إتهام وسائل الإعلام الغربية الصين بالتجسس الإلكتروني، لم يعد موضوعا جديدا. وفي الوقت الحالي، أضافوا إلى ذلك، تهمة "التجسس الزراعي". حيث قالت تقارير إعلامية أمريكية في 12 أبريل الجاري، أن أنشطة التجسس الزراعي الصينية في أمريكا قد تزايدت، الأمر الذي أثار قلق الفلاحين الأمريكيين.
وقال التقرير أن المزارع تيم بلاك، الذي يمتلك حقل ذرة مساحته حوالي 300 مو، في ولاية لوا، أصبح على إستنفار من كل سيارة غريبة تقترب من حقله. وكانت الحكومة الأمريكية قد إتهمت في سنة 2013، المدير العام للأعمال الدولية لمجموعة داباي للزراعة، موه هايلونغ، و6 من معاونيه الصينيين بسرقة بذرور الذرى من ولاية لوا، وإرسالها إلى الصين، ما أثار قلق المزارعين بهذه الولاية.
ونقلت وكالة رويترز الأمريكية قولها عن مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل الأمريكية، بأن عمليات التجسس الزراعي ظلت تتزايد بإستمرار منذ حصول حادثة سرقة البذور. وقالت أن الشركات الأمريكية وأجهزة البحث الحكومية والمعاهد العليا قد أصبحت هدفا للتجسس. ورغم أن المدعي لم يثبت وجود أي علاقة بين الحكومة الصينية وشركة موه هايلونغ، لكن هذه الحادثة عززت من الإحتكاكات الصينية الأمريكية. وذكر أحد القضاة الأمريكيين لرويترز، أن القضاء الأمريكي بصدد مسائلة الحكومة الصينية حول هذه الحادثة.
وقالت وسائل الإعلام الأمريكية، أن حادثة موه هايلونغ قد كشفت مدى أهمية التقنيات الغذائية المتقدمة وضعف إجراءات حماية السرية. يوجد في الصين 1.3 مليار نسمة، من أصل 7 مليارات نسمة في العالم، وتظهر بيانات المكتب الفيدرالي الأمريكي، بين 2009 و2014، زيادة عدد ملفات التجسس الإقتصادي الدولي بـ 15% سنويا. وفي سنة 2015 بلغت هذه النسبة 53%، وقالت وزارة إنفاذ القانون الأمريكية أن هذه الملفات تتعلق غالبيتها بمواطنين صينيين، وشملت أنشطة التجسس المبيدات الحشرية، وأجهزة الري وبذور الأرز والذرى. ونظرا لإنتشار التقنيات الزراعية في الأراضي المفتوحة، يصبح من الصعب حمايتها من التعرض إلى أنشطة التجسس.
وتعليقا على هذه التقارير، قال الباحث بمركز الدراسات الأمريكية بالأكاديمية الصينية للعلوم الإجتماعية، تهاو ون جاو، في مقابلة صحفية أجرتها معه صحيفة "غلوبال تايمز" في 12 أبريل الجاري، أن ما ذكرته التقارير الأمريكية يعد "محض إفتراء"، وأن الصين تعتمد على قدراتها الخاصة في تطوير التكنولوجيا الزراعية. وعلى مستوى الأمن الزراعي، فإن الصين إلى جانب أنها لم تشكل خطرا على العالم، فقد قدمت إسهامات كبيرة للأمن الغذائي العالمي، وأجابت بطريقة عملية على سؤال"من سيطعم الصين". كما تمتلك الصين تقنيات متطورة في زراعة أرز التهجين وفي غيرها من المجالات الزراعية.
وأضاف تهاو ون جاو، بأن أمريكا تحرص على تتبع الصين في كل شاردة وواردة، وقد كانت حادثة العالم من أصل صيني لي ون خه جاءت عن هذه الطريقة. واليوم، نظرا للمخاوف الأمريكية من أن تتجاوزها الصين، يتزايد الإهتمام الأمريكي بالمجالات الإقتصادية والتقنية في الصين بإستمرار. ولا تتردد عن إلقاء التهم جزافا إلى الصين. وأضاف، تهاو، بأن الأمن الزراعي يعد قضية عالمية، وأن الصين من جهتها تواجه تهديدات في هذا المجال. وأن حماية الحقوق الحصرية في المجال الزراعي، تعد همّا مشتركا بين مختلف دول العالم.