بدأت الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها منذ ايام شن ضربات جوية على الدولة الاسلامية في سوريا، إلا أن مدى تاثير هذه الضربات ليست واضحة حتى الآن. وأعلنت القيادة المركزية للجيش الأميركي ، أن طائرات أمريكية ألقت أسلحة، وذخائر إلى المليشيات الكردية المقاتلة في كوباني. لكن، ذكرت بعض التقارير الصحفية ان بعض هذه المواد وقعت في ايدي مقاتلي الدولة الاسلامية،غير أن القيادة المركزية الامريكية نفت تدفق الاسلحة الى ايدي العدو.
التمييز بين الصديق والعدو هو فرضية الحرب إلا أن الحرب في سوريا مستنقع كبير، وعدم معرفة امريكا لصديقها من عدوها السبب الاساسي وراء اصرارها على عدم ارسال القوات البرية.
يتواجد في ساحة المعركة في عين العرب أو كوباني شمال سورية، قوات تحالف مختلفة ، مقاتلي الدولة الاسلامية، قوات الحكومية، مقاتلي المعارضة ، بالإضافة الى أن المعارضة المسلحة تشمل فصائل مختلفة.
حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من أن الرد العسكري وحده على تهديد تنظيم "داعش" في سوريا قد لا يحل المشكلة، . وقال بان كي مون لمجلس الأمن الدولي إن "هدفنا الاستراتيجي الطويل الأمد في سوريا لا يزال التوصل لحل سياسي"، مشيرا إلى أن "الرد العسكري للتهديد الذي يمثله التنظيم يمكن أن يسهم في تطرف جماعات مسلحة أخرى ويشعل دورة من العنف المتجدد". وإن ما قاله بان كي مون هو مفتاح وضع الشرق الاوسط، الأمر الذي لا يمكن وصفه بمجرد حرب على الارهاب. حيث أن الولايات المتحدة الامريكية واجهت القوات المسلحة الوطنية في الحرب في افغانستان أو العراق، و حدد العدو منذ البداية. والمنافس الاول للولايات المتحدة الامريكية اليوم هو الدولة الإسلامية ، لكن الاخيرة ليست القوات المسلحة الوطنية وإنما شبكة لا مكان لها.
على الرغم من أن الدولة الاسلامية تحمل اسم " الدولة"، إلا أنها لا تنشئ قوة في الاقاليم المسيطرة عليها، بل تأتي بنداء العقيدة. وإن انضمام مواطنون من المملكة المتحدة واستراليا وغيرها من الحلفاء في تنظيم الدولة الاسلامية، جعل هذه الحرب تختلف عن الحرب التقليدية بين الدول، والتمييز بين العدو والصديق من اهم المشاكل. وقد كان ممكنا أن تقضي الضربات العسكرية على الدولة الاسلامية لو كانت مجرد عصابات مسلحة متطرفة، لكن الدولة الاسلامية ورم في دول ذات سيادة وجذورها ضاربة في المجتمع.
التمييز بين العدو والصديق صعب في منطقة متجزئة، زد على ذلك سهولة تحول العدو الى الصديق. حيث أن بن لادن كان في وقت من الاوقات حليف الولايات المتحدة في محاربة الاتحاد السوفييتي في ساحة الحرب في افغانستان، لكنه أصبح العدو اللدود لامريكا ، حتى يغير استراتيجية الامنية الامريكية. وتواجه الولايات المتحدة اليوم نفس المشكلة. فعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تصر على عدم الالتزام مع حكومة بشار الاسد، وفي نفس الوقت دعم المعارضة المعتدلة، إلا أن هذا الامر سهل قوله لكن صعب تنفيذه ، فالمعارضة المعتدلة اليوم قد تصبح متطرفة غدا.
الدولة الإسلامية هي العدو المشترك لأطراف عديدة حاليا، وقد شنت الولايات المتحدة وحلفائها غارات جوية على الارض السورية دون موافقة سوريا ولا اذن من مجلس الامن. فمن الناحية القانونية، فإن هذه الثغرة من الاسباب العميقة لعدم رغبة امريكا التدخل في ساحة المعركة في سوريا. ولان كل حرب لها منطقها الخاص، فإن تصاعد العنف المستمر، وتحديد مكان وزمان وجود الخصم، وانزال الولايات المتحدة لاول مرة اسلحة في ساحة المعركة في سوريا مثال على ذلك. وبالرغم من استمرار الولايات المتحدة اجبار حلفائها على المشاركة في المعركة،وتحمل المسؤولية على ارض المعركة إلا انه لا يزال لم يميز العدو من الصديق في سوريا. وبالنسبة لامريكا، فإن الاكثر صعوبة من معرفة العدو هو تحديد الصديق الحقيقي.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn