بغداد 25 مارس 2016 / منح الزعيم الشيعي البارز مقتدى الصدر، اليوم (الجمعة) رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، مهلة حتى غد السبت للاعلان عن "حزمة اصلاحات مرضية" للعراقيين تتضمن تشكيل حكومة تكنوقراط، مهددا بالتصعيد اذا لم يتم ذلك.
وقال الصدر في كلمة تلاها نيابة عنه الشيخ اسعد الناصري، في خطبة الجمعة امام انصاره المعتصمين بالمنطقة الخضراء وسط بغداد، "على رئيس الوزراء حيدر العبادي ان يخرج يوم غد السبت باصلاحات جديدة مقنعة للشعب نحو حكومة تكنوقراط بوزراء جدد مرضين للشعب لا للكتل التي تتصارع من اجل بقائها".
وتابع مهددا "اذا لم يعلن العبادي السبت عن حزمة اصلاحات مرضية للشعب العراقي، فسوف تكون لنا وقفة اخرى نعلنها غدا، ولن نكتفي بالاعتصام امام المنطقة الخضراء".
وفي الآونة الاخيرة دعا الصدر مرارا رئيس الوزراء العراقي الى الاعلان عن اصلاحات جديدة في البلاد، وذلك منذ طرحه في 13 فبراير الماضي ورقة اصلاحات طالب بتنفيذها خلال مهلة 45 يوما تنتهي بعد ثلاثة ايام.
ومنذ الجمعة الماضية يعتصم الالاف من انصار الصدر بدعوة منه امام بوابات المنطقة الخضراء وسط بغداد للمطالبة بالاسراع في عملية الاصلاح ومحاربة الفساد.
وطرح الصدر في خطاب متلفز وجهه الى انصاره الاثنين الماضي عدة مقترحات لتحقيق الاصلاح السياسي والاقتصادي والخدمي والقضاء على الفساد في العراق، من بينها تحديد سقف زمني لتشكيل حكومة تكنوقراط والغاء المحاصصة السياسية في البلاد.
وتعهد الصدر اليوم بدعم العبادي اذا طرح حزمة اصلاحات جديدة، قائلا إنه "في حال اعلن العبادي عن حزمة اصلاحات مرضية وتتوفر فيها الشروط مثل التكنوقراط المستقل وعدم العمل على حزب السلطة، سنقوم بدعمه باحتجاجاتنا وتأييده بصورة فاعلة اكثر وبالطرق السلمية".
وهدد في المقابل اي عضو بمجلس النواب العراقي سيرفض حزمة الاصلاحات المرتقبة، قائلا "ينبغي الفات النظر الى انه في حال تقديم حزمة اصلاحات منطقية ومرضية الى البرلمان العراقي ولم تصل الى تصويت ملائم بسبب عدم تصويت بعض النواب فسوف لا يكون ذلك الا تحويلا وتعميما للاحتجاجات لتكون ضد كل من لم يصوت من البرلمانيين".
واردف "ان النواب الذين يمتنعون عن التصويت سيكونون (بالاسماء والخط العريض) عبرة لمن اعتبر".
ومن المتوقع ان يقدم رئيس الوزراء العراقي السبت الى البرلمان قائمة باسماء وزراء يرغب بتغييرهم ووزراء يرغب بضمهم الى حكومته.
وتشهد العاصمة العراقية منذ اكثر من شهر مظاهرات حاشدة تطالب بالاصلاح ومحاسبة الفاسدين توجت باعتصام المنطقة الخضراء، وذلك على غرار تظاهرات خرجت في اواخر العام 2015 في بغداد ومحافظات اخرى للمطالبة بمكافحة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية.
واعلن العبادي حينذاك حزمة اصلاحات في التاسع من اغسطس الماضي اقرها مجلس النواب العراقي وايدها المرجع الشيعي الأعلى بالعراق علي السيستاني، تضمنت تقليص مجلس وزرائه بالغاء مناصب نواب رئيس الوزراء واربع وزارات ودمج ثمان وزارات لتصبح اربع فقط، وخفض عدد افراد الحمايات الشخصية للمسؤولين.
وفي التاسع من فبراير الماضي، دعا العبادي الى اجراء تغيير وزاري جوهري في حكومته، مطالبا البرلمان والكتل السياسية بالتعاون التام معه.