تقرير إخباري: مصر والبحرين توقعان 18 اتفاقية ومذكرة للتعاون خلال زيارة للملك حمد للقاهرة

القاهرة 26 أبريل 2016/وقعت مصر والبحرين اليوم (الثلاثاء) 18 مذكرة تفاهم واتفاقية وبرنامج تنفيذي للتعاون المشترك فى عدة مجالات، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي وملك البحرين حمد بن عيسى.

ووقع البلدان على ثماني مذكرات تفاهم للتعاون في مجالات الدفاع، والتشاور السياسي، والشباب، والرياضة، الشؤون الاجتماعية.

وشملت مذكرات التفاهم، مذكرة بشأن الاعتراف المتبادل بالشهادات الأهلية للملاحين البحريين، وأخرى للتعاون بين ديوان الخدمة المدنية بالبحرين ووزارة التخطيط والاصلاح الاداري المصرية، وثالثة بين المعهدين الدبلوماسيين التابعين لوزارتي خارجتي البلدين.

كما وقع البلدان على سبعة برامج تنفيذية في مجالات البيئة، والزراعة، والثقافة، والصحة، والتعليم العالي، الشؤون الإسلامية، والسياحة.

ووقعا أيضا اتفاقية بشأن تجنب الازدواج الضريبي، وثانية تخص الملاحة البحرية التجارية، إلى جانب برتوكول للتعاون فى المجال الاعلامى.

وقال الرئيس السيسي، في مؤتمر صحفي مشترك، إن زيارة ملك البحرين اليوم تؤكد "مدي خصوصية العلاقات الثنائية".

وأضاف "ان تميز العلاقات بين مصر والبحرين علي كافة المستويات يمثل بلا شك قوة دفع حقيقية تمكننا من مواجهة التحديات المشتركة بما يحافظ علي أمننا واستقرارنا، ويمكننا من التصدي للمحاولات المستمرة للتدخل في الشئون الداخلية لدولنا العربية".

وأكد " وقوف مصر الدائم بجانب البحرين ضد أي تهديدات خارجية أو مساع للمساس بها.. فمصر القوية ستظل سندا لأشقائها".

من جهته، قال ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة ان بلاده ستسخر كافة إمكانياتها السياسية والاقتصادية والتجارية لخدمة مصر تقديرا لدورها الرائد.

وشدد على أن " البحرين حريصة على رفع مستوى التعاون مع مصر فى جميع المجالات، فضلا عن تطلعها في ان تشهد الزيارة نجاحا كبيرا، وأن تكون محطة نوعية فى مسيرة العلاقات المتميزة بين البلدين".

وأشاد بمبادرة الرئيس السيسى تشكيل قوة عسكرية عربية لمواجهة التحديات التى تجابه المنطقة العربية، والتي تستدعى "وحدة الصف العربي دفاعا عن مصالحنا العليا ومصيرنا الواحد".

وأكد أهمية تعزيز التعاون العسكري بين مصر والبحرين لدعم الأمن والاستقرار بالمنطقة، التى تواجه مخاطر الإرهاب.

وأوضح عاهل البحرين أن بلاده تواجه حاليا "تدخلات سافرة" من إيران فى شئونها الداخلية، الأمر الذي أصبح محل إجماع على إدانة هذا التدخل، الذي يستدعى تعاون الدول العربية كافة.

وفي مؤتمر صحفي آخر، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكرى أن بلاده تقف دائما بجوار البحرين لدعم وحدتها واستقرارها إزاء أية محاولة للانتقاص من وحدة هذه الدولة.

وقال إنه بحث مع نظيره البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة العلاقات الثنائية والقضايا العربية والتدخلات الخارجية في إقليمنا العربى، و"هو أمر نرفضه تماما ونرى أن التعاون بين الدول العربية هو الوسيلة لمواجهة هذه التدخلات".

بدوره، أكد وزير خارجية البحرين متانة العلاقات بين بلاده ومصر، مضيفا "اننا فخورون بما وصلت إليه العلاقات.. ولن نتوقف عن تعزيزها وفتح آفاق جديدة فى مختلف المجالات".

وعبر عن شكره " لموقف مصر الداعم لاستقرار البحرين من التدخلات من الجيران كإيران وغيرها"، التي لا تحترم حسن الجوار وسيادة البلد، وتثير النعرات.

