الدورتان: تطلع لتواصل ثقافي بناء

بقلم عبد الله محمد

أكدت توجهات الصين على أن التبادلات الثقافية تحظى باهتمام متنام من قبل حكومة بكين، إذ إنها تعتبر واحدة من أولويات حكومة بكين، وذلك إيمانا منها بأن حوار الحضارات يعد عاملا مهما وربما العامل الأهم في تحقيق رؤية شاملة للإنسان تجعله قادرا على الإسهام والمشاركة بفاعلية في جهود البناء والتطوير والتنمية المستدامة، في ظل السعي الدءوب لتحقيق التحديث وتوفير حياة سعيدة ورغدة لأبناء الشعب، ما يعود بالنفع على شعوب دول العالم.

وتأتي اجتماعات الدورتين السنويتين للمؤتمر الاستشاري السياسي والمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني اللتين تبدآن في مارس العام الحالي، في ظل إدراك متكامل لدور الثقافة وبناء الانسان.

وبرغم انشغالها بالعمل من أجل حفظ وتطوير الثقافات التقليدية المتنوعة لأقلياتها العرقية، إلا أن الصين عملت كذلك على مدى السنوات الماضية على تعزيز التبادلات الثقافية مع دول العالم عبر تنظيم الأنشطة والاتفاق على الآليات التي تضمن من خلالها نشر ثقافتها واستيعاب ثقافة الآخر.

ويرى خبراء أن اهتمام الصين لم يعد مقتصرا فقط على التحولات الاقتصادية، بل تولى كذلك اهتماما كبيرا بالتحولات الثقافية والاجتماعية وعلاقات الصين الدولية مع القوى الكبرى، مؤكدين على أن الصين دولة رائدة تمتلك محركات متنوعة للقوى وتلعب دورا متزايدا في المحافل الدولية.

ولتعزيز دورها أنشأت الصين عشرات المراكز الثقافية لتعميق التفاعل الثقافي مع الخارج ونشر الثقافة الصينية، وحددت الخطة الخمسية الثالثة عشرة (2016 ـ2020) التي تستهلها الصين، التوجهات المستقبلية للجهات المعنية بهدف ترقية صناعة الثقافة والخدمات الثقافية العامة وحماية التراث الثقافي ونظام المراقبة في هذا القطاع، والتفاعل بشكل أفضل مع دول العالم.

وكانت الصين قد افتتحت أول معاهد كونفوشيوس في سيول عام 2004، ثم توالى انتشار هذه الآداة الثقافية الجديدة ليصل عددها حاليا لأكثر من 500 مركز منتشرة في أكثر من 100 دولة، هذا بالإضافة للبرامج التعليمية في معاهد ومدارس عقدت شراكة مع نظيراتها الصينية.