- في رأيكم ما هي السياسات البارزة التي وضعها الرئيس الصيني شي جين بينغ منذ توليه الرئاسة؟
أتابع موضوع ما تم توصل إليه في الاجتماعات الصينية الأخيرة. بالحقيقة، الحالة صحية جدا بالنسبة للوضع الداخلي(الصيني). أقصد محاربة الفساد وإعطاء قوة أكثر للحكومات المحلية، هذه السياسة حكيمة جدا وأيضا هنالك تحرك لإعطاء الشباب فرصة ليصبحون رجال أعمال صغار، هذا سينمي عملية الاقتصاد الأمر الذي يعني أن صانعي القرار الاقتصادي في الصين يسيرون على مراحل ثم يقفون وثم يتحركون بعد أن يصححون المسيرة. أرى أن السياسة جيدة إلى حد الآن. و بالنسبة للسياسة الخارجية، إن الصين في كل الحالات تلتزم بالمبادئ السلمية في التعامل مع العالم منذ تأسس الصين، لم يكن هنالك صدامات جدية مع العالم والصين تنعم بهذه السياسة وتتطلع إلى السلام والتعامل ذات المنفعة المشتركة وتكون العلاقات متميزة مع القارة الأوروبية والولايات المتحدة ودول آسيا وهذا أكبر دليل من الزيارات التي قام بها الرئيس الصيني إلى دول أروبا و بريطانيا والولايات المتحدة. وزيارته إلى دول الاتحاد الاوروبي، وعقد صفقات كبيرة ومد يد التعامل مع هذه الكتل. وبالنسبة لزيارته للقمة الافريقية والتعامل مع القارة الافريقية، فإن هذه القارة ذا الامكانات الهائلة والوطن العربي يشكل جزءا من القارة أيضا. وكذلك التعامل مع أمريكا اللاتينية وكذلك دول البريكس – البرازيل وروسيا والهند وجنوب افريقيا وأن الصين بدأت تتعامل في هذه الدبلوماسية الشمولية ذات خصائص صينية بعقلانية وبواقعية مع هذه الدول النامية بشكل صحيح.
- تم توقيع اتفاقيات بشأن تنفيذ مبادرة الحزام والطريق بين الصين و6 دول عربية. كيف تقيم الدور العربي بشأن ضمان سلاسة تنفيذ المبادرة؟
فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ عرض هذه المبادرة في مؤتمر الوزاري في شهر حزيران عام 2014 في بكين وحضرت هذا الاجتماع، ونجد في كلمته ثلاثة نقط، النقطة الاولى هي التعاون في مجال الطاقة الذي يكون مفصلا رئيسيا في العلاقات بين الصين والوطن العربي والنقطة الثانية هي التعاون في مجال التجارة والبنية التحتية وهذا مفصل آخر مهم جدا والنقطة الثالثة هي نقل التكنولوجيا والتعاون في مجال الطاقة السلمية والمتجددة والتدريب والعمالة والتعاون في مجال الفضاء وباقية المفاصل الأخرى في علاقات الدول العربية مع الصين. ونستطيع أن نقول إن الجانبين أحرزا منذ حزيران 2014 حتى الآن تقدما ملموسا من توقيع مذكرات التفاهم العديدة بين الجامعة العربية وبين الحكومة الصينية. وكل هذه الاتفاقيات ومذكرات التفاهم هي استرشاد تطبيق لهذه المبادرة. الدول العربية وحتى الشعوب العربية بشكل قاطع وافقت وأيدت هذه المبادرة ووجدتها نافعة للجانبين. كما بيّن الرئيس الصيني أن مفاصل هذه العلاقة لها منافع كثيرة منها. مثلا، مناطق التجارة الحرة والقضايا الأخرى كصناديق المستثمرين وتدريب العمالة في الوطن العربي وغيرها من الأمور.
- في ظل معاناة العالم العربي من الاضطرابات وتباطؤ نمو الاقتصاد، كيف تقيم ايجابيات المبادرة، التي ستساهم في زيادة الاستثمار ودفع عملية التصنيع في العالم العربي والشرق الأوسط؟
أكد الرئيس الصيني في خطابه في مقر الجامعة العربية أن أحد الحلول الرئيسية لاضطرابات المنطقة هي التنمية الاقتصادية. وعندما أكد على تفصيل هذا الموضوع، تحدث أيضا على مجالات التعاون في مضمار التنمية. العالم العربي كما تعلم يمر بمرحلة الاضطراب منذ الربيع العربي، علينا أن نحلها ونعالجها في المنطقة وقد استطاع الرئيس الصيني أن يشخّص احدى هذه المشاكل وهي التنمية وايجاد فرص العمل للشباب ضروري وتدريب التكنولوجيا والتصنيع وغيرها من مشاريع وبناء البنية التحتية في العالم العربي إضافة إلى موضوع الطاقة وموضوع النفط. وأنا أؤيد رأي الرئيس الصيني، وهو أن التنمية محور الاستقرار في المنطقة. وازدهار الاقتصاد ومجال من الحرية وتشغيل الشباب والتعليم والاستقرار وغيرها، مهمة بلا شك. الربيع العربي جاء على أثر مشاكل في المنطقة، أولها المشاكل الاقتصادية ومشاكل الحوكمة .