وقال إن " إيران بلد جار، ونسعى لإنهاء المشكلة مع هذا البلد.. ونتطلع اليوم إلي أن تغير إيران سياستها الخارجية تجاه دول المنطقة، وأن تبدل نهجها من السعي إلى السيطرة والهيمنة والتدخل في شئون دول المنطقة أو أن تنصب نفسها ممثلة لشعوب المنطقة، وأن تكون دولة تبني علاقاتها مع الدول حسب القانون الدولي ومبادئ الأمم المتحدة وحسن الجوار".

وأردف " ليس لدينا في البحرين مشكلة مع إيران، لكن هم لديهم مشكلة مع البحرين والعديد من الدول، وسياستهم التي تقوم على التدخل في الشئون الداخلية ومتى توقف ذلك وقامت بخطوات حقيقية لبناء علاقات قائمة على الأخوة والصداقة، فكل خطوة تقابل بخطوات، ونظل حريصين ألا نسمح لإيران أو غيرها أن تمس أمننا القومي العربي لأن هذه ركيزة لابد من الحفاظ عليها".

وواصل " الذى يجرى بين الدول العربية وإيران خطير جدا، وهو يلبس عباءة دينية ومذهبية، وهو خطر يهدد الأمة الإسلامية ويهدد وضع المسلمين والدول العربية بشكل كبير، وهو خطر لا يجب أن يستمر".

وتابع "وكل يوم يصدر تصريح أو يتم اتخاذ موقف من إيران لا يعطينا فرصة للتعامل مع تهديدات الأمن القومى التى نواجهها بل يصبح هذا الموقف الايرانى فى مقدمة التهديدات وإذا لم نتعامل معه سيسمح بإضعاف الأمن القومى العربى".

الأمر الذي علق عليه شكري بقوله " إننا ندعو فى كل فرصة طهران لأن تتخذ سياسات خاصة إزاء الحيز العربى ومصر ودول الخليج وفي مقدمتها البحرين، تتسم بالاحترام المتبادل لسيادة الدول واستقرارها، وإيجاد أسلوب يبنى العلاقة على التعاون، والامتناع تماما عن أى شكل من أشكال التدخل فى الشئون الداخلية والنعرة الطائفية أو الادعاء بأى نوع من الحقوق فيما يتعلق بالأمن القومى العربى".

وتابع " إن إيران.. دولة لها أهميتها، وهناك روابط تاريخية تربط الشعب الإيراني بالشعوب العربية، ولدينا مشاركة في منظمة التعاون الإسلامي بما يفرض أن تنتهج إيران سياسات أكثر إيجابية".

ودعا إلى " دعم التضامن العربي حتى نقف جميعا في مواجهة أي سياسات نرى أنها تؤثر بالسلب على الاستقرار والسيادة العربية والأمن القومي العربي".

وخلال زيارة الملك حمد بن عيسى التي بدأت اليوم للقاهرة وتستمر يومين، عقد منتدى الأعمال البحريني المصري، بحضور 40 من كبريات الشركات البحرينية، وعدد كبير من الشركات المصرية المهتمة بالسوق البحريني.

ووقع الجانبان 11 مذكرة تفاهم في ختام المنتدى، شملت مجالات عدة منها البحث العلمي وصناعة الاسمدة، والكهرباء، ومنتجات التجميل، حسب وكالة أنباء (الشرق الأوسط).

وقال أفنان الزياتي رئيس الجانب البحريني في مجلس الأعمال البحريني- المصري إن المنتدى أظهر الرغبة في التعاون في مجالات التجارة والسياحة والموارد البشرية، واستصلاح الأراضي الزراعية.

في حين دعا وزير التجارة والصناعة المصري طارق قابيل مجتمع الأعمال البحريني لضخ المزيد من الاستثمارات في السوق المصرية، والاستفادة من الاتفاقيات التجارية التفضيلية الموقعة بين القاهرة ومختلف التكتلات الاقتصادية.

وقال إن معدلات الإستثمار الحالية لا تعبر عن قدرات مصر والبحرين الحقيقية، حيث تبلغ الاستثمارات البحرينية في مصر نحو 2.7 مليار دولار فقط./نهاية الخبر/