القاهرة 25 يناير 2016 / مرت الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير 2011، التي أطاحت بنظام الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، اليوم (الاثنين) في هدوء رغم تحريض مارسته جماعة (الإخوان المسلمين) ودعت خلاله الشعب إلى الثورة مجددا.
وذكرت غرفة العمليات المركزية بمجلس الوزراء في بيان، " أن حالة من الهدوء سادت كافة الميادين في كل المحافظات" بالجمهورية خلال ذكرى الثورة.
واستثنت من ذلك "عددا محدودا للغاية من التجمعات في محافظات كفر الشيخ، والبحيرة، والشرقية، والمنوفية، ومنطقة المطرية بمحافظة القاهرة، ولم تتعد الفترة الزمنية لتلك التجمعات 30 دقيقة".
وأوضحت الغرفة، التى تتابع سير الأحداث في كافة المحافظات، أن كل تجمع كان يتألف من 50 إلى 200 شخص، و" تم التعامل معها بواسطة قوات الأمن".
وأشارت إلى أن " السمة الغالبة هي سير الحياة بشكل طبيعي في مختلف مرافق الدولة، فضلا عن وجود سيولة مرورية في شوارع العاصمة، مع انتظام حركة المترو فى كافة الخطوط، وانتظام حركة القطارات في الوجهين القبلي والبحري، وكافة وسائل النقل البري والنهري".
ونفت ما نشرته بعض وسائل الإعلام الداعمة لجماعة الإخوان المسلمين، عن حدوث اقتحام لميدان التحرير وسط القاهرة وكذلك وقوع مواجهات بين المواطنين وقوات الأمن بمنطقة ناهيا بالجيزة جنوب غرب العاصمة ، مؤكدة أن هذه الأخبار "عارية تماما من الصحة".
وأشارت الغرفة إلى أنها رصدت خلال اليومين السابقين بعض الدعوات للتظاهر في ذكرى الثورة، فضلا عن توزيع منشورات تحريضية فى محافظات السويس والبحيرة والإسكندرية وقنا.
وأردفت انها رغم ذلك " لم تتلق أي بلاغات بوقوع اشتباكات أو أحداث عنف أو تفجيرات.. في ظل الانتشار الأمني الاحترافي من قبل رجال الشرطة والجيش لتأمين المؤسسات والمنشآت العامة".
ولفتت إلى أنه تم العثور على قنبلة بجوار فندق الواحة بمحافظة الجيزة ، وأخرى أمام مقهى بمحافظة الإسكندرية شمال القاهرة، وتم التعامل معهما.
وكما كانت التجمعات الإخوانية محدودة، فإن التجمعات الاحتفالية بذكرى الثورة كانت كذلك أيضا، حيث خرج عشرات المواطنين في الجهة المقابلة لمجمع التحرير بوسط القاهرة حاملين الأعلام وصور شهداء الشرطة والرئيس عبدالفتاح السيسي.
ورددوا العديد من الهتافات المؤيدة للجيش والشرطة، ووزعوا الورود على رجال الشرطة المنتشرين بميدان التحرير الذي شهد شرارة الثورة.
وقال اللواء أبوبكر عبدالكريم مساعد وزير الداخلية للإعلام في تصريحات تلفزيونية، إن " مشهد اليوم كان تصالحيا بين المواطنين والشرطة".
ورأى أنه " لم يحدث شئ يعكر صفو احتفالات اليوم، حيث كان التأمين على أعلى مستوى والخدمات الميدانية المتنقلة متوافرة ومنتشرة بقوة".
فيما ذكرت وزارة الداخلية في بيان، انه تم قتل اربعة "إرهابيين" تورطوا في اغتيال عدد من رجال الشرطة.
