الرئاسة الفلسطينية ردا على نتنياهو: الحل التاريخي يجب أن يستند لقرارات الشرعية الدولية

رام الله/غزة 29 سبتمبر 2014 / ردت الرئاسة الفلسطينية على خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم (الإثنين) أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن الحل التاريخي يجب أن يستند لقرارات الشرعية الدولية.

وتعقيبا على إعلان نتنياهو في خطابه بأنه جاهز لتسوية تاريخية قال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، إن "الحل يجب أن يكون وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 نوفمبر 2012 الذي منح فلسطين صفة دولة غير عضو في الأمم المتحدة". ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) عن أبو ردينة تأكيده، "أن هذا الأمر يجب أن يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية". وشدد الناطق باسم الرئاسة على تحقيق السلام والتوصل إلى حل "يتطلب وقفا فوريا للاستيطان ورفع الحصار عن قطاع غزة، ووقف نشاطات المتطرفين في الأماكن المقدسة".

وقال نتنياهو في خطابه أمام الأمم المتحدة إنه "مستعد للتوصل إلى حل وسط تاريخي لأنه يريد مستقبلا أفضل لأبناء الشعب الإسرائيلي شريطة أن يتضمن هذا الحل ترتيبات أمنية حقيقية وراسخة". ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن نتنياهو إشارته إلى ما اعتبره "الفرصة التاريخية السانحة حاليا المتمثلة بأدراك بعض الدول العربية الهامة بوجود مصالح مشتركة مع إسرائيل ومخاطر مشتركة تتمثل بإيران والإسلام المتطرف"، داعيا إلى إقامة شراكة بين هذه الدول وإسرائيل من أجل أزدهار الشرق الأوسط بأسره. واعتبر أن مثل هذه الشراكة "ستساهم أيضا في التوصل إلى السلام بين إسرائيل والفلسطينيين ولذلك يجب النظر الان ليس فقط إلى القدس ورام الله وإنما للقاهرة وعمان وأبو ظبي والرياض أيضا".

من جهته قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات لوكالة أنباء ((شينخوا)) ، إن خطاب نتنياهو "عبارة عن مجموعة من الأكاذيب والتحريض والتضليل ويتحدث عن خطر الدولة الإسلامية ويخلط الأوراق". ورأى أن خطاب نتنياهو "عبارة عن اسطوانة مشروخة وتضليل وتدمير عملية السلام وتوجيه اتهامات للرئيس (الفلسطيني) محمود عباس الذي وقع نقاط الارتكاز لعملية السلام في الأمم المتحدة". وفيما يتعلق بانتقادات نتنياهو للرئيس عباس قال عريقات:" هذا جزء من حملة إسرائيل ضد الرئيس لا لشيء إلا لتمسكه بالقانون الدولي والقدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين والإفراج عن الاسرى وبحدود عام 1967". وأشار عريقات، إلى أنه "وقبل ذلك كانت الحملة على الرئيس (الفلسطيني الراحل ياسر) عرفات وحاصروه وقتلوه مظلوما والآن هم يمارسون نفس العملية على الرئيس عباس".

من جهتها اعتبرت حركة حماس، أن ربط نتنياهو لها في خطابه بالدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وأنهما وجهان لعملة واحدة هي "محاولة لخلط الأمور". وقال سامي أبو زهري الناطق باسم الحركة في بيان تلقت ((شينخوا)) نسخة منه، إن حماس هي "حركة تحرر وطني فلسطيني". وأضاف أبو زهري، أن "الاحتلال الإسرائيلي هو مصدر الشر والإرهاب في العالم وإرهاب إسرائيل هو عملة بوجه واحد فقط". ورأى أن "مزاعم نتنياهو بأن حماس استخدمت المدنيين دروعا بشرية هي ادعاءات كاذبة ، وإلا كيف يبرر قتل أكثر من 500 طفل فلسطيني خلال العدوان الإسرائيلي" على قطاع غزة في يوليو أغسطس الماضيين. وقال إن "الحركة تنفي صحة الصورة التي أبرزها نتنياهو وهي صورة ملفقة ومدبلجة". وأضاف "أن جرائم نتنياهو في غزة لا يمكن القفز عنها بخطاب فارغ المضمون وما يجزم بكذب نتنياهو هو رفضه استقبال لجنة تحقيق دولية بجرائمه في غزة".

وشنت إسرائيل عملية عسكرية أطلقت عليها اسم (الجرف الصامد) ضد قطاع غزة في الفترة من 8 يوليو إلى 26 أغسطس الماضيين وخلفت مقتل أكثر من ألفين و140 فلسطينيا مقابل مقتل 71 إسرائيليا.وقال نتنياهو في خطابه أمام الأمم المتحدة، إن الجيش الإسرائيلي تصرف بأخلاقية عالية خلال هجومه على غزة دفاعا عن الشعب الإسرائيلي مما وصفه اعتداءات حماس .