بغداد 26 يناير 2016 / بعد الهزائم الكبيرة والخسائر الفادحة التي لحقت بتنظيم داعش الارهابي على ايدي القوات العراقية لجأ التنظيم الارهابي إلى تجهيز نساء عربيات واجنبيات انتحاريات، وإلى ما يسمى بالكتيبة الحمراء لوقف تقدم القوات العراقية ولرفع معنويات مقاتليه المنهارة.
اما الجانب العراقي فقد لجأ إلى تعزيز تعاونه مع القوات الامريكية لمواصلة الانتصارات التي تحققت أخيرا في الانبار ضد تنظيم داعش الارهابي، حيث وصلت طلائع من الفرقة 101 المحمولة جوا الامريكية إلى قاعدة عين الأسد الجوية غربي العراق في إطار دعم الحرب ضد تنظيم داعش في المناطق القريبة من الحدود العراقية السورية.
ونقلت صحيفة ((الصباح)) المملوكة للدولة عن مصدر استخباري عراقي اليوم (الثلاثاء) قوله " إن تنظيم داعش استقدم نساء أجنبيات وعربيات من كل مناطق سيطرته في شمال وغرب العراق، لتنفيذ عمليات انتحارية في الأنبار".
وأضاف المصدر " إن بلدة الرطبة الواقعة قرب الحدود مع سوريا ستكون نقطة تجمع للداعشيات (النساء)، لتدريبهن على العمليات الانتحارية وتزويدهن بالأحزمة الناسفة".
وتابع المصدر "بحسب المهمة الملقاة على عاتقهن، يقمن بتفجير الأحزمة بعد خروجهن برفقة العائلات النازحة من الرمادي إلى النقاط الأمنية للقوات العراقية المتقدمة في المدينة" مؤكدا أن التنظيم الإرهابي أبلغ انتحارياته من مختلف الجنسيات أن يتحايلن عند وصولهن إلى القوات العراقية، على أنهن نازحات ومن ثم ينفذن الهجمات.
ويرى المراقبون ان التنظيم الارهابي لجأ إلى هذا الاسلوب نتيجة للخسائر الفادحة التي لحقت بصفوفه على ايدي القوات العراقية وطيران التحالف الدولي وخسارته لمدينة الرمادي، احدى المعاقل الرئيسة له.
وكانت القوات العراقية قد اعتقلت الكثير من الارهابيين والارهابيات، المتورطين باعمال ارهابية حاولوا الخروج، بعد تحرير مدينة الرمادي، مع العائلات المحاصرة في الرمادي والانبار نتيجة تعاون المواطنين في الابلاغ عنهم.
من جهة ثانية، أفاد مصدر محلي في محافظة نينوى شمالي العراق بأن مجاميع داعش الإرهابية فقدت عناصرها الأجانب في مدينة الموصل، بعد تخفيض رواتبهم إلى النصف.
ونقلت صحيفة ((المشرق)) العراقية اليوم عن المصدر قوله "إن القرار الأخير لعصابات داعش الإجرامية بتخفيض رواتب المقاتلين الأجانب إلى النصف ترك أثرا كبيرا، ما أدى إلى هروب العديد منهم وتركهم للتنظيم"، مضيفا "إن تدفق المقاتلين الأجانب القادمين من مدينة الرقة السورية، محدود أو معدوم، بسبب تقليص الرواتب".
وكان تنظيم داعش الارهابي وجه في الأيام الماضية، بتخفيض رواتب عناصره إلى النصف بسبب الأزمة المالية التي يمر بها، وخسارته العديد من المناطق الاستراتيجية في العراق.
على صعيد متصل، كشف عدي الخدران القيادي في قوات الحشد الشعبي عن زج زعيم تنظيم داعش لأبرز كتائبه القتالية المعروفة باسم "الكتيبة الحمراء" لتحقيق انتصار معنوي في معارك صلاح الدين، مبينا أن أغلب عناصر هذه الكتيبة من القوقاز، ويستخدمهم التنظيم كورقة أخيرة بعد الانتكاسات المتكررة التي لحقت به.
وقال الخدران، في تصريحات صحفية، "لدينا معلومات مؤكدة تتحدث عن قيام زعيم تنظيم داعش أبي بكر البغدادي بزج ما يعرف بالكتيبة الحمراء في معارك صلاح الدين في ورقة أخيرة لتحقيق انتصار معنوي بعد الانتكاسات المتكررة للتنظيم في الأشهر القليلة الماضية والتي أدت الى مقتل المئات من عناصره".
وأضاف الخدران إن الكتيبة الحمراء التي تتميز بأن جل عناصرها من القوقاز يشتهرون بأن شعرهم ولحاهم ذات لون أحمر والتي شكلت طوق حماية شخصية للبغدادي في بادئ الأمر تعد من قوات النخبة التي تعتمد مبدأ الانغماسية (الانتحارية) في معاركها".