وجاء في البيان "في إطار ملاحقة العناصر الإخوانية الإرهابية.. فقد وردت معلومات تفيد باختباء الإخوانيين الهاربين جابر محمود حسيب إبراهيم وشقيقه سيد بإحدى الشقق بمدينة 6 أكتوبر، واللذين قاما باغتيال الرائد محمد عصام سرور بمديرية أمن بنى سويف، وأمين شرطة دياب عبد اللطيف محمد بقطاع الأمن الوطني من خلال إطلاق النيران عليهما".
وأضاف " تم تقنين الإجراءات، وحال مداهمة القوات للشقة المشار إليها فوجئت بإطلاق أعيرة نارية تجاههم؛ مما دعاها إلى التعامل مع مصدر النيران، وأسفر ذلك عن مصرع الإخوانيين المذكورين، وعثر بحوزتهما على سلاح ناري وعدد من الطلقات".
وأشار أيضا إلى مقتل " الإخواني الهارب محمد حمدان محمد على مسؤول لجان العمليات النوعية بقطاع وسط بني سويف التنظيمي"، بعد ورود معلومات باختبائه في إحدى المزارع بمنطقة العلالمة في بني سويف جنوب القاهرة.
وذكر البيان أن "المتهم المذكور سبق إصداره تكليفات لمجموعة من عناصر الجماعة الإرهابية لرصد تحركات ضباط وأفراد مديرية أمن بنى سويف وقطاع الأمن الوطني وتنفيذ وقائع (إصابة النقيب أحمد جمال الدين بمديرية أمن بنى سويف ، استشهاد أميني الشرطة شعبان فتحي وعماد ربيع بمديرية أمن بنى سويف) فضلا عن قيامه بتوفير الدعم المادي والأسلحة اللازمة لتنفيذ العديد من العمليات الإرهابية بمحافظة بنى سويف".
وفي بيان آخر، أوضحت وزارة الداخلية مقتل الإخواني محمد عبدالحميد عبدالعزيز في تبادل إطلاق نار مع الشرطة في منطقة كرداسة في محافظة الجيزة جنوب غرب القاهرة.
وأشارت إلى أنه عثر بحوزة القتيل على عبوتين ناسفتين شديدتي الإنفجار، تتطابقان مع العبوات التي انفجرت قبل أيام في منطقة المريوطية بالجيزة، وأسفرت عن مقتل عدد من رجال الشرطة.
وأكدت وزارة الداخلية " تكثيف جهودها بكافة قطاعاتها في ملاحقة أعضاء وكوادر جماعة الإخوان الإرهابية، وتجفيف منابع الدعم اللوجستي لعناصرها، والتصدي للبؤر الإرهابية للحيلولة دون زعزعة أمن وإستقرار البلاد".
في حين، دعا الأزهر الشريف جموع المصريين إلى أن تكون ذكرى الثورة "حافزا للعمل والبناء للتقدم بالوطن والنهوض به، بعد أن أكمل الشعب بناء تجربته الديمقراطية واستكمل خارطة الطريق السياسية".
وأكد الأزهر وهو أكبر مرجعية إسلامية في مصر والعالم، في بيان، ثقته في أن الشعب لن ينجرف لدعوات التخريب والعنف التي أطلقها بعض الأنظمة والجماعات المشبوهة في الداخل والخارج، والتي لا يهمها إلا أن تحقق مصالحها الحزبية المغرضة حتي لو كان على حساب دماء المصريين وأرواحهم.
لكن التحالف الوطني لدعم الشرعية الذي يقوده الإخوان المسلمون ذكر أن " الحراك الثوري انطلق فجر اليوم من 275 نقطة ثورية، وشارك فيه 300 ألف ثوري.. ولا تزال الأعداد في ازدياد"، حسب الموقع الرسمي لحزب الحرية والعدالة المنحل والتابع للجماعة.
وقالت جماعة الإخوان في بيان " إن ثورة يناير لازلت في كافة ميادين مصر، ولن تهدأ ولن تنطفئ جذوتها إلا بعد أن تحقق كافة أهدافها".