الرياض 9 مارس 2016 / اعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، اليوم (الاربعاء) عن امكانية فتح صفحة جديدة في العلاقات مع ايران "اذا غيرت سياساتها"، التي وصفها بأنها "طائفية وعدوانية"، مؤكدا ان الامر "لايحتاج الى وساطة" بين الرياض وطهران.
وقال الجبير في مؤتمر صحفي في ختام اجتماع وزاري خليجي اليوم بالرياض "إن العلاقات مع ايران متدهورة بسبب السياسات الطائفية التي تتبناها ودعمها للارهاب وزرع الخلايا الارهابية في دول المنطقة وتهريب الاسلحة والمتفجرات الى دول المنطقة من اجل القيام بعمليات ارهابية".
وتابع "اذا غيرت ايران اسلوبها وسياساتها ما في شيء يمنع من فتح صفحة جديدة مع ايران وبناء افضل العلاقات معها مبنية على مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الاخرين وعدم شب الفتنة الطائفية في العالم الاسلامي".
واردف "اذا ارادت ايران ان تكون لها علاقات جيدة مع دول الجوار فعليها ان تتبنى مبدأ حسن الجوار، لا نحتاج وساطة بيننا وبين ايران".
واضاف الجبير ان "ايران في نهاية الامر دولة مجاورة ومسلمة لها تاريخ وحضارة عريقة، الشعب الايراني شعب صديق لكن السياسات التي تتبناها الحكومة الايرانية بعد ثورة الخميني هي سياسات عدوانية (..) عندما تتغير السياسات ممكن العلاقة تتحسن بشكل ايجابي جدا، ونتمنى ذلك".
وقطعت السعودية العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع ايران في مطلع يناير الماضي بعد ما هاجم متظاهرون مقارها الدبلوماسية في الجمهورية الاسلامية، احتجاجا على اعدام رجل الدين الشيعي البارز في المملكة نمر باقر النمر.
وتتهم الرياض طهران بالتدخل في شؤون دول المنطقة، خاصة البحرين واليمن ولبنان.
وقررت السعودية في فبراير الماضي وقف مساعدات بقيمة اربعة مليارات دولار للجيش اللبناني وقوات الامن الداخلي على خلفية "مواقف الحكومة اللبنانية المناهضة" للمملكة وما وصفته بمصادرة حزب الله حليف ايران "إرادة الدولة" اللبنانية.
كما قررت دول مجلس التعاون الخليجي في الثاني من مارس الجاري اعتبار حزب الله "منظمة ارهابية".
وصنفت وزارة الداخلية السعودية في 26 فبراير اربع شركات وثلاثة اشخاص كـ"ارهابيين" لارتباطهم بحزب الله.
وقال الجبير في هذا الصدد إن المجلس الوزاري الخليجي اكد خلال اجتماعه اليوم على قرار اعتبار حزب الله "ارهابيا".
وتابع ان دول مجلس التعاون ستتخذ حسب انظمتها المطبقة لديها كافة الاجراءات لمنع حزب الله من الاستفادة في دول مجلس التعاون لتمويل ومواصلة انشطته الارهابية.
واوضح الجبير في المؤتمر الصحفي "ان المزعج في الموضوع في لبنان ان مليشيا مصنفة كمنظمة ارهابية اصبحت تسيطر على القرار في لبنان"، في اشارة الى حزب الله.
وفي الشأن السوري، اعتبر المجلس الوزاري الخليجي في بيانه الختامي ان حل الازمة السورية يبقى رهنا بتمكين الشعب السوري من قيادة مرحلة الانتقال السياسي المبنية على مبادئ جنيف (1) والقرارات الدولية ذات العلاقة وبناء مستقبل جديد لهذا البلد لا يكون لبشار الأسد دور فيه مع التأكيد على المحافظة على مؤسسات الدولة.
وقال الجبير في هذا الشأن "إن الخيار امام بشار الاسد اما ان يترك بطريقة سياسية، هذا اسهل واسرع، او الشعب السوري سيستمر في القتال حتى يبعده عسكريا، هذا سيكون بدون اي شك في ذلك".
واردف "هذا الرجل (الاسد) لن يستمر بسوريا كحاكم، الشعب السوري عبر عن ارادته وموقفه"، مؤكدا ان الرياض "لن تتخلى عن الشعب السوري".