بكين 19 فبراير 2016 / في ظل جدل يهيمن عليه الشك والانتقاد, حذر مراقبون اوروبيون وامريكيون من المبالغة في المخاطر التي تواجه الاقتصاد الصيني ودعوا لاستغلال الفرص التي تجلبها اعادة الهيكلة الاقتصادية هناك.
وخلال كلمته فى مناقشة حول الاقتصاد الصيني بمؤسسة (بروكينجز) الاسبوع الماضي, قال ستيفن روتش، الزميل البارز بمعهد جاكسون للشؤون العالمية في جامعة يال، "اداء الاقتصاد الصيني افضل بكثير جدا من متوسط توقعاتكم فى السوق."
وقال كبير الخبراء الاقتصاديين السابق في مؤسسة (مورجان ستانلي) في قارة اسيا "يتقدم الاقتصاد مع الكثير من التحديات والمشكلات الواضحة على الطريق, ويمكننا التغلب على كل ذلك الا ان الحقيقة الاساسية بالنسبة للصين هي ان التحول سليم. فالاقتصاد ليس على حافة هبوط صعب."
واضاف "لا تقللوا من مرونة وقدرة الجانب الحقيقي للاقتصاد الصيني في العمل بشكل افضل بكثير مما تعلمون."
ويعتقد نقاد فرنسيون انه لا حاجة للقلق كثيرا بشأن الاقتصاد الصيني ؤغم انه يمر بوقت عصيب، لان الاسس الاقتصادية الصينية سليمة وصلبة.
وقالت (صحيفة لو فيجارو) الاكثر مبيعا في فرنسا في احدث سلاسل التقارير التحليلية ان الاقتصاد الصيني في عملية كبح جماحه بالفعل ولكن بدون ان يصدر صوت توقف عال ولدى معظم الخبراء الاقتصاديين الرأي القائل بأن الاداء الاقتصادي الصيني مستقر وسليم.
ثانيا, تمتلك الحكومة الصينية ادوات وافرة لادارة المخاطر النظامية والسيطرة عليها, وذلك وفقا لوسائل اعلام وخبراء فرنسيين.
فيقول شارلي كاري كبير الخبراء الاقتصاديين في عملاق التأمين الفرنسي ((كو فيس)) إن الحكومة الصينية قادرة على القيام بعمل في الوقت المناسب وضخ السيولة في نظام البنوك.
ووضعت ((كوفيس)) الصين في المرتبة ايه 4 وهو تصنيف اعلى نسبيا يعني ان المخاطر التي يواجهها الاقتصاد الصيني قابلة للسيطرة عليها.
ثالثا, تعتقد وسائل اعلامية فرنسية ان التحول الاقتصادي الصيني يتم بثبات وان الهيكل الاقتصادي تطور تدريجيا.
وذكرت ((لو فيجارو)) ان شباك التذاكر الصيني ازداد حوالي 50 بالمئة في 2015, وتجاوز نصيب قطاع الخدمات في اجمالي الناتج المحلي نظيره في الصناعة ما يعني ان اعادة التوازن الاقتصادي في الصين يتم بسلاسة.
وحث كاري الدول حول العالم الى النظر للاقتصاد الصيني برؤية شاملة وقال إن الحقيقة هي ان التحديات والفرص موجودة معا داخله.
واصبحت الصناعات الناشئة في الصين ومنها حماية البيئة والثقافة والسياحة, نقاط مشرقة جاذبة لاعين الاعلام الفرنسي. فالقصص الاخبارية مثل "الشركات الفرنسية تبحث عن فرص الاعمال في سلة المهملات الصينية" و"الشركات الفرنسية الصغيرة والمتوسطة تختطف اسهم السوق الخضراء الصينية" تحتل عناوين الصحافة غالبا.
وقالت صحيفة ((وول ستريت جورنال)) في احدث تقاريرها انه رغم التباطؤ, مازال الاقتصاد الصيني ثاني اكبر اقتصاد في العالم بعد الامريكي ما يقدم امكانات ضخمة.
واضافت الصحيفة الامريكية إن الاستهلاك, خاصة استهلاك الخدمات والسلع الالكترونية, يشكل دعامة قوية للاقتصاد الصيني.
ويقول اكسيل ويبر رئيس مجلس ادارة بنك الاتحاد السويسري إنه متفائل بشأن الاقتصاد الصيني الذي يخضع لاعادة هيكلة صعبة ولكن في الاتجاه الصحيح.