- كيف تقيم أهمية زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ للشرق الأوسط خاصة بشأن دفع تطبيق مبادرة الحزام والطريق؟
نعم ، الزيارة كانت مقررة قبل سنة ولكنها أُجلت، والكثير يرون في المنطقة أن هذه الزيارة جاءت في هذا الظرف مهمة جدا. الزيارة إلى المملكة العربية السعودية ومصر ومقر جامعة العربية ثم ايران. لا أستطيع أن أتحدث عن ايران لأنها ليست دولة عربية، ولكن يبدو أن الزيارة في ايران ناجحة أيضا. بالنسبة إلى الزيارة إلى المملكة العربية السعودية ومصر، إن الاستجابة والنتائج من قبل المحللين الكثيرين ايجابية. وكذلك الاتفاقات مع المملكة السعودية وافتتح الرئيس الصيني مصفاة في السعودية. وكان التركيز كله على تعاون الطاقة والتعاون أيضا في مجال مكافحة الارهاب. وفي مصر كان هنالك التعاون الكبير في مجال منطقة قناة السويس ومجال الصناعة المصرية ودعا الرئيس الصيني أيضا الرئيس المصري إلى المشاركة في G20. العلاقات مع مصر أيضا أصبحت أقوى استمرارا، وهي العلاقات القديمة منذ ستين سنة، إن مصر كانت أولى الدول التي كانت لها العلاقات( مع الصين) منذ زمان عبد الناصر وتشو أن لاي ومؤتمر باندونغ. وهذه العلاقات قد تدخل مسارا أقوى. الصين بدات تهتم بموضوع مصر وموضوع الصناعة والانتاجية والتعامل الاقتصادي مع مصر. في جامعة العربية، تحدث فخامة الرئيس (الصيني) وأكد على كثير من النقاط، منها موضوع القضية الفلسطينية وموقف الصين تجاهها.
وبهذه المناسبة، أود أن أشكر الحكومة الصينية على موقفها الايجابي المتميز بنسبة للقضية الفلسطينية على مر الزمن. وكذلك دعا الرئيس الصيني إلى حل الدولتين وأكد على مظلومية الشعب الفلسطيني وتقديم المساعدات المادية لفلسطين وتحدث أيضا على موضوع سوريا: موضوع ايقاف القتال واللجوء إلى التفاوض وتعرض إلى مأساة الشعب السوري وأبدى استعداد الصين للتعاون في هذا المجال وتقديم المساعدات إلى الشعب السوري، كما تحدث عن طريق الحرير. وبالنسبة للجامعة العربية، نحن وقعنا اتفاقات ومذكرات تفاهم عديدة وسنعقد اجتماع كبار المسؤولين في الدوحة بدولة قطر في النصف الاول من هذه السنة، والآن نبحث في امكانية توسيع التعامل المستقبلي من خلال منتدى العربي- الصيني في هذه العلاقة. وأريد أن أذكر وأثني على الورقة الصينية التي صدرت من الوزارة الخارجية قبل زيارة الرئيس (الصيني إلى الشرق الأوسط)، إنها بادرة الاولى من نوعها. إن تصدر ورقة سياسية شاملة من وزارة الخارجية الصينية وأثني على وزير الخارجية الصيني فخامة الوزير وانغ يي لشموليتها ودقتها في موضوع العلاقات العربية الصينية، وأنا على ثقة ولا شك ستلاقي ترحيبا واستجابة (ايجابية) من الوطن العربي.
- في خطابه أمام الجامعة العربية، دعا الرئيس شي الى تعزيز التعاون الصيني العربي في مجال مكافحة الإرهاب. برأيكم، ما هي الدوافع والسبل للتعاون الثنائي في هذا الصدد؟
إن الدافع هو الأمن والاستقرار، لأنك لا تستطيع أن تتعامل وتعمل اذا كان هنالك عدم استقرار. والارهاب آفة دولية، لا ريحة ولا لون لها سوى القتل والعنف. ذكر فخامة الرئيس الصيني أن الارهاب لا ينتمي إلى الدين وإلى مذهب، الارهاب هو الارهاب، وهو يعرقل السلام وعملية التنمية وحياة المواطن اليومية. وكل العالم يعاني منه، الصين تتخوف وتعاني من ذلك في بعض المناطق وكذلك الوطن العرب الذي قاسى كثيرا إضافة إلى بقية المجتمع الدولي، فإن مكافحة الارهاب مسؤولية كبيرة. الدول العربية والصين اتخذت قرارت في هذا المجال، وهنالك قرارات دولية وارادة دولية لمكافحة الارهاب، ولكن يجب أن نتخذ خطوات عملية وننفذها وأن تنظم بالاتفاقات بين الصين والدول العربية في هذا المجال. وقد أكد الرئيس الصيني أنه مستعد لتقديم مبلغا من المال لمساعدة الشرطة والأمن الداخلي في بعض الدول العربية لمكافحة هذه الآفة. هذه مشكلة في المنطقة وعندما يسود السلام والاستقرار في المنطقة، سنجد المنطقة تسير بخطة متسارعة في التطور وتواكب مسار الحضارة الانسانية.