رام الله 7 سبتمبر 2015 / عم الغضب والحزن موكب تشييع جثة سيدة فلسطينية اليوم (الاثنين) قضت مساء الأحد متأثرة بإصابتها بحرق مستوطنين إسرائيليين منزل عائلتها في 31 من يوليو الماضي ، في وقت أعلن فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس الحداد الرسمي.
وانطلق موكب تشييع رهام دوابشة (28 عاما) من مدينة نابلس في شمال الضفة الغربية بعد نقل جثتها من مستشفى إسرائيلي كانت تتلقى فيه العلاج إلى مسقط رأسها في قرية (دوما).
وشارك مئات الفلسطينيين بمسيرة التشييع ورددوا هتافات غاضبة ضد "جريمة" حرق منزل العائلة التي ارتفع عدد ضحاياه إلى ثلاثة هم الوالدان وطفل رضيع لم يتجاوز عاما ونصف العام.
ودفنت جثة رهام في مقبرة قرية (دوما) بجانب طفلها الرضيع علي الذي كان قضى فور حرق منزل العائلة، وزوجها سعد الذي توفى متأثرا بإصابته بعد أسبوع من الحادثة.
وأعلنت وزارة التربية والتعليم العالمي في السلطة الفلسطينية، عن تعليق الدراسة في نابلس لإتاحة المجال للمشاركة في مسيرة تشيع رهام دوابشة التي كانت تعمل مدرسة في إحدى المدارس الحكومية.
وقالت مصادر فلسطينية لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن قوات إسرائيلية انتشرت بكثافة على مداخل نابلس أثناء مسيرة التشييع وأقامت عدة حواجز عسكرية.
وذكرت المصادر، أن مواجهات اندلعت بين القوات الإسرائيلية وعشرات الفلسطينيين الذين رشقوها بالحجارة، فيما ردت تلك القوات بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع ما أسفر عن عدة إصابات بحالات اختناق.
جاء ذلك فيما قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن عباس أعلن الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام على روح دوابشة.
وقضت دوابشة متأثرة بحروق أصيبت بها جراء إلقاء مستوطنين زجاجات حارقة سريعة الاشتعال داخل منزل عائلتها في قرية دوما جنوب نابلس في الضفة الغربية في 31 يوليو الماضي.
وكانت دوابشة تتلقى العلاج في مستشفى (شيبا) في مركز (تل هشومير) الصحي الإسرائيلي، وشهدت حالتها الصحية تدهورا بالغا خلال الأيام الثلاثة الماضية قبل أن يعلن عن وفاتها.
ولم يتبق من العائلة سوى الطفل أحمد البالغ أربعة أعوام ولا يزال يرقد للعلاج في إحدى المستشفيات الإسرائيلية ويعاني من حروق في أكثر من 60 في المائة من جسمه.
وأعرب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، عن الشعور بالحزن لفقدان رهام لتنضم إلى زوجها وطفلها الرضيع جراء حرق "إرهابيين إسرائيليين" منزلهم.
ووصف عريقات في بيان صحفي تلقت ((شينخوا)) نسخة منه دوابشة، بأنها "ضحية الإرهاب الإسرائيلي، والتخاذل الدولي والإنساني في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي العسكري عن فلسطين للأبد".
وحذر من أنه "في حال لم يتم محاسبة إسرائيل وإخضاعها للمساءلة القانونية ولجم اعتداءاتها الممنهجة ضد شعبنا الأعزل، فلن تكون رهام الضحية الأخيرة في ظل خطاب الكراهية والتحريض الذي تقوده إسرائيل".
وانتقد عريقات الحكومة الإسرائيلية، على عدم اعتقال منفذي "الاعتداء الإرهابي" على منزل عائلة دوابشة ومحاسبتهم، معتبرا الحادثة "نتيجة لتسارع وتيرة العمليات الإرهابية المنظمة التي يمارسها المستوطنون".
وكانت حادثة حرق منزل عائلة دوابشة أثارت غضبا فلسطينيا واسعا وتنديدا دوليا، كما استنكرتها الحكومة الإسرائيلية وأعلنت عزمها ملاحقة الفاعلين.
غير أن حكومة الوفاق الفلسطينية اتهمت نظيرتها الإسرائيلية "بالتورط في جريمة" حرق عائلة دوابشة، معتبرة أن ما جرى بحق العائلة "دليل إضافي على مدى فجاعة جريمة المستوطنين".
ورأت الحكومة في بيان صحفي تلقت ((شينخوا)) نسخة منه، أن "هذه الجريمة تثبت استهتار الحكومة الإسرائيلية بحياة الفلسطينيين بتساهلها مع المتطرفين الجناة وعدم محاسبتهم على جريمتهم البشعة".
وأكدت على متابعة ملف حرق عائلة دوابشة في المحافل الدولية ل"تحقيق العدالة لهم ومعاقبة الجناة على جريمتهم البشعة، إلى جانب محاسبة إسرائيل ومستوطنيها على جرائمها بحق الفلسطينيين العزل".
وجددت الحكومة مطالبتها المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن الدولي بالتدخل الفاعل والجدي لتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني "في وجه جرائم الكراهية التي يرتكبها المتطرفون الإسرائيليون".
من جهتها دعت فصائل فلسطينية، إلى رد فلسطيني على ارتفاع عدد ضحايا عائلة دوابشة إلى ثلاثة بعد وفاة الأم رهام.
واعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن وفاة رهام ولحاقها بزوجها وطفلها الرضيع "يؤكد على حجم الجريمة التي ارتكبها المستوطنون ضد هذه العائلة".
وقال المتحدث باسم الحركة في الضفة الغربية حسام بدران في بيان تلقت ((شينخوا)) نسخة منه ، إن ما حدث لعائلة دوابشة "ليس حالة استثنائية بل جزء من خطة ممنهجة قائمة على القتل والتهجير والإرهاب يشرف عليها قادة الاحتلال ويتم تنفيذها على يد الجنود والمستوطنين على حد سواء".
وأضاف بدران "لقد بات واضحا أن التحركات السياسية والاعتماد على المواقف الدولية لا توفر حماية لشعبنا أمام إجرام المحتل، وما من سبيل سوى التحرك الذاتي في الضفة ومقاومة الاحتلال بما امتلك شعبنا من أدوات".
ودعا المتحدث باسم حماس "رجال المقاومة في الضفة الغربية وهم موجودون في كل الفصائل إلى القيام بعمليات نوعية تردع هذا الاحتلال المجرم وتؤدب مستوطنيه، ونحن على يقين بأن شعبنا لن ينكسر".
وفي السياق أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (يسارية) ، أن وفاة دوابشة وزوجها وطفلهما الرضيع "جريمة يندى لها الجبين يجب أن يزيدنا إصرارا على فتح جميع الخيارات للرد على إرهاب الاحتلال وإجرام المستوطنين".
وقالت الجبهة في بيان تلقت ((شينخوا)) نسخة منه، إن "هذه الجريمة التي تخطت في فظاعتها كل الخطوط الحمراء هي استمرار للمنهجية الإسرائيلية القائمة على الإرهاب والقتل وارتكاب المجازر".
وأكدت الجبهة، أن "دماء عائلة دوابشة وجميع الشهداء أمانة في رقاب فصائل المقاومة المدعوة لتوجيه كل إمكانياتها في الرد بقوة على إرهاب الاحتلال، وهو ما يتطلب إعادة الاعتبار للمقاومة بكافة أشكالها".
بدوره أعرب مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، عن قلقه بسبب عدم إحراز أي تقدم في ملاحقة مرتكبي "جريمة" حرق عائلة دوابشة.
وقال ملادينوف في بيان صحفي تلقت ((شينخوا)) نسخة منه "نشرت الإدانات الواسعة وقت وقوع الحادث من قبل القادة الإسرائيليين والفلسطينيين، لكنني أشعر بالقلق مع ذلك بسبب عدم إحراز أي تقدم في تحديد وملاحقة مرتكبي هذا الاعتداء".
واعتبر ملادينوف "أن مأساة عائلة دوابشة بمثابة مثال مروع على الطبيعة المدمرة للتطرف ويقع على عاتق الزعماء الدينيين والمجتمع السياسي ليتحدثوا ويرفعوا صوتهم ويتصرفوا بشكل حاسم ضد هؤلاء الذين يحرضون على الكراهية على كل الجوانب".
وأكد المسؤول الأممي، أن "الأمم المتحدة تعقد العزم على العمل مع جميع الأطراف لتهيئة الظروف التي من شأنها أن تمكن من العودة إلى المفاوضات الهادفة إلى إيجاد حل نهائي لهذا الصراع وتحقيق السلام المستدام لشعب إسرائيل وفلسطين".
وتوقفت آخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل نهاية مارس من العام الماضي بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية دون أن تسفر عن أي تقدم للتوصل لاتفاق ينهي الصراع الممتد منذ عقود بين الجانبين.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn