وزير خارجية قطر يقول إن بلاده قد تتدخل عسكريا في سوريا بالتعاون مع السعودية وتركيا

الدوحة 21 أكتوبر 2015 / اعلن وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية اليوم (الأربعاء) ان بلاده قد تتدخل عسكريا في سوريا إذا لزم الأمر بالتعاون مع السعودية وتركيا، لكنها تحاول تجنب الصراع في المنطقة من خلال الدعوة الى الحوار السياسي المباشر.

وقال العطية في مقابلة مع شبكة ((سي إن إن)) الأمريكية بثت اليوم إن دولة قطر ليس لديها مصالح جيوسياسية أو أجندة في سورية، مضيفا "إذا تتبعت الموقف القطري من اليوم الأول، فقد بذلنا كل المحاولات وطرقنا كل الأبواب لإيجاد حل سلمي في سوريا، ولكن عندما رأينا إراقة الدماء كان علينا أن ننحاز إلى الشعب السوري".

ولدى سؤاله عما إذا كانت قطر والسعودية ستقومان بالتدخل المباشر في سورية على خلفية التدخل الروسي، قال العطية إن "أي شيء سيؤدي إلى حماية الشعب السوري ويحمي سوريا من الانقسام لن نألو جهدا للقيام به مع إخوتنا السعوديين والأتراك، مهما كان هذا الشيء".

وتابع " إذا كان الخيار العسكري لحماية الشعب السوري من وحشية النظام عندها نعم وبكل ما للكلمة من معنى".

وردا على سؤال حول كيفية تحقيق ذلك، قال "لا يمكنني القول كيف سيكون ذلك، فهناك العديد من الطرق، الشعب السوري يقاتل على جبهتين، يقاتلون النظام ويقاتلون الجماعات الإرهابية في الوقت ذاته ومستمرون منذ سنتين، وعليه فهناك العديد من الطرق لدعم جهودهم باسترجاع بلدهم".

وبشأن بروز ما يسمى بقوى (4+1) المتمثلة بالنظام السوري وروسيا والعراق وإيران إلى جانب حزب الله، أجاب العطية وفقا لنص بالعربية نشرته وكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا) "نحن لدينا خياران في المنطقة، الأول يتمثل في الصراع وهو ما نحاول دائما تجنبه، والخيار الثاني يتمثل في الحوار الجدي لحل مشاكلنا في بيتنا".

ومضى قائلا "إننا لا نخشى أي مواجهة ولهذا سندعو للحوار من موقع القوة لأننا نؤمن بالسلام، والطريق الأقصر للسلام يكون بالحوار المباشر".

وانتقد وزير الخارجية القطري موقف مجلس الأمن الدولي في التعامل مع الملف السوري، قائلا إن "مجلس الأمن الدولي لا يقوم بما فيه الكفاية لحماية الشعب السوري، لذلك حملنا على عاتقنا نحن وأصدقاؤنا مهمة القيام بكل ما بوسعنا لحماية الشعب السوري، عبر دعم المعارضة السورية المعتدلة".

وتحدث عن دعم قطر لحركة "أحرار الشام"، التي ينظر اليها البعض على انها متشددة، بقوله "لنفتح أولا سجل أحرار الشام، هؤلاء ليسوا حلفاء تنظيم (القاعدة)، وهم مجموعة سورية يحاربون لتحرير بلادهم، ونحن لا نعتبرهم مطلقا متطرفين أو إرهابيين"، مشيرا الى انهم جزء من المعارضة السورية المعتدلة ويقاتلون من أجل حرية بلدهم.

وبخصوص ما يثار من انتقادات لقطر بأنها تدعو للحوار مع إيران خشية التنافس معها على بيع الغاز، ذكر ان منتقدي قطر لديهم جهل برؤية قطر لعام 2030، ولم يكن لديهم الوقت لقراءتها"، مؤكدا انه "إذا أتى اليوم الذي ليس لدينا فيه نفط وغاز، فسنستمر بالمحافظة على المستوى المعيشي لشعبنا كما هو اليوم".

وردا على تصريحات العطية، حذر مسؤول رفيع في الحكومة السورية اليوم من مغبة التهديدات القطرية، وتوعد بأن دمشق سترد بشدة على مثل هذا "العدوان المباشر".

ونقلت قناة ((الميادين)) الفضائية التي تبث من لبنان عن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قوله "إذا نفذت قطر تهديداتها بالتدخل عسكريا في سوريا سنعتبر ذلك عدوانا مباشرا... ردنا سيكون قاسيا جدا".

وشدد المقداد على ان "سوريا ليست لقمة سائغة لا للقطريين ولا للسعوديين ولا للأتراك"، مشيرا الى ان "دور قطر والسعودية وتركيا كان واضحا في تدمير سوريا".

وأكد نائب وزير الخارجية السوري ان "سوريا ستستمر بالدفاع عن الشرعية الدولية بوجه من يدعم القتلة والإرهاب"، على حد قوله.