الأخبار الأخيرة

نص مقابلة قناة الجزيرة القطرية مع وزير الخارجية وانغ يي (5)

/مصدر: وزارة الخارجية الصينية/  11:07, May 20, 2016

    اطبع
نص مقابلة قناة الجزيرة القطرية مع وزير الخارجية وانغ يي

 س: كنتم السفير الصيني لدى اليابان، وكيف تنظرون إلى مستبقل العلاقات الصينية اليابانية في ظل توتر ھذه العلاقات وزيارة وزير الخارجية الياباني إلى الصين قبل يومين؟

ج: إن الصين واليابان جاران قريبان، فمن الطبيعي أن نأمل في إقامة وتطوير علاقات مستقرة وسليمة قائمة على حسن الجوار مع اليابان، ھا ھو سياستنا الثابتة. لكن "يد واحدة لا تصفق"، والأمر يتطلب جھودا من الجانبين. في ھذا السياق، الشيء المھم ھو ماذا تفعل اليابان وليس ماذا تقوله فقط. ومن المھم أن تعتبر اليابان الصين شريكا للتعاون ودولة صديقة ولا خصما في المنافسة ودولة مھددة لھا، إذا استطاعت اليابان أن تلتزم بذلك وتترجمه على أرض الواقع، ستدخل العلاقات الصينية اليابانية مسارا سليما للتنمية. يجب علينا أن ننتظر ما ھو التقييم من الجانب الياباني، ھا ھو أھم شيء في العلاقات الصينية اليابانية الحالية.

 أثارت السياسة العسكرية التي تتخذھا كوريا الديمقراطية قلق دول العالم،تكون الصين الدولة التي تتميز بأفضل علاقة مع كوريا الديمقراطية والقرب الجغرافي معھا، فكيف تنظر الصين إلى الوضع في ھذا البلد، الذي يثير قلق دولالعالم وخاصة الولايات المتحدة؟

ج: طرحت سؤالا مھما جدا، ألا وھو الملف النووي لشبه الجزيرة الكورية. يزداد اھتمام المجتمع الدولي بالملف النووي في شبه الجزيرة الكورية خاصة بعد الاتفاق الشامل لملف إيران النووي، وتركز الأنظار على شبه الجزيرة الكورية. إن موقف الصين من ھذا الملف واضح جدا، وھو يلخص إلى "ثلاثة تمسكات". أولا، التمسك بخلو شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، ولا يمكن لشبه الجزيرة الكورية امتلاك الأسلحة النووية أو تطويرھا أو نقلھا، لأن ذلك لا يتفق مع مصلحة الجانبين ولا مصلحة المنطقة وقد يقوض النظام الدولي لعدم الانتشار النووي. ثانيا، التمسك بصيانة السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية. إن شبه الجزيرة الكورية جارنا القريب، وانزلاقھا إلى حروب واضطرابات سيؤثر مباشرة علينا وعلى عملية التحديث في الصين. وبالطبع، الحروب والاضطرابات لا تخدم أي طرف، علينا بذل جھود مشتركة لتجنبه. لذلك، يتعين علينا صيانة السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية. ثالثا، التمسك بالوسيلة السلمية للملف النووي في شبه الجزيرة الكورية. في الحقيقة، لدينا تجربة ناضجة جدا، ألا وھي المحادثات السداسية. إن التجربة للمحادثات السداسية تتمثل في قيام جميع الأطراف بوضع مطالبھا على الطاولة للتفاوض، وبالتالي دفع العملية بخطوات موازية وإيجاد حزمة الحلول. ھذه الوسيلة عادلة ومعقولة، وسبق لھا أن حققت نتائج مھمة في المحادثات السداسية، وتُستخدم ھذه الوسيلة فيما بعد في عملية حل ملف إيران النووي، ولعبت دورا كبيرا. والآن من المھم استئناف المحادثات السداسية واستعادة الملف النووي لشبه الجزيرة الكورية إلى مسار التفاوض. في ظل الوضع الحالي، من المھم تجنب تفاقم الوضع في شبه الجزيرة الكورية وخاصة تجنب وقوع النزاعات وتفاقم الموقف وخروجه عن السيطرة. إن الجانب الصيني يبذل جھوده في ھذه الصدد من خلال التواصل مع مختلف الأطراف.وشيء مھم آخر ھو تنفيذ القرار رقم 2270 الذي تبناھا مجلس الأمن بالإجماع. إنھذا القرار يرفض برنامج الصواريخ النووية لكوريا الديمقراطية، واتخذت سلسلة من الإجراءات اللازمة، ونصت أيضا على عدم التأثير على معيشة شعب كورياالديمقراطية وعدم إثارة أزمة إنسانية وتجنب تأجيج الوضع، كما أكد القرار مجدداعلى ضرورة استئناف المحادثات السداسية وحل الملف عبر التفاوض. ھا ھومضمون القرار 2270 ، فندعو إلى تنفيذه بشكل كامل. في ھذا السياق، إن الصين كعضو دائم في مجلس الأمن تعمل على تنفيذ قرار مجلس الأمن من الناحية، ومن الناحية الأخرى، لا تتخلى عن استئناف المفاوضات. طرحنا في الآونة الأخيرة فكرة لاستئناف المفاوضات، ونسميھا"التقدم المتوازي"،وذلك استلھاما من تجاربنا السابقة. إن أكثر ما يھم كوريا الديمقراطية ھو قضية الأمن، إنھا تحتاج إلى تحويل آلية وقف الحرب في شبه الجزيرة الكورية إلى آلية السلام لضمان أمنھا القومي. نتفھم ذلك. أما الولايات المتحدة والصين وغيرھما من الأطراف تأمل من كوريا الديمقراطية التخلي عن برنامج الصواريخ النووية، وتأمل في تحقيق خلو شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية. يمكننا جمع ھموم الجانبين ودفع التقدم المتوازي لعملية الإخلاء النووي وعملية تحويل الآليات، وصولا إلى حزمة الحلول عبر التفاوض. أعتقد أن ھذه الفكرة قابلة للتنفيذ، ونأمل في تعزيز التواصل مع كافة الأطراف وخاصة الأطراف في المحادثات السداسية، بما يھيئ ظروفا مواتية لاستئناف المحادثات. خلاصة القول، من الضرورة إدخال الملف النووي في شبه الجزيرة الكورية إلىمسار الحل السلمي من جديد.

