اثارت سلسلة من الأخبار على مدى بضعة ايام الماضية مثل "قرر الكرملين اطلاق صواريخ كروز من على بعد 1500 كم"، "وقعت روسيا وإيران والعراق وسوريا اتفاق تعاون في مجال الامن والاستخبارات"، "الكونغرس الامريكي قد يحقق فى إساءة وكالات الاستخبارات الامريكية التقدير بالنسبة للتحرك الروسي" انفعال وسائل الاعلام الغربية التي كانت تلعب دورا مهما في فترة الحرب الباردة، وصرحت:" فلاديمير بوتين يعرض قوته في سوريا بهدف إظهار نهوض روسيا وقدرتها على مواجهة الغربيين "، "أول عملية عسكرية تقوم بها موسكو خارج حدود الاتحاد السوفياتي السابق منذ غزو أفغانستان في 1979،وأن الكرملين يسعى إلى استعادة مكانته السابقة كقوة عظمى"،" العمل العسكري الروسي يسلط الضوء على عدم الكفاءة السياسية لأمريكا".
وأعلنت روسيا عن ان العمليات العسكرية التي تقوم بها موسكو جاءت بناءا على طلب الحكومة السورية والرامية الى مكافحة المتطرفين الارهابيين على الاراضي السورية، لكن الرأي العام الغربي غير راغب بالعمل العسكري التي تقوم به روسيا في سوريا. بطبيعة الحال، امريكا لم تشر حتى الان الى وجود اجراءات لديها في مسألة التعامل مع روسيا بهذا الخصوص، لكن الدوائر الاستراتيجية في واشنطن لا يمكن أن تفتقر الى صوت امريكا حتى لا تظهر ضعفها امام موسكو. ويتعين على البيت الابيض الحفاظ على العقلانية الكاملة من اجل تجنب هذا الصوت والفكر المهيمن على عملية صنع القرار .
ان الصراع الامريكي الروسي في دولة ثالثة باستخدام الوسائل الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية وغيرها لتوسيع نفوذهما، هي " حبكة قديمة" من حرب باردة. ومع ذلك، فإن العالم دخل القرن ال 21، وينبغي على الناس ألا يسمحوا لـ " تصاعد النزاع في سوريا الى حرب بالوكالة"،ولا يمكن التخلي بسهولة عن الجهود السياسية لحل الازمة في سوريا، لا يمكن السماح باستمرار الكارثة الانسانية في سوريا.
من منظور آخر، لدى روسيا وأمريكا مصالح مشتركة مهمة في سوريا او منطقة الشرق الاوسط اليوم. وقد ادى طول امد حل الازمة السورية الى صعود القوى الارهابية الاقليمية، وزيادة عدد اللاجئين ، وهذا تحدي حقيقي من الصعب على روسيا وأمريكا تجاهله. مما ينبغي على روسيا وأمريكا وضع سوريا في مركز الاهتمام والبحث عن حل الازمة عند اتخاذ قرار بشأن القضية السورية. ففي بداية الازمة السورية، أظهرت وسائل الاعلام الغربية ما يسمى " الصحوة الديمقراطية" بصورة كاذبة وغير واقعية، ألم يثبت بأنها سخيفة أمام الواقع؟ وكتب مايكل ويليامز ، الخبير في شؤون الشرق الأوسط في المعهد الملكي للخدمات المتحدة مؤخرا، أن مساعدة امريكا سوريا لاستعادة السلام أمر ضروري من زاوية المصلحة الامريكية. وان واقعية هذا الرأي يستحق المراجعة من قبل واشنطن. واشار زبيغنيو بريجنسكي، مستشار الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر لشؤون الأمن القومي، الى ان التعاون الامريكي الروسي حتى ولو كان محدودا فإن تأثيره سوف يكون ايجابيا على التطورات السياسية في الشرق الاوسط.
يجب على المجتمع الدولي، وخاصة القوى العظمى ذات التأثير ان تكون على وعي تام بان التسوية السياسية للازمة السورية باتت ضرورة ملحة. وينبغي على الاطراف المعنية بالأزمة السورية ان تنظر في عقد اجتماع جنيف ثالث، لدفع اعادة مسيرة انتقال سياسي شامل بدون الشروط المسبقة ، ودون حكم مسبق على النتائج، ومشاركة جميع اطراف النزاع.
أن الحل السياسي للازمة السورية هو الانسب لإنهاء معاناة الكثير من الناس الابرياء وهو في مصلحة الشعب السوري.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn