القاهرة 17 مايو 2016 /رأى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم (الثلاثاء) أن هناك "فرصة حقيقية " لتحقيق السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، وأبدى استعداد بلاده للعب دور الوساطة بين الجانبين.
وفيما رد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأن بلاده مستعدة للمشاركة مع مصر والدول العربية لدفع عملية السلام والاستقرار في المنطقة، رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بمواقف السيسي، وباستعداده لبذل الجهود من أجل تحقيق السلام.
وقال السيسي إن " هناك فرصة حقيقية لإقامة سلام حقيقي بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، إذا ما كان هناك تجاوب حقيقي مع الجهود العربية والدولية".
وأكد في كلمة عقب افتتاح إحدى مشروعات الكهرباء في محافظة أسيوط جنوب القاهرة، أن "مصر على استعداد للعب دور بين الفلسطينيين والإسرائيليين في هذا الصدد".
وأضاف " التقيت من أيام الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وكانت شواغله القضية الفلسطينية وإحياء عملية السلام، لكي يكون هناك أمل ومحاربة للإحباط الذي يعيشه الفلسطينيون".
وتابع " منذ أيام كان هناك من يحتفل بالانتصار والاستقلال.. ومن يعاني الانكسار والانقسام في نفس المكان".
وأردف السيسي " البعض قد يقول إن السلام (بين مصر وإسرائيل) غير دافئ، لكنه سيكون أكثر دفئا إذا ما حققنا أمل الفلسطينيين في إقامة دولة، ولكي يعيش الشعبان في أمن واستقرار".
وفي عام 1979، أصبحت مصر الدولة العربية الأولى التي توقع اتفاق سلام مع إسرائيل، لكن العلاقات بين البلدين ما زالت موضوعا حساسا في وسائل الإعلام والرأي العام في القاهرة.
واستطرد " إذا تحقق ذلك نكون عبرنا مرحلة صعبة جدا، وسنعطي أملا حقيقيا ونقضي علي إحباط حقيقي.. إذا تم حل المسألة الفلسطينية بإرادة حقيقية ستكتب صفحة أخرى جديدة قد تزيد على ما تم إنجازه بين مصر وإسرائيل في معاهدة السلام".
وواصل " أقول للفلسطينيين وحدوا مختلف الفصائل، وأنجزوا مصالحة حقيقية وسريعة، ومصر مستعدة للعب دور بإخلاص ومسئولية لوضع فرصة حقيقية لتسوية القضية التي طالت ".
وأضاف " وأقول للإسرائيليين.. إن هناك فرصة حقيقية (للسلام) رغم ما تمر به المنطقة من ظروف.. إننا حققنا السلام والأمان لكم ولنا ونستطيع الآن ذلك، الأمر إرادة قيادة وأيضا رأي عام".
وزاد " أقول للجميع من الفلسطينيين والإسرائيليين هناك فرصة عظيمة لمستقبل وحياة أفضل، واستقرار أكبر، وتعاون حقيقي أكبر.. وأرجو أن تتفق القيادة والأحزاب الإسرائيلية علي أهمية الأمر، لنرى في المنطقة العجب رغم التوترات الراهنة والخوف الحالي من الغد، سيكون هناك واقع جديد".
وختم إن " هناك مبادرة عربية، و (أخرى) فرنسية وجهود أمريكية ولجنة رباعية تهدف جميعا لحل القضية الفلسطينية، ونحن في مصر مستعدون لبذل كافة الجهود لإيجاد حل لهذه المشكلة، وعلي القيادة والأحزاب الإسرائيلية أن تتوافق لإيجاد حل لهذه الأزمة، وذلك سيقابله كل خير للأجيال الحالية والقادمة، وإذا تم إقامة دولة فلسطينية بضمانات تحقق الأمن والسلام والاستقرار للجانبين سندخل مرحلة جديدة لا يصدقها أحد".
وتسعى فرنسا إلى عقد مؤتمر دولي لاستئناف عملية السلام الاسرائيلية - الفلسطينية، المجمدة منذ فشل المبادرة الأمريكية الاخيرة في أبريل 2014.
لكن المؤتمر الذي كان مقررا أواخر مايو أرجئ إلى يونيو المقبل كي يتسنى لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري حضوره.
وفي رد على تصريحات السيسي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن بلاده مستعدة للمشاركة مع مصر والدول العربية لدفع عملية السلام والاستقرار في المنطقة.
ورحب نتانياهو في بيان، " بتصريحات الرئيس السيسي وباستعداده لبذل أي جهد مستطاع من أجل دفع مستقبل السلام والأمن بيننا وبين الفلسطينيين وشعوب المنطقة".
وتابع " أقدر ما يقوم به الرئيس السيسي وأتشجع من روح القيادة التي يبديها فيما يتعلق بهذه القضية المهمة".
كما رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بجهود ومواقف السيسي، وباستعداده لبذل الجهود من أجل تحقيق السلام العادل وإقامة دولة فلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وأعرب عباس في بيان بثته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، عن تقديره " لدور مصر التاريخي في دعم القضية الفلسطينية، وتضحياتها التاريخية للحفاظ على حقوق شعبنا الفلسطيني".
وشدد على "أهمية دور مصر المحوري في تحقيق المصالحة الفلسطينية، من أجل حماية وحدة الأرض والشعب والقرار الفلسطيني".
من جهتها، رحبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) "بالتصريحات المصرية لتحقيق المصالحة الفلسطينية"، مؤكدة "جاهزيتها للتعاطي مع كل الجهود لإنجاز المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية".
وأعربت حماس في بيان عن أملها بأن تؤدي هذه التصريحات "لإعادة الدافعية لتحقيق المصالحة الفلسطينية".
وسبق أن رعت مصر توقيع الفصائل الفلسطينية على أول اتفاق للمصالحة في مايو عام 2011، واستضافت عدة مباحثات بين حركتي التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) التي يتزعمها عباس وحماس لإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي المستمر منذ منتصف عام 2007.
إلا أن دور القاهرة في ملف المصالحة الفلسطينية تراجع إثر توتر علاقاتها مع حماس بعد عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي في عام 2013.