الخرطوم 2 فبراير 2016 /شكلت الصناعات الحرفية اليدوية عنصر جذب كبيرا لمرتادي مهرجان النيل للسياحة والتسوق المقام حاليا بمدينة شندى شمال العاصمة السودانية الخرطوم.
ولطالما احتفظت تلك المصنوعات بأهميتها على مر العصور كونها مرآة تعكس جانبا من الهوية السودانية وتعبر عن تراث يكتسب صفة التنوع من واقع تعدد قبائل وثقافات السودان.
وتنوعت المصنوعات اليدوية السودانية المعروضة فى ردهات المهرجان والتى استخدمت في صناعتها خامات عديدة مثل السعف والأخشاب والجلود والمعادن وغيرها ، مع اهتمام الحرفيين بالناحيتين النفعية والجمالية.
وكان لافتا تميز تلك المصنوعات بالسمات الإبداعية في إستخدامات الألوان والوحدات الزخرفية في مختلف أنواع المصنوعات اليدوية متمثلة في المصنوعات السعفية والجلدية والخشبية والمعدنية والمنسوجات اليدوية وأعمال الزخرفة والتزيين وغيرها.
وقال على الطيب الباقر مدير البرامج والانشطة الثقافية بمهرجان النيل للسياحة والتسوق لوكالة انباء ((شينخوا)) "منذ الازل تميزت الصناعات اليدوية فى السودان بانها معلم من معالم الثقافة السودانية وتعريف بالهوية السودانية".
واضاف " لكل منطقة من مناطق السودان صناعات يدوية شديدة الارتباط بالبيئة المحلية ، وفى ذات الوقت فقد شكلت هذه الصناعات وسيلة من وسائل التواصل الانساني بين المجموعات السكانية المختلفة".
واستأثرت صناعة السعفيات ، وهى مصنوعات من سعف النخيل ، بنصيب الأسد فى مهرجان النيل حيث تكثر اشجار النخيل بولاية نهر النيل بشمال السودان.
ويمثل (السعف) مصدرا لصناعة منتجات اهمها (البروش) وهي (سجاد للصلاة) و(القفاف) وهى اوان تحمل فيها الخضار والفواكة ، كما تصنع من السعف زينة لمنازل البدو.
وتوارث الحاج رتاب حنا سعيد ، وهو أحد الحرفيين فى مدينة شندى ، مهنة النسيج اليدوى من مواد محلية عن اجداده ، وقال لـ ((شينخوا)) "هذه مهنة قديمة توارثناها عن اجدادنا".
وأضاف "نستفيد من المواد المحلية كسعف النخيل وصوف الحيوانات فى تصنيع منتجات محلية كالبروش واوانى حمل الطعام ، كما نقوم بصناعة منتجات أخرى للزينة والكساء".
وأوضح ان صناعة النسيج اليدوى تعتمد على المهارات الفردية الذهنية واليدوية للحرفى التي يكتسبها من الممارسة ، وقال " على الحرفى اجادة استخدام الخامات الأولية المتوفرة في البيئة الطبيعية المحلية ، وفى ذات الوقت السعى الى التطور ومسايرة ما يستجد من تطور".
وفى المجتمعات القروية البسيطة تساعد الصناعات اليدوية فى توفير حاجات الإنسان المختلفة ، من ملبس وأثاث ومسكن وغيرها من مستلزمات الحياة اليومية.
وتقول السيدة سرورة الحسن ، من مدينة شندى لـ((شينخوا)) " اعمل فى مجال المشغولات اليدوية منذ عهد بعيد ، ولاسيما منتجات سعف النخيل ومنها السلال والقفاف وايضا البروش بانواعها".
ورغم التطورات التكنولوجية الهائلة وسطوة الصناعات الحديثة ، الا ان الصناعات اليدوية السودانية ما تزال صامدة ، وتكافح من أجل المحافظة على بريقها وتألقها ، وان تكون منتجا ثقافيا يعكس الهوية السودانية.