تعليق: الإشارات الاربعة التي ترسلها زيارة الرئيس الصيني الى جمهورية التشيك

بقلم /تشو تشو ودو يي فاي،مراسلي صحيفة الشعب اليومية

سيقوم الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارة تاريخية إلى جمهورية التشيك من 28 الى 30 مارس الجاري، في أول زيارة لرئيس صيني الى هذا البلد منذ 67 عاما من اقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين،وفى هذا الصدد،أكد ليو هاي شينغ مساعد وزير الخارجية الصيني فى مؤتمر صحفي خاص على ان الزيارة تشير إلى تحرك دبلوماسي صيني كبير باتجاه اوروبا.

ويرسل هذا "التحرك الدبلوماسي الكبير" نحو اوروبا أربع إشارات مهمة :

أولا،أهمية منطقة اوروبا فى العلاقات الخارجية الصينية. حيث قام شي جين بينغ بزيارة إلى هولندا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا ومقر الاتحاد الأوروبي فى مارس عام 2014،وأجرى زيارة إلى بريطانيا فى أكتوبر عام 2015،وسيحقق شي " التغطية الدبلوماسية الكاملة " لأوروبا القديمة والجديدة بعد زيارته القادمة لجمهورية التشيك.

ثانيا،إهتمام الصين بدور التشيك الفريد فى تطوير العلاقات الصينية ـ الأوروبية. والجمهورية التشيكية دولة مهمة في وسط وشرق اوروبا وهي عضو في الاتحاد الاوروبي ، ما يجعلها ذات نفوذ واسعة في وسط وشرق أوروبا والقارة الأوربية. ويتوقع ان يتم خلال زيارة شي الى التشيك توقيع العديد من اتفاقيات التعاون بين البلدين بقيمة حوالى 6 مليارات دولار امريكي فى مجالات تجارة والبنية التحتية والتمويل والصحة والطيران والعلوم والتكنولوجيا وغيرها من المجالات.

ثالثا،مبادرة بناء "الحزام والطريق" فرصة هامة لتعزيز التنمية في كلا من الصين والدول الأوروبية.ولقيت مبادرة بناء "الحزام والطريق" اهتماما واسعا من قبل دول وسط وشرق أوروبا التى تقع على طول الطريق ،حيث ترتبط استراتيجية التنمية الخاصة بهذه الدول ب"الحزام والطريق". وفى هذا السياق،تبين "خطة متوسطة المدى للتعاون بين الصين ووسط وشرق أوروبا"الصادرة بعد اجتماع قادة الصين ودول وسط وشرق أوروبا فى سوتشو نهاية العام الماضي،ان "التعاون 16+1 "يعتبر نقطة مضيئة جديدة للعلاقات الصنيية الأوروبية،ونموذجا لإجراء التعاون فى إطار "الحزام والطريق". ويُذكر ان الرئيس الصيني شي جين بينغ سيجرى خلال زيارته للتشيك مناقشة مع قادتها حول بناء "الحزام والطريق"،وسيطرح مبادرة تعاون بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا.

رابعا،التطور السريع للصين يجلب فرصة للدول الأوروبية.ومع رفع مستوى الصناعة وطرح سلسلة من الأفكار الجديدة فى الصين،تعطى أوروبا اهتماما متزايدا بمنافع التنمية الاقتصادية الصينية،وأصبحت أكثر نشاطا لإجراء التبادلات مع الصين. وبهذا الشأن،قال تشوي هونغ جيان،رئيس المعهد الأوروبي التابع للمعهد الصيني للدراسات الدولية،ان الوضع الاقتصادي الأوروبي ليس مستقرا حاليا،وانما تواجه أوروبا صعوبات لتحقيق الانتعاس الاقتصادي،ولديها طلب قوي جدا على السوق والاستثمارات الصينية،ما يصفه تشوي هونغ جيان بفرصة متبادلة،مؤكدا على ان الصين تستطيع تعزيز التنمية الاقتصادية الخاصة وتحسين الهيكل الصناعي أيضا من خلال التعاون مع أوروبا.