س: ستحضرون الاجتماع الوزاري السابع لمنتدى التعاون الصيني العربي في يوم 12 ، ما ھي تطلعات الصين من خلال منتدى التعاون الصيني العربي؟
ج: إن منتدى التعاون الصيني العربي منبر مھم للحوار والتعاون بين الصين وكتلة من البلدان النامية، وھو يعكس أولا اھتمام الصين بالدول العربية. نأمل في فتح قناة الحوار والتعاون الجماعيين على أساس العلاقات الثنائية بين الصين والدول العربية، بما يعزز فھم الدول العربية للصين ويعزز التعاون الشامل الأبعاد بين الجانبين.
تأسس ھذا المنتدى قبل 12 سنة، وتم عقد 6 اجتماعات وزارية، وحقق المنتدى نتائج كثيرة، ودفع العلاقات الصينية العربية على نحو شامل. على سبيل المثال،وقعت 5 دول عربية اتفاقية التعاون في إطار "الحزام والطريق" مع الصين،وانضمت 7 دول عربية إلى البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية الذي تم
تأسيسه بمبادرة الصين كعضو مؤسس، وأقامت 8 دول عربية علاقات الشراكة الاستراتيجية مع الصين، كما أصبحت الصين، كما ذكرت، أكبرشريك تجاريل 10 دول عربية. وبالإضافة إلى ذلك، يزداد عدد الوافدين العرب في الصين بشكل سريع، يبلغ عددھم 14 ألف شخص، كما يقارب عدد الرحلات الجوية بين الصين والدول العربية 200 رحلة كل أسبوع. كل تلك النتائج التي تحققت بفضل الجھود المشتركة للجانبين منذ تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي.
إن الدورة السابعة للاجتماع الوزاري للمنتدى المزمع عقدھا في قطر لھا مھمة كبيرة جدا، ألا وھي التشاور مع الدول العربية بشأن سبل تنفيذ ما طرحه الرئيس شي جينبينغ من السياسات الصديقة والإجراءات الھامة تجاه الدول العربية أثناء زيارته لمقر الجامعة العربية في يناير الماضي. على سبيل المثال، كيفية تنفيذ 15مليار دولار من القروض الخاصة برفع قدرة الدول العربية على دفع العملية الصناعية، وكيفية حسن استخدام 10 مليارات دولار من القروض الميسرة للبنية التحتية للدول العربية، وكذلك حسن استغلال الصندوقين المشتركين بين الصين وكل من قطر والإمارات والقيمة لكل منھما 10 مليارات دولار، ونأمل في أن يلعب الصندوقان دورھما في تعزيز التنمية في الدول العربية. وسنعلن عن إجراءات جديدة في ھذا الاجتماع الوزاري، مثلا، في العامين المقبلين، سنقوم بتوفير 6 آلاف منحة دراسية وتدريب 6 آلاف موھوب عربي ودعوة 600 مسؤول حزبي عربي لزيارة الصين للتواصل الودي والندي مع الجھات الصينية المعنية حول حكم وإدارة البلاد. خلاصة القول، سنعلن حزمة جديدة من الإجراءات لتعزيز العلاقات الصينية العربية، بما يجسد مدى صداقتنا تجاه الدول العربية.
س: تھتم الصين بقضية فلسطين منذ فترة طويلة، لماذالا تحث إسرائيل على رفع الحصار عن قطاع غزة والتعامل مع الشعب الفلسطيني بشكل إنساني؟
ج: نحن دائما ندعم بثبات قضية الشعب الفلسطيني العادلة لاستعادة حقوقھا الوطنية. ونرفض الحصار المفروض على قطاع غزة. إن الرئيس شي جينبينغ، في عرضه لسياستنا تجاه قضية فلسطين، دعا في العلن إلى رفع الحصار عن غزة.
إن قضية غزة جزء من قضية فلسطين، فيجب علينا دعم حل قضية غزة ضمن عملية حل قضية فلسطين.
الأولوية الآن ھي إيلاء الاھتمام للأزمة الإنسانية في غزة، وتقديم الدعم والمساعدات اللازمة للآھالي ھناك لتخفيف معاناتھم. ويجب حل القضية من جذورھا وابتكار أفكار جديدة.
استقبلت قبل أيام وزير الخارجية الفلسطيني، وناقش معي أفكار مھمة جدا. قال إن الجميع يتحدث عن قضية اللاجئين، ويجب ألا ننسى اللاجئين الفلسطينيين. وكنت أتفق معه تماما. قد تشرد الشعب الفلسطيني لأكثر من نصف قرن، ولم يتمكنوا من إقامة دولتھم، يجب ألا تستمر ھذه الظاھرة الظالمة وغير المعقولة. يصادف العام المقبل الذكرى ال 70 لقرار تقسيم فلسطين في الأمم المتحدة، قد مضى 70 عاما، غير أن الشعب الفلسطيني لم يحقق مطالبه العادلة وأمنياته القومية. يجب على المجتمع الدولي إيلاء اھتمام بالغ لذلك، وزيادة توحيد الجھود لحل قضية فلسطين بشكل سريع وسليم.
