في الوقت الراھن، إن العقبة الأكبر التي تؤثر على نمو الدول العربية ھي القضايا الساخنة، والصين على استعداد للمشاركة البناءة في حل القضايا الساخنة على أساس مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية. موقفنا واضح جدا ألا وھو التمسك بالحل السياسي وتشجيع ودعم الدول العربية لحل مشاكلھم بأنفسھم، سواء كان في سوريا أم في ليبيا أم في اليمن. طالما تجلس القوى السياسية المختلفة لھذه الدول للتفاوض بشكل جاد، فليست ھناك حقد لا يُبدد. إن الدول العربية ھي الأدرى لأحوال المنطقة، فنشجع الدول العربية وخاصة الجامعة العربية على لعب دور إيجابي لحل القضايا الساخنة في المنطقة. أما بالنسبة إلى الدول خارجة المنطقة، نفضل أن نرى اتخاذ الأمم المتحدة كالقناة الرئيسية، وتھيئة بيئة أفضل للدول العربية لحل قضاياھا، وبلورة بيئة دولية متفھمة وداعمة. أثق بأن الشعوب العربية قادرة على تجاوز الصعوبات العابرة ورسم مستقبل واعد للمنطقة العربية، وفي ھذه المسيرة، تكون الصين شريك التعاون الأكثر صدقا وموثوقا.