الصين وافريقيا: نقل تقنيات معالجة المياه يدفع تعاون الجنوب- الجنوب (2)

تقنيات وتجارب الصين في معالجة المياه المستعملة

خلال الشهور الماضية، قامت أكاديمية علوم حماية البيئة في بكين باستطلاع تقنيات معالجة المياه المستعملة، التي تُستخدم في مدينة بكين ومقاطعة خبي ويمكن استخدامها في الدول الأفريقية، حيث قام العلماء والخبراء بتفقد مشروعات معالجة المياه المستعملة الناتجة عن ذبح وتربية الطيور والحيوانات وصنع المشروبات وغيرها من المشروعات في خمس محطات معالجة المياه المستعملة في بكين، وهي محطات قاوبيديان وتشينغخه وجيوشيانتشياو وووجياتسون وبيشياوخه. وفي مقاطعة خبي، قام العلماء والخبراء بتفقد مشروع معالجة المياه المستعملة في صنع الجلود في مدينة شينجي ومشروع معالجة المياه المستعملة في صنع الأدوية في مدينة شيجياتشوانغ ومشروع معالجة المياه المستعملة في الصباغة والطباعة في مدينة باودينغ.

لقد وضعت الصين، قبل سنوات، خطة وطنية للحصول على المياه النظيفة من أجل تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، وطورت كثيرا من التقنيات ذات التكلفة المنخفضة والفعالية العالية لمعالجة المياه الصناعية والمعيشية المستعملة، وإقامة محطات لمعالجة المياه المستعملة. تقع معظم المدن الصينية المتطورة اقتصاديا؛ مثل شانغهاي وقوانغتشو وشيامن في المناطق الساحلية، وتتمتع هذه المناطق بكثير من التقنيات والتجارب الحديثة في مجال معالجة المياه المستعملة، بينما أدركت تلك المدن أن جودة المياه تؤثر على النظام الإيكولوجي والتنمية المستدامة تأثيرا كبيرا.

بيد أن كثيرا من الدول النامية، خاصة في أفريقيا وأمريكا اللاتينية، لم تتخذ بعد خطوات وإجراءات فعالة لمعالجة المياه المستعملة، ما يجعل صرف المياه المستعملة تهديدا للنظام الإيكولوجي وصحة الإنسان، ويضيع القيمة الإضافية الناتجة عن معالجة المياه المستعملة. كل هذه التحديات أتاحت فرصة للاشتراك في التجارب وتعاون الجنوب- الجنوب حول معالجة المياه المستعملة في المدن المتعلقة بالبيئة البحرية.

يهدف مشروع "تعاون الشراكة الدولي في نقل تقنيات معالجة المياه المستعملة في المدن"

إلى الجمع بين الدول ذات التقنيات المتفوقة في معالجة المياه المستعملة والدول التي تحتاج إلى هذه التقنيات لتحقيق تشاطر التجارب ونقل التقنيات ودفع تعاون الجنوب –الجنوب. تشمل الدول التي شاركت في هذا المشروع، الصين وإندونيسيا في آسيا والبرازيل وبيرو في أمريكا اللاتينية ومصر وكينيا والمغرب وموزمبيق ونيجيريا وغانا في أفريقيا. جدير بالذكر أن بعض بنوك الاستثمار الدولية تشارك أيضا في المشروع، مثل، بنك التنمية الآسيوي والبنك الأفريقي للتنمية والبنك الدولي.

ويتعاون حاليا برنامج الأمم المتحدة للبيئة مع مركز بكين للتبادل البيئي لمواجهة تحديات معالجة المياه المستعملة في المدن ومعالجة مشكلات إدارة النظام الإيكولوجي وتعميم الممارسات والتقنيات الحديثة للقطاع الخاص، بل وإقامة آلية وشراكة لنقل التقنيات. بفضل هذا التعاون، عقدت في الصين ندوة للخبراء ومؤتمر إصدار مشروع "تعاون الشراكة الدولي في نقل تقنيات معالجة المياه المستعملة في المدن" والمنتديات الدولية المعنية. وفي الأول من إبريل عام 2015، كلف برنامج الأمم المتحدة للبيئة مركز بكين للتبادل البيئي ليكون "مركز الشبكة الإقليمية لتعاون الجنوب- الجنوب في الدعوة إلى معالجة المياه المستعملة في العالم". ويتولى برنامج الأمم المتحدة للبيئة التنسيق والاتصالات الدولية، بينما ينهض مركز بكين للتبادل البيئي بالتنسيق والاتصالات داخل الصين ويتحمل المسؤولية عن إدارة مركز الشبكة الإقليمية.

وقد أتم الخبراء عمليات المسح في أكثر من أربعين منشأة لمعالجة المياه المستعملة في أكثر من عشرين مدينة رئيسية في الصين، حيث قاموا بجولات تفقدية في بكين وشانغهاي وقوانغتشو وشنتشن وغيرها من المدن، وهوبي وآنهوي وقوانغشي وجيانغسو وخبي وغيرها من المقاطعات التي تغطي معظم المناطق في الصين، ما يجعل التقنيات التي وقع عليها اختيارهم مناسبة للدول والمناطق النامية ذات الظروف الجغرافية والمناخية المختلفة. في الوقت نفسه، أطلق هذا المشروع موقعا رسميا على الإنترنت باللغتين الصينية والإنجليزية على شبكة الإنترنت لعرض وتعميم التقنيات الصينية لمعالجة المياه المستعملة.