واعتبر الخدران زج الكتيبة الحمراء بأنها دليل على استنزاف كبير لقدرات داعش في صلاح الدين وتكبده خسائر بشرية فادحة دفعته الى الاستعانة بقدرات إضافية كانت معدة بالأساس لتدعيم جبهته الداخلية ضد أي انقلابات أو خلافات.
إلى ذلك، ذكر المحلل السياسي صباح الشيخ لوكالة انباء (شينخوا) أن الحكومة العراقية عززت من تعاونها مع الجانب الامريكي للخلاص من عناصر التنظيم الارهابي خاصة في محافظة الانبار المحايدة لسوريا، مبينا ان طلائع القوات الامريكية وصلت إلى العراق وقامت بتوزيع الاسلحة والمعدات على المقاتلين في الانبار.
يذكر أن اللواء هادي رزيج قائد شرطة محافظة الانبار اعلن يوم امس تقديم القوات الأمريكية لمساعدات عسكرية جديدة، شملت للمرة الأولى معدات وأسلحة ثقيلة ومتوسطة، لصالح الشرطة المحلية وأبناء العشائر الذين يقاتلون تنظيم داعش، بهدف تقوية دفاعاتهم وقدراتهم الهجومية، فضلا عن تمكينهم من الحفاظ على تقدمهم في الأراضي المحررة، ومنع عودة التنظيم إليها.
وقال اللواء رزيج، إن "المساعدات شملت 70 عربة قتالية من طراز هامفي وهمر، بالإضافة إلى أسلحة متوسطة وخفيفة، وعجلات مدرعة جميعها أمريكية الصنع"، لافتا إلى أنها المرة الأولى التي تتسلم فيها الشرطة أسلحة ثقيلة من الجانب الأمريكي مجانا.
وأوضح الشيخ ان القوات الامريكية قدمت ايضا مساعدات عسكرية واسلحة لمقاتلي العشائر في الرمادي وحديثة الذين يتصدون للتنظيم الارهابي منذ عدة اشهر وخاصة في حديثة.
واشارت تقارير اعلامية إلى وصول نحو 2000 جندي أمريكي للعراق خلال الأيام الماضية، توزعوا على ثلاث قواعد جوية، هي قاعدة البكر في مدينة بلد (80 كلم) شمال بغداد وقاعدة سبايكر شمال غرب تكريت مركز محافظة صلاح الدين، إضافة إلى قاعدة عين الأسد في بلدة البغدادي (100 كلم) غرب الرمادي والتي خصص لها العدد الأكبر.
وأكد الشيخ ان الحرب مع تنظيم داعش الارهابي لم تعد حربا على النطاق المحلي في العراق بل اصبحت حربا عالمية على الارهاب، لان هذا التنظيم الارهابي يهدد الامن والسلم العالميين ونفذ هجمات ارهابية في مناطق مختلفة من العالم ويهدد بتنفيذ المزيد منها.
ودعا الشيخ جميع دول العالم إلى التعامل بجدية مع تهديدات التنظيم الارهابي والتعاون مع العراق ودول التحالف المناهض لهذا التنظيم من اجل القضاء عليه لانه اصبح كالسرطان لايمكن الشفاء منه الا باستئصاله.
وقال الشيخ " إن معنويات مقاتلي التنظيم الارهابي بدأت بالانهيار بعد الضربات القوية والخسائر الكبيرة التي مني بها على ايدي القوات العراقية في الانبار وصلاح الدين، والضربات الجوية التي تنفذها طائرات التحالف الدولي في الموصل وكركوك، لذلك يسعى التنظيم الارهابي الى ايجاد اي طريقة مبتكرة لتنفيذ عمليات حتى يرفع من معنويات مقاتليه المنهارة".
وتابع الشيخ "إن التنظيم الارهابي لن يدخر اية وسيلة او طريقة مهما كانت بشعة وغير اخلاقية لتحقيق نصر اعلامي حتى يوقف إنهيار معنويات مقاتليه"، مشيرا إلى أن التنظيم استخدم سيارة عسكرية مفخخة حمل عليها نساء واطفال وفجرها بمن فيها على القوات العراقية قبل نحو اسبوعين في تل كصيبة شرق تكريت، لكنه لم يستطع البقاء سوى ساعات معدودة في المنطقة.
ويرى المحللون ان النجاحات التي حققتها القوات العراقية في تحرير مدينة الرمادي واستعادتها من سيطرة التنظيم الارهابي واعادتها الى حضن الوطن، بحاجة إلى دعم واسناد في المعارك المقبلة في مدن وبلدات المحافظة الاخرى التي تعد اكبر محافظات العراق، والتي يسيطر تنظيم داعش على المساحة الأكبر منها، خاصة على الحدود العراقية السورية التي تتحكم بخطوط الإمداد من سوريا إلى العراق.