س: المشكلة الآن ھي ھل كوريا الديمقراطية لديھا النية للتخلي عن برنامجھا النووي؟

ج: ھذا السؤال مھم، ھي تريد أم لا؟ سنعرفه في المفاوضات. طالما ھناك المفاوضات، ھناك احتمال لتحقيق التقدم، وإذا ما في مفاوضات، ما في أي شيء .

 لدي سؤال وآمل منكم الإجابة عليه بصراحة. ذكرتُ الولايات المتحدة أكثرمن مرة، كما ذكرت انتقاد وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر للصين، غير أنكم لم تسمون الولايات المتحدة في إجاباتكم، ھل تتعمدون ذلك لأنه قد يشكل استفزازا للولايات المتحدة؟

ج: دائما نعبر عن موقفنا بشكل واضح جدا إذا لزم الأمر. تحدثتَ أكثر من مرة عن الولايات المتحدة، وشرحتُ موقفنا بشكل واضح. من ينظم مناورات عسكرية ضخمة في ھذه المنطقة؟ ومن ينقل كمية كبيرة من الأسلحة الحديثة إلى بحر الصين الجنوبي ويبني باستمرار قواعد عسكرية؟ أعتقد أن الأمر لا داعي للتوضيح، إنه الولايات المتحدة بالتحديد.

 س: قلتم قبل قليل إنه لايوجد فراغ في الدول العربية، ويجب عليھم ملء الفراغ بأنفسھم. وقرأت سيرتكم الذاتية، ووجدت أن نشأتكم تتماشى مع مرحلة النمو السريع للصين، حيث حققت الصين حلمھا ونھضتھا، ونشأتم مع "الحلم الصيني". فما ھي اقتراحاتكم لتحقيق نھضة الدول العربية؟ وما ھي الخطوات التي تمكن الدول العربية من تحقيق النمو مثل النمو في الصين؟

ج: إن الأمة العربية أمة حكيمة ومجتھدة، وللشعوب العربية تاريخ باھر ومساھمة تاريخية كبيرة لتقدم البشرية كلھا. نحن دائما متفائلون بالتنمية في الدول العربية لما تتمتع به من الأسواق الكبيرة والموارد الوافرة باعتبارھما ظروفا مواتية جدا لتحقيق النھضة. ندعو كل الدول إلى إيجاد طريق يتناسب مع ظروفھا الوطنية

والمرحلة التنموية ويقبل به شعبھا، إن ھكذا الطريق مستدام ونافع. إن استنساخ طريق الآخرين طريق مسدود، والتدخلات الخارجية دائما تأتي بتداعيات خطيرة ومتنوعة. لذلك، إننا كصديق للدول العربية، نأمل من الدول العربية التضامن مع بعضھا البعض ومساعدة بعضھا البعض، وبذل جھود مشتركة لتحقيق نھضة العالم العربي وتقديم مساھمة جديدة لتقدم البشرية.

لكل دولة ظروفھا فلكل دولة طريقھا نحو التنمية. بالنسبة إلى الصين، نجاحنا يكمن في استكشافنا طريقا يتناسب مع ظروفنا الوطنية، ألا وھو طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية. إن مقوماته كثيرة، ويمكن تلخيصه باختصار شديد إلى التوفيق بين التنمية والاستقرار والإصلاح. أولا، اتخذت الصين في العقود الماضية، من الحزب الحاكم إلى الشعب، التنمية كأھم ھدف لھا، وتعتبرھا مفتاحا لجميع المشاكل في الصين. كيف تتحقق التنمية؟ والجواب ھو الاستقرار، لأن الاستقرار ھو أساس للتنمية. لذلك، نتخذ صيانة الاستقرار كمھمة كبيرة، صيانة استقرار الوطن واستقرار النظام واستقرار السياسة واستقرار في مختلف المناطق، إذ على أساس الاستقرار فقط، نستطيع تحقيق التنمية. وبالإضافة إلى التنمية والاستقرار، ھناك الإصلاح، نعتبره محركا للتنمية، إذ يمكن للإصلاح إيجاد حيز جديد وتوظيف إمكانيات جديدة وفتح آفاق جديدة. خلاصة القول، حققنا نموا سريعا بفضل التعامل الجيد مع العلاقات بين التنمية والاستقرار والإصلاح. طبعا، ھذا مجرد تجربة الصين، يمكن للدول العربية المراجعة، ويمكننا تبادل الخبرات في ھذا الصدد.


【1】【2】【3】【4】【5】【6】

صور ساخنة

أخبار ساخنة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×