س: في ظل وجود ملايين اللاجئين في العراق وسورية واليمن، ما ھي الجھود الصينية لحل الأزمات الإنسانية في العالم؟
ج: إن الصين كدولة كبيرة ومسؤولة وصديق للشعوب العربية، نتعاطف كثيرا مع ھؤلاء اللاجئين والنازحين، وقدمنا ما في وسعنا من الدعم لھم. أولا، دعونا المجتمع الدولي في مختلف المحافل الدولية إلى إيلاء اھتمام أكبر لھم، واتخاذ إجراءات لحل أزمة اللاجئين. ثانيا، قد قدمنا دفعات عديدة من المساعدات الإنسانية، مثلا، قدمنا خلال السنتين الماضيتين، 680 مليون يوان صيني من المساعدات الإنسانية المادية العاجلة، لم نقدم المساعدات إلى سورية فقط، قدمنا أيضا مساعدات مباشرة للاجئين في مناطق أخرى. وفي مطلع ھذا العام، أعلن الرئيس شي جينبينغ عن تقديم المساعدة الإنسانية الجديدة بقيمة 230 مليون يوان صيني، كما أعلنا في مؤتمر لندن للمانحين الذي عقد مؤخرا عن تقديم 10 آلاف طن من الحبوب الغذائية لتسديد الاحتياجات الملحة للاجئين، من ناحية أخرى، نرى ضرورة معالجة قضية اللاجئين من ظاھرھا وباطنھا في آن واحد، ويجب البحث عن جذور قضية اللاجئين، وإزالة التربة والظروف التي تسبب ظھور اللاجئين. كلنا نرى بوضوح أسباب كثرة اللاجئين في الشرق الأوسط، أولا، الاضطرابات في البلاد وغياب الحكومات ونشوب الحروب، التي أدت إلى صعود القوى المتطرفة والإرھابية التي تظلم الناس العاديين وتشردھم
قسرا. لذلك، معالجة قضية اللاجئين تتطلب تركيز الجھود على معالجة القضايا الساخنة القائمة على نحو سليم، وبذلك فقط، يمكن استعادة الحكامة الطبيعية وتشكيل مؤسسات الدولة المستكملة، بما يحل قضية اللاجئين نھائيا بمساعدةالمجتمع الدولي.
س: تتميز الصين بعلاقات جيدة مع الدول العربية ودول الخليج، ما ھي طبيعة العلاقات الصينية الإيرانية؟
ج: إننا على استعداد لبناء وتطوير علاقات طبيعية مع جميع الدول. إن الدول العربية صديقنا العزيز، وھناك التواصل التاريخي بيننا وبين إيران. يمكن القول،إن الاتفاق الشامل لملف إيران النووي أنھى مشكلة كبيرة، لأنه بدد قلق المجتمع الدولي من برنامج إيران النووي المحتمل، فإن الاتفاق يساھم في صيانة السلام في الشرق الأوسط والآلية الدولية لعدم الانتشار النووي. مع تنفيذ الاتفاق الشامل، يمكن لإيران التواصل مع البلدان الأخرى بشكل طبيعي. إن علاقتنا مع إيران قائمة على المبادئ الخمسة للتعايش السلمي. وبعد رفع العقوبات عن إيران، من الطبيعي أن يزداد التواصل بين الصين وإيران، في نفس الوقت، سنشجع وندعم إيران لتحسين علاقاتھا مع الدول المجاورة والتعاون معھا، بما يلعب دورا إيجابيا في سلام واستقرار المنطقة، من بينه المساھمة بالقوة الإيرانية في حل القضاياالساخنة القائمة. وسنواصل دورنا في ھذا الاتجاه.
س: جددت روسيا منافستھا مع الغرب، كيف تنظر الصين إلى روسيا، خصما في المنافسة أو شريكا في التعاون؟
ج: نأمل في أن يكون جميع الدول شركاء التعاون، وكذلك الحالة مع روسيا. لأن روسيا أكبر جار للصين، وتشترك معنا حدودا طويلة جدا. قد تعرف أن العلاقات بين الصين والاتحاد السوفياتي ليست سلسة في الماضي، كانت ھناك التذبذبات ووصلت إلى الاستقطاب الحاد في بعض الأحيان وحتى بعض الصراعات الجزئية.واستقى الجانبان من دروس الماضي، وأقاما العلاقات الثنائية على أساس أكثر طبيعة ومودة، ألا وھو عدم التحالف وعدم المجابھة وعدم استھداف أي طرف ثالث. شھدت السنوات الأخيرة تطورا مستمرا للتعاون الصيني الروسي في مختلف المجالات. نحن جاران ونحتاج إلى بعضنا البعض. لدينا تكامل المزايا في الناحية الاقتصادية، الأمر الذي يعمق التعاون المتبادل المنفعة فيما بيننا. أما على صعيد الشؤون الإقليمية والدولية، تأمل الصين في تعزيز التنسيق والتواصل مع روسيا في دفع التعددية القطبية ودمقرطة العلاقات الدولية وصيانة المصالح المشروعة للدول النامية وغيرھا من المجالات، بما يقف إلى جانب الحق ويقوم بدور إيجابي في المحافل الدولية.
س: انسحبت بريطانيا وفرنسا من منطقة الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الثانية، وملأت الولايات المتحدة الفراغ. الآن، الولايات المتحدة بصدد الالنسحاب من الشرق الأوسط بخطوات تدريجية، ھل الصين مھيئة سياسيا وعسكريا لملءالفراغ الذي تتركه الولايات المتحدة في الشرق الأوسط؟
ج: إن استخدام عبارة "ملء الفراغ" نوعا من عدم احترام حق تقرير مصير لشعوب الشرق الأوسط. أعتقد أنه لم يكن ھناك يوما فراغا في الشرق الأوسط، لأن الشرق الأوسط بيت لشعوبھا، لديھم الحق والقدرة على بناء بيتھم. يمكن للبلدان الأخرى مساعدتھم، لكن لا يوجد ما يسمى بفراغ لملءه. يجب علينا أن نثق بأن شعوب الشرق الأوسط قادرين على الإمساك بمصيرھم في أيديھم وقادرين على توحيد الجھود لجعل المنطقة أجمل وأفضل. ھا ھو تطلع الصين، وأيضا الھدف المشترك لشعوب الشرق الأوسط.
س: أنا معجب جدا بإجابتكم عن السؤال السابق بشأن "الفراغ"، إذ أنھا ترسل رسالة مفادھا أن الصين تحترم السيادة والاستقلاال للشعوب العربية، ويجب على قادة الدول العربية الإدراك بأنه لايوجد فراغ في العالم العربي والشرق الأوسط،ويجب عليھم تقرير مستقبلھم بأنفسھم.
ج: أؤيد رؤيتك ھذه تماما.