الصين وافريقيا: نقل تقنيات معالجة المياه يدفع تعاون الجنوب- الجنوب

لي ينغ

مع التطور السريع لاقتصاد الصين، أصبح "الصين والعالم" موضوعا هاما لأجهزة الأمم المتحدة المقيمة في الصين. وقد أقامت الصين علاقات تعاون الجنوب- الجنوب مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة في مجالي إدارة النظام الإيكولوجي والاقتصاد الأخضر، وسيكون هناك المزيد من التعاون بين البرنامج والأجهزة الصينية المعنية لتعزيز التنمية المشتركة للدول النامية.

يهدف مشروع "تعاون الشراكة الدولي في نقل تقنيات معالجة المياه المستعملة في المدن" لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى تعزيز تعاون الجنوب- الجنوب، بهدف حشد موارد الحكومات والقطاع الخاص تحت مساعدة المنظمات الدولية، والجمع بين الدول ذات التقنيات المتفوقة في معالجة المياه المستعملة والدول التي تحتاج إلى هذه التقنيات لتحقيق تشاطر التجارب ونقل التقنيات.

طلب أفريقي كبير على تقنيات معالجة المياه والبنية الأساسية

أخذت جامعة تونغجي الصينية منذ عام 2008، تنظم زيارات للباحثين الصينيين الى زيارات الدول الأفريقية للاستطلاع بمساعدة وتنسيق مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة. فقامت الباحثون بالمسح الميداني والتحليل في معامل معالجة المياه المستعملة في كينيا وزامبيا وتانزانيا وأوغندا وغيرها من الدول. من المعروف أن معظم الدول الأفريقية تعاني من ضعف البنية الأساسية لمرافق المياه والصرف بسبب الظروف الفنية والاقتصادية الضعيفة، فنسبة تعميم أنابيب المياه والصرف وشبكة الأنابيب منخفضة، وتجهيزات معالجة المياه المستعملة قديمة، وحجم قنوات الإمداد بمستلزمات معالجة المياه المستعملة وتجهيزات مراقبة جودة المياه قليلة، ومستوى الفنيين والإداريين منخفض.

تشمل دول وسط أفريقيا: تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى والكاميرون وغينيا الاستوائية وجمهورية الكونغو وجمهورية الكونغو الديمقراطية وغيرها من الدول. وتعتمد هذه الدول على مياه نهر الكونغو وروافده. الوضع السياسي الداخلي في غينيا الاستوائية والكاميرون مستقر والوضع الاقتصادي فيهما جيد، أما الدول الأخرى، فاقتصادها متأخر وبعضها ليس لديه خطة لمراقبة جودة المياه، ولا تصل المياه إلا لعدد قليل من سكان تلك الدول. على سبيل المثال، تتوفر المياه النظيفة لعشرة في المائة فقط من سكان جمهورية الكونغو ولا توجد تجهيزات لمعالجة المياه المستعملة في الدولة، فتصرف المياه المستعملة عبر أنابيب الصرف إلى البحيرات والأنهار مباشرة. تشير أرقام وزارة التجارة الأمريكية حول الصادرات الأمريكية من تجهيزات معالجة المياه المستعملة إلى دول وسط أفريقيا خلال الفترة بين عام 1996 وعام 2000، إلى أن استثمار تلك الدول في معالجة المياه المستعملة لا يزال متواضعا مقارنة مع اليونان مثلا (انظر إلى الجدول)، بل إن طلب جمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية اللتين تعانيان من الحروب واقتصادهما متأخر أكثر ضآلة.

المصدر: وزارة التجارة الأمريكية

في الحقيقة، طلب الدول الأفريقية على تقنيات وتجهيزات معالجة المياه المستعملة كبير، ولكن هذا الطلب لا يحظى بالاهتمام الكافي، ففي كثير من مدن هذه الدول، لا توجد أنظمة لمعالجة المياه المستعملة.

حاليا، تتعاون بعض المؤسسات الدولية والصينية مع الهيئات المعنية بالمياه في هذه الدول لتأسيس محطات مياه الشرب ومحطات معالجة المياه المستعملة، ولكن عددها قليل، ومنها محطة معالجة المياه المستعملة الذي أسسته مجموعة قتشوبا الصينية في مالابو عاصمة غينيا الاستوائية، والتي تعتبر أكبر محطة لمعالجة المياه المستعملة في غينيا الاستوائية.

وهناك طلب كبير في ليبيا، وغيرها من دول شمالي أفريقيا، على إعادة استخدام المياه المستعملة لأن تلك الدول تعاني فقرا مائيا. على سبيل المثال، في مدينة سرت الليبية القريبة من ساحل البحر المتوسط، ترتفع نسبة ملوحة المياه المستعملة ويجعل استخدامها الدوري صعبا. وفقا للمسح والتحليل، تصل نسبة المواد الصلبة في مياه الصرف بمحطة معالجة المياه المستعملة في مدينة سرت حوالي 2500 مليغرام/ لتر، وبعد معالجة المياه المستعملة، تظل نسبة المواد الصلبة حوالي 1600 مليغرام/ لتر، ما يجعل التخلص من الملح إجراء ضروريا قبل الاستخدام الدوري للمياه المستعملة.