تعليق: تعزيز الوحدة الصينية الافريقية وبحث التعاون المستقبلي

ستستقبل جوهانسبرج بجنوب إفريقيا اجتماعا تاريخيا يجمع الصين وإفريقيا مطلع ديسمبر القادم، يتمثل في قمة منتدى التعاون «الصيني ــ الإفريقي» تحت عنوان «تقدم الصين وإفريقيا يداً بيد، التعاون والكسب المشترك من أجل التنمية المشتركة». وتعتبر اول قمة منتدى التعاون «الصيني ــ الإفريقي» تنعقد في القارة الافريقية، تسعى الي تعزيز التضامن بين الصين وإفريقيا، وتحقيق مستقبل اكثر اشراقا للتعاون المشترك بين الصين وافريقيا، وتظهر للعالم قوة التضامن بين الصين وافريقيا ، وإشارة قوية للعالم حول التقدم المشترك والتعاون المربح للجانبين.

تضرب جذور الصداقة الصينية الافريقية في أعماق التاريخ،ويجمعهما مصير مشترك، ولكن ايضا المصالح والتعاون المربح للجانبين. و أن دعم شعبي الصيني والأفريقي كل منها الاخر والصداقة والتعاون الصادق والتضامن القوي خلال التاريخ الطويل فتح خطوة خطوة طريقة واقعية فريدة للتعاون الصيني والإفريقي تتفق تيار التاريخ.

لعبت دبلوماسية القمة دورا كبيرا في تعزيز العلاقات الصينية ـ الافريقية. ويصادف العام الحالي الذكرى السنوية الـ«15» لإنشاء منتدى التعاون «الصيني الإفريقي»، وهذه القمة هي الثانية من نوعها في تاريخ العلاقات الصينية ــ الإفريقية بعد قمة بكين عام 2006م ،التي شكلت شراكة إستراتيجية جديدة بين الصين وإفريقيا، وعززت التعاون العملي الصيني الافريقي في مختلف المجالات.

عقد القمة الثانية لمنتدى التعاون الصيني ــ الإفريقي على أرض افريقيا يمثل التطلعات المشتركة بين الصين والدول الإفريقية. وقد ظلت الصين تدعم افريقيا في النضال وتحقيق المصير ومساعدتها لتعزيز قدرة التنمية الذاتية، تعزيز الشراكة الاستراتيجية الجديدة للاستفادة بشكل أفضل للشعبين. في الشهر الماضي، وضع الرئيس الصيني شي جين بينغ رؤية وأهداف قمة جوهانسبرغ، وأشار الى أن الجانب الصيني مستعد للعمل مع الاعضاء المشاركة في المنتدى لتعزيز تحقيق التضامن الصيني الافريقي، وتعزيز التعاون المشترك بين الجانبين مستقبلا. كما عبر الساسة الافارقة عن تطلعاتهم لعقد قمة جوهانسبرغ في مختلف المناسبات الدولية: " ينبغي على البلدان الافريقية اقامة علاقات اوثق مع الصين من خلال هذه القمة، وتعزيز التعاون في مجالات الرئيسية لدفع التنمية الاقتصادية والاجتماعية الى الامام"،" تعزيز قمة جوهانسبرغ العلاقات الصينية ـ الافريقية الى مستوى جديد، دفعة قوية وتأثير اجابي على جدول اعمال التنمية في افريقيا".

تتفق قمة جوهانسبرج مع الاحتياجات العملية للتعاون الصيني الافريقي. والقارة الإفريقية غنية بالموارد الطبيعية، وتمتلك عائدا ديمغرافيا قويا في انتظار الإفراج عنهم، وتمتلك الصين ما ينقص افريقيا من راس المال والتكنولوجيا، والشراكة بينهما يدعم اعتماد افريقيا على الذات وتحقيق الاستقلال الاقتصادي. ومرر الاجتماع الخامس الكامل للجنة الحزب الشيوعي الصيني الـ18 خطة الخماسية الثالثة عشر، طرح فيها مفاهيم التنمية " الابتكار، والتنسيق، والأخضر، والانفتاح، والتقاسم". كما حددت افريقيا «أجندة الاتحاد الافريقي لعام 2063» وخطة العقد الأول، التي تفتح عملية التصنيع والتحديث بشكل كامل. وإن تنمية التعاون الصيني الافريقي يلبي حاجات بعضها بعضا، وتقوم على أساس المنفعة المتبادلة، ومواجهة الفرص التاريخية.

يمر العالم بمرحلة هامة من التنمية والتغيرات والتعديلات الكبيرة، وصعود بلدان الأسواق الناشئة والبلدان النامية، وزيادة نفوذها الدولية. ويبلغ اجمالي سكان الصين وإفريقيا 2.4 مليار نسمة، بما يشكل ثلث سكان العالم. وتعزيز التعاون بين اكبر دول نامية وأكبر تجمع للبلدان النامية ، لا يعزز التنمية الخاصة بهما فقط، ولكن ايضا احدث نموذج للتعاون بين «الجنوب والجنوب» وتعزيز قوة الدول النامية، وأكثر من ذلك، ستعمل على تفعيل التعاون بين «الجنوب والشمال» لتعزيز التنمية المتوازنة والشاملة والمستدامة لكل العالم. 

التنين الصيني يحلق سريعا ، الاسد الافريقي يعدو سريعا. حيث يعمل اكثر من 1.3 مليرا صيني جاهدين لتحقيق «الحلم الصيني» المتمثل في النهضة العظيمة للأمة الصينية، أما بالنسبة لأكثر من 10 مليار افريقي فإنهم ملتزمون ببذل الجهود المشتركة لتحقيق الحلم الافريقي. وإن تعزيز التضامن بين شعبي الصيني والإفريقي، وتعزيز الدعم المتبادل ، سيسهم اسهاما مهما في قضية السلام وتنمية البشرية السامية.