إن قضية فلسطين لب قضية الشرق الأوسط وھي تتعلق بضمير الإنسان والعدالة.ولن نسمح بمواصلة المماطلة ولن نسمح بالتشرد المستمر لإخوتنا الفلسطينيين والفلسطينيات. ھناك تشاور بين فلسطين وفرنسا بشأن توسيع الآلية الدولية لحل قضية فلسطين، ونتخذ موقفا منفتحا وإيجابيا تجاه ذلك. في اعتقادنا، يجب على المزيد من الدول الاھتمام والانخراط في حل قضية فلسطين. وإذا انطلقت ھذه الآلية الجديدة الموسعة، نحن على استعداد للمشاركة الحيوية فيھا ولعب دورنا البناء.
س: ھل بإمكان الشعب الفلسطيني التطلع إلى خطوات صينية إضافية للدفع برفع الحصار؟
ج: سنواصل إطلاق الدعوات في مختلف المحافل الدولية والمتعددة الأطراف،ونطالب بسرعة رفع الحصار عن قطاع غزة، وندعو المجتمع الدولي إلى إيلاء اھتمام أكبر لمصير الشعب الفلسطيني، ونطلب من المزيد من الدول دعم فلسطين لتحقيق حلمھا بإقامة دولة. فعلنا ھكذا في الماضي، وسنفعل نفس الشيء في المستقبل، ستقف الصين إلى جانب الشعب الفلسطيني إلى الأبد.
س: شنت روسيا والحكومة السورية حربا في حلب، أدت إلى نزوح ملايين السوريين، كيف تنظرون إلى ذلك؟
ج: ندعم الشعب السوري دائما لتقرير مصيره بإرادته المستقلة، كما ندعم تسوية المسألة السورية عن الطريق السياسي. لذلك، صوّت الجانب الصيني مع قرارات مجلس الأمن الداعية إلى حل المسألة السورية سياسيا. كما ندعم عملية بامتلاك السوريين وبقيادة السوريين، ونثق بأنه طالما تجلس كافة القوى والأحزاب
السياسية السورية مع البعض، وإعلاء المصلحة الأساسية والطويلة المدى للدولة السورية وشعبھا، يمكن إيجاد حل للمسألة بالتأكيد. لا توجد عقبة يستحيل تجاوزھا،المھم ھو تجاوز الحسابات الأنانية لصالح حزب أو طرف. في نفس الوقت، يجب على القوى خارج المنطقة تقديم دعم لازم للشعب السوري لتمكينھم من تسويةالمسألة بإرادته المستقلة والقيام بدور بناء في ھذا الصدد.
رأينا تدخل دول كثيرة في المسألة السورية بدرجات متباينة. وحسب علمنا، إن روسيا شاركت في عملية التسوية ومحاربة قوى التطرف والإرھاب تلبية للدعوة الرسمية من الحكومة السورية. ويجب أن نعترف بأن الجھود المشتركة المبذولة من قبل روسيا وغيرھا من الأطراف، تمكنت من احتواء الإرھاب في داخل سورية إلى حد ما، إلا، فلن تستأنف المفاوضات السلمية بشأن المسألة السورية في الفترة الأخيرة، ولن يكون ھناك التقدم المستمر في الإغاثة الإنسانية. لكن، لاقت ھذه المفاوضات صعوبات في الآونة الأخيرة، وتعرضت الھدنة لتحديات مختلفة. لكن كلما ضاقت الحالة، زادت الضرورة لدفع المفاوضات بعزم، وزادت أھمية الدورالإيجابي لجميع الدول خارجة المنطقة. خلاصة القول، الموقف الصيني من المسألة السورية ثابت وواضح، نتمسك بطريق الحل السياسي، لأنه وحده يتفق مع المصلحة الأساسية للشعب السوري والدولة السورية.
س: غير أنھم ارتكبوا جرائم الحرب بحجة مكافحة الإرھاب، أليس كذلك؟
ج: أعتقد أن أبناء الشعب السوري ھم الأدرى بالأحوال على الأرض، فھم أحق من الآخرين للتكلم. ويجب على دول خارج المنطقة أن تتحلى بالحذر والتأني في تقييم ھذه المسألة. لدى الصين معياران أساسيان لتقييم عملية عسكرية يشنھا بلد في بلد آخر: أولا، لا بد أن تحصل ھذه العملية العسكرية على موافقة البلد صاحب الشأن أو تمت بناء على دعوته؛ ثانيا، لا بد أن تتفق ھذه العملية مع المبادئ الأساسية للقانون الدولي والعلاقات الدولية. نقوم بتقييم العمليات العسكرية وفقا لھاذين المعيارين، سواء كانت العملية في سورية أو العراق أو اليمن أو أي مكان آخر.