مبعوث الأمم المتحدة يعلن تعليق محادثات السلام السورية

جنيف /بكين 4 فبراير 2016 / توقفت مساء يوم الأربعاء ثالث جولة من محادثات السلام السورية التى أطلقت في وقت سابق من هذا الأسبوع وسط اهتمام عالمي شديد، حيث أعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا، استافان دي ميستورا تعليق المحادثات وذكر انه سيتم استئنافها في وقت لاحق.

وذكر بيان نشره مكتب المبعوث أنه خلال الأيام الثلاثة السابقة، أجريت المناقشات الجوهرية حول "القضايا الإجرائية التي لم تحل"، قال ميستورا إن المحادثات سوف تستأنف في موعد لا يتجاوز 25 فبراير.

وأعلن ميستورا عن بدء الدورة الجديدة من محادثات السلام يوم الاثنين بعد الاجتماع مع ممثلين من الحكومة السورية والمعارضة. بيد ان بشار جعفري، رئيس وفد الحكومة السورية قال إن محادثات يوم الثلاثاء مازالت في مرحلتها الأولية.

وقال مبعوث الأمم المتحدة خلال حديثه مع الصحافة إنه غير محبط ولا يشعر بخيبة أمل ولكن سيظل واقعيا امام التحديات.

ولا يعني التعليق المؤقت للمحادثات السورية انهيارها، برغم ان هناك المزيد من الاعمال التى بحاجة إلى إنجازها من جانب جميع الأطراف المعنية.

وقال المسؤول إن "هذه ليست نهاية وليست فشلا للمحادثات."

وأشار ميستورا إلى ان الجانبين مهتمان ببدء العملية السياسية، مضيفا إنه تم تحديد يوم 25 فبراير لاستئناف المحادثات.

وقال "انني سأطلب ان تجتمع (المجموعة الدولية لدعم سوريا) في أسرع وقت ممكن, على أمل ان يتم ذلك فى ميونيخ، وأن يجتمع مجلس الأمن وسوف نجتمع نحن مرة أخرى في جنيف يوم 25 فبراير."

وسيغادر المبعوث الخاص للأمم المتحدة جنيف اليوم ليحضر مؤتمر دعم سوريا والمنطقة لعام 2016 في لندن، وهو اجتماع برعاية الأمم المتحدة يستهدف جمع 9 مليار دولار أمريكي مطلوبة لرفع المعاناة عن ملايين السوريين العالقين فى حرب أهلية منذ 5 أعوام.

وعلى عكس تفاؤل ميستورا، بدا وفد المعارضة السورية في اجتماع جنيف أقل أملا في ايجاد حل سياسي للأزمة السورية الممتدة.

وقال رياض حجاب، منسق وفد المعارضة السورية للصحفيين مساء أمس إنه لا يمكن تحقيق السلام في ظل وجود بشار الاسد وتدخل القوى الاجنبية.

ولام رياض وفد الحكومة السورية على تقويض نجاح المحادثات السورية. وقال "لقد جئنا إلى جنيف لتحقيق نجاح، ولكن يبدو ان الجانب الآخر لا يريد نجاح المحادثات".

وقالت المعارضة التي تدعمها السعودية، والمعروفة باللجنة العليا للمفاوضات إنها ستغادر جنيف يوم الخميس ولن تعود حتى يحدث تغيير.

وقال رئيس الوفد السوري، بشار جعفري إن المعارضة "تلقت معلومات من سادتها بتخريب المحادثات."

وكسرت الحكومة السورية مدعومة بغارات جوية روسية ومقاتلي حزب الله الحصار على نبول وزهرة في الريف الشمالى لمدينة حلب، وفقا لوكالة أنباء ((سنا)) السورية.

وقال مصدر لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الجيش وصل إلى المدينتين بعد ان سيطر على عدة مدن ومناطق هامة خلال الايام القليلة الماضية.

وأضاف المصدر أن المعارك التي وقعت يوم الاربعاء كانت جزءا من هجوم شنته قوات الحكومة لفصل مدينة حلب عن ريفها الشمالى، حيث يتلقى المتمردون إمداداتهم من تركيا.

وبعد أن أعلن ميستورا تعليق محادثات السلام السورية لمدة ثلاثة أسابيع أدانت القوى الغربية التي تطالب بعزل الأسد منذ بداية الأزمة، الحكومة السورية على تصرفها بسوء نية.

وقال وزير الخارجية الامريكية جون كيري في بيان تم نشره يوم الاربعاء إن الهجمات الجارية التي تشنها القوات السورية إشارات إلى ان "سوريا تعتزم السعي لإيجاد حل عسكري بدلا من إيجاد حل سياسي".

وحث الحكومة السورية وأنصارها على إيقاف قصف المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، خاصة حلب، ورفع الحصار عن المدنيين.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن بلاده تدين "الهجوم العنيف الذي يشنه النظام السوري بدعم من روسيا لحصار وخنق حلب ومئات الآلاف من المقيمين هناك".

وصرح فابيوس في بيان ان فرنسا تدعم تعليق المحادثات قائلا إن نظام الاسد وأنصاره "لا يريدون ان يسهموا فى المحادثات بنية حسنة وبهذا يفشلون جهود السلام."

وأعربت روسيا من الناحية الاخرى عن أسفها بشأن تعليق محادثات السلام. وذكرت ((سبوتنيك)) نقلا عن نائب وزير الخارجية الروسي جنادي جاتيلوف قوله " إنني اعتقد ان ما حدث اليوم (تعليق المحادثات) سيؤثر بشكل طبيعي على النقاش الذي سيتم عقده يوم 11 فبراير في ميونيخ فى إطار خطة عمل المجموعة الدولية لدعم سوريا."

وقال انه يأمل "أن يتحدث أعضاء المجموعة الدولية لدعم سوريا لصالح استئناف المفاوضات وألا يضع أحد أى عوائق".