رام الله/غزة 23 سبتمبر 2014/ ندد الفلسطينيون بحادثة قتل الجيش الإسرائيلي اليوم (الثلاثاء), ناشطين تتهمهما بخطف وقتل ثلاثة مستوطنين في الخليل جنوبي الضفة الغربية, معتبرين أن ما حدث يمثل "جريمة قتل متعمد".
وقال محافظ الخليل في السلطة كامل حميد لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الجيش الإسرائيلي بقتل مروان القواسمي وعامر أبو عيشة "ارتكب هذه الجريمة بدم بارد دون محاولة للاعتقال, والتأكد من صحة ما يتهم به الشابين, إضافة إلى أنه دائما يدعي تعرض جنوده لإطلاق النار دون أن يحدث ذلك".
واتهم حميد الجيش الإسرائيلي بنيته المسبقة قتل الفلسطينيين, مطالبا بتحقيق دولي في الحادثة وغيرها من "ممارسات القتل والاعتقال وإجراءات العقاب الجماعي التي ينتهجها الجيش".
وكانت المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا السمري قالت ل((شينخوا)) في وقت سابق اليوم, إن قوة من الجيش الإسرائيلي حاصرت منزلا كان يتحصن به كل من القواسمي وأبو عيشة في حي الجامعة وسط مدينة الخليل وقتلتهما.
وقالت مصادر فلسطينية, إن تلك القوات اعتقلت ثلاثة فلسطينيين آخرين خلال العملية التي تضمنت هدم أجزاء من المنازل الذي كان يتحصن به بعض الناشطين. وينتمي كل من القواسمي وأبو عيشة إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي نعتهما واعتبرت حادثة قتلهما "تمثل امتدادا للنهج الإسرائيلي في التصفية والاغتيال لأبناء شعبنا ولقادته وأطفاله".
وقال الناطق الرسمي باسم الحركة صلاح البردويل في بيان تلقت ((شينخوا)) نسخة منه, إنه "ما كان لهذا الاغتيال أن ينجح لولا التنسيق الأمني القائم في الضفة الغربية الذي يعتبر الوجه الآخر للإجرام الصهيوني".
ودعا البردويل الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية, إلى "التعبير عن غضبه في وجه الاحتلال الصهيوني وفي وجه التنسيق الأمني معا".
وأكد الناطق باسم حماس, أن "مثل هذه الحوادث ستزيد شعبنا إصرار على انتزاع حريته وأن كل قوى القمع لن تمنع هذا الشعب الحي من الثورة في وجه الاحتلال وهزيمته والحق أقوى من القوة والإرادة أصلب من كل أنواع السلاح ومهما طال الزمن لن يتنازل شعبنا عن حقوقه".
وفي السياق قالت حركة الجهاد الإسلامي, إن حادثة قتل القواسمي وأبو عيشة "رسالة استمرار للحرب والعدوان على الشعب الفلسطيني يتحمل الاحتلال الإسرائيلي كامل المسئولية عن تداعياتها".
ودعت الحركة في بيان صحفي الفلسطينيين, إلى "الالتفاف حول خيار المقاومة واحتضان رجالها", والسلطة الفلسطينية إلى وقف التنسيق الأمني.
من جهته قال الجيش الإسرائيلي في بيان, إن قواته قتلت القواسمي وأبو عيشة "بعد رصدهما في عمارة سكنية ذات طابقين", مشيرا إلى أن الناشطين كانا مسلحان واشتبكا مع القوة الخاصة.
واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو,بحسب ما نقلت عنه الإذاعة الإسرائيلية العامة, أن القضاء على الناشطين "يمثل وفاء بالعهد لعائلات الإسرائيليين الثلاثة القتلى", مشددا على أن إسرائيل "ستواصل ضرب الإرهاب".
وأثنى نتنياهو في مستهل اجتماع حكومته الأسبوعي, بأداء جهاز الأمن العام (الشاباك) ومقاتلي وحدة مكافحة الإرهاب الشرطية الخاصة المسئولة عن قتل الناشطين الفلسطينيين.
وأوردت الإذاعة الإسرائيلية العامة نقلا عن رئيس أركان الجيش الجنرال بيني غانتس اعتباره حادثة قتل الناشطين الفلسطينيين "طيا لصفحة اختطاف وقتل الإسرائيليين الثلاثة, ووفاء بالعهد الذي كانت الدوائر الأمنية قد قطعته لعائلاتهم بالوصول إلى قتلتهم".
وكان الجيش الإسرائيلي يتهم أبو عيشة والقواسمي بخطف وقتل ثلاثة مستوطنين إسرائيليين قرب الخليل في 12 يونيو الماضي.
وأعلنت إسرائيل في 31 يونيو الماضي العثور على جثث ثلاثة مستوطنين إسرائيليين فقدت آثارهم قرب الخليل في جنوب الضفة الغربية في 12 من الشهر ذاته.
واتهمت إسرائيل في حينها حركة حماس بالوقوف وراء خطف وقتل المستوطنين, وشنت حملة اعتقالات واسعة ضد عