رام الله 28 أبريل 2016 / اعلن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات اليوم (الخميس) أن إسرائيل رفضت طلبا فلسطينيا متعلقا بالالتزام بتنفيذ الاتفاقيات الثنائية، بما في ذلك أنشطة الجيش الإسرائيلي في المناطق الفلسطينية.
وقال عريقات خلال لقاء مع الصحفيين في مدينة رام الله في الضفة الغربية، إن ست جلسات للحوار الفلسطيني الإسرائيلي عقدت خلال الشهرين الماضيين.
وأضاف أن "الرد الإسرائيلي الرسمي تضمن رفض المطالب الفلسطينية بضرورة الالتزام بالاتفاقيات الموقعة".
وكان وفد أمني فلسطيني قد سلم في فبراير الماضي رسالة رسمية لإسرائيل تطلب وقف اقتحامات الجيش الإسرائيلي لمناطق (أ) في الضفة الغربية والالتزام المتبادل بالاتفاقيات الثنائية الموقعة بين الجانبين.
وهدد الفلسطينيون في رسالتهم حال عدم الاستجابة لمطالبهم ببدء إجراءات لتحديد العلاقة مع إسرائيل بموجب قرارات المجلس المركزي الفلسطيني المتخذة في مارس 2015 بما في ذلك وقف التنسيق الأمني معها.
وبهذا الصدد، قال عريقات إن "كل الإجراءات الفلسطينية والإقليمية والدولية لتنفيذ قرارات المجلس المركزي الفلسطيني فيما يتعلق بإعادة النظر في العلاقات الفلسطينية مع إسرائيل قيد الاستكمال".
وأوضح أن تنفيذ تلك القرارات "أمر مصيري مرتبط بمشاورات إقليمية ودولية، لكني على ثقة تامة أننا الآن في اللحظات الأخيرة لاستكمال وضع الآليات لتنفيذ هذه القرارات".
وأضاف "نحن جزء من إقليم فيه مسؤوليات وتغيرات هائلة، ونحن نتعامل كدولة فلسطين مع الأخذ بعين الاعتبار مختلف المصالح مع العرب والإقليم والأصدقاء في أوروبا".
إلى ذلك، أعرب عريقات عن الأمل بأن يستجيب المجتمع الدولي لعقد مؤتمر دولي للسلام بموجب الدعوة الفرنسية الأخيرة، مشددا على أن "هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) والإرهاب لا يمكن أن تتم إلا بقيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس".
وقال "بالنسبة للأفكار الفرنسية فنحن نبذل كل جهد ممكن مع الأصدقاء في فرنسا ونؤكد أنه لا أحد يستفيد من عملية سلام ذات مصداقية تنهي الاحتلال الإسرائيلي مثل الشعب الفلسطيني، ولا أحد يخسر من غياب تلك العملية مثل الشعب الفلسطيني".
وحذر من "تصعيد عسكري إسرائيلي لمحاربة الأفكار الفرنسية (بشأن عقد المؤتمر الدولي للسلام) قد يتوج باعتداءات ميدانية واسعة وشاملة على الضفة الغربية وأيضا على قطاع غزة".
واستبعد عريقات أن تُدخل فرنسا تغييرات في مرجعيات المؤتمر الدولي للسلام "فلا داعي لتصور أنه ممكن لفرنسا أو غيرها أن تأخذ مرجعيات أخرى لعملية السلام لأنه لا يوجد بلد إلا إسرائيل تحاول تغييرها".
في الوقت ذاته، أكد عريقات أن المشاورات الفلسطينية العربية مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي لطرح مشروع قرار مناهض للاستيطان ما تزال مستمرة، معربا عن أمله بأن يطرح هذا المشروع للتصويت بأسرع وقت.
وكان سفير فرنسا لدى إسرائيل باتريك ميزوناف أعلن الأسبوع الماضي أنه سلم ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعوة للمشاركة في قمة السلام التي أعلنت باريس عن عقدها وفق ما ذكرت الإذاعة الإسرائيلية.
ونقلت الإذاعة عن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت قوله، إنه لا حل للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني سوى حل الدولتين لشعبين مع القدس كعاصمة مشتركة لهما.
وأضاف ايرولت أن الهدف من عقد المؤتمر الدولي للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين الذي تبادر فرنسا إلى عقده هو تدخل المجتمع الدولي لكسر الجمود الذي يكتنف حاليا عملية السلام.
وكانت آخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل توقفت في النصف الأول من عام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية من دون أن تسفر عن تقدم لإنهاء النزاع المستمر بينهما منذ عدة عقود.
وفي الوضع الفلسطيني الداخلي، دعا عريقات إلى علاج "الثغرة" في الشأن الفلسطيني متمثلة بالانقسام الداخلي المستمر منذ منتصف عام 2007 أثر سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على قطاع غزة.
وقال عريقات "لا بد من علاج هذه الثغرة الفلسطينية بإنهاء الانقسام الداخلي لأنه لا دولة فلسطينية في قطاع غزة ولا دولة من دون قطاع غزة (..) لدينا فرصة تاريخية عبر تشكيل حكومة وحدة تجري انتخابات عامة".
وأضاف "لا يوجد حل إلا بإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، وعلينا أن نضع فلسطين فوق أي اعتبار".