الجزائر 23 إبريل 2015 / رفض وزير المجاهدين الجزائري (قدامى المحاربين) الطيب زيتوني اليوم (الخميس) تصريحات أدلى بها الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند نفى فيها ارتكاب مجازر إبادة في حق الجزائريين أثناء فترة الإستعمار الفرنسي في الجزائر التي استمرت من 1830 إلى 1962.
وقال زيتوني، في تصريح للصحفيين أدلى به على هامش جلسة لمجلس الأمة الجزائري (الغرفة العليا في البرلمان) في رده على تصريحات أولاند، " إن فرنسا إن لم تعترف بجرائمها في الجزائر اليوم فستعترف بها غدا ".
وأضاف "سنبلغ الرسالة (تاريخ الإستعمار في الجزائر) جيلا عن جيل".
وأشار زيتوني إلى أن وزارته ستنظم ندوة في مايو المقبل تتناول تاريخ التعذيب الذي تعرض له الشعب الجزائري خلال الحقبة الاستعمارية، معتبرا أن الزيارة التي قام بها كاتب الدولة الفرنسي المكلف بقدامى المحاربين والذاكرة جان مارك تودشيني إلى الجزائر الأحد والإثنين الماضيين بمثابة "خطوة لا بأس بها لكنها تبقى غير كافية".
وذكّر زيتوني بمجازر الثامن مايو 1945 التي راح ضحيتها 45 ألف جزائري في يوم واحد فقط على يد الجيش والشرطة والمستوطنين الفرنسيين بعد خروج مظاهرات تطالب بالإستقلال عن فرنسا.
كما ذكّر بآثار التفجيرات النووية التي نفذتها فرنسا في الصحراء الجزائرية والضحايا التي ما يزال يخلفها خط شارل وخط موريس، وهما الخطان الكهربائيان اللذان وضعتهما فرنسا على طول الحدود مع المغرب وتونس، وهما مزروعان بملايين الألغام التي تخلف سنويا لحد الآن ضحايا.
وكان وزير المجاهدين السابق محمد الشريف عباس كشف في حديث سابق مع إذاعة الجزائر الحكومية أن فرنسا أحرقت 8 آلاف قرية بأهلها وحيواناتها إبان فترة الإستعمار، مشيرا إلى أن الحكومات الفرنسية المتعاقبة ما تزال ترفض إعادة الأرشيف الجزائري الذي نهبته في فترة الإستعمار لخوفها من كشف هذه الحقائق.
وقال عباس إن الجزائر أنشأت حتى الآن 1200 مقبرة للجزائريين الذين راحوا ضحية للإستعمار.
وكانت صحف محلية نقلت عن أولاند قوله في رده على إحدى الطالبات بسؤال لماذا لا تعترف فرنسا بإبادة الجزائريين؟ بالقول "لا لم تكن هناك إبادة في الجزائر بل حرب واعترفنا بها، الإبادة تكون عندما يكون هناك نية لقتل كل السكان... كان علينا قتل كل الجزائريين لنسمي الأمر إبادة...كانت هناك فعلا حرب جد مؤلمة وفعلا لا يزال يتم العثور على مقابر جماعية وأكرّر الإبادة هي لما نريد قتل الجميع".
وكان أولاند اعترف خلال زيارته للجزائر في 2012 بأن استعمار فرنسا للجزائر كان "وحشيا وظالما"، وأقر أيضا "بالمعاناة" التي سببها هذا الاستعمار لكنه رفض تقديم اعتذار رسمي حول ذلك.
وقال أمام نواب البرلمان الجزائري "طوال 132 سنة تعرضت الجزائر لنظام وحشي وظالم... هذا النظام له اسم هو الاستعمار وأنا اعترف هنا بالمعاناة التي سببها الاستعمار الفرنسي للشعب الجزائري".
وأضاف الرئيس الفرنسي إنه "في الثامن من مايو 1945 في سطيف (300 كلم) شرق الجزائر عندما كان العالم ينتصر على البربرية (النازية) تخلت فرنسا عن مبادئها العالمية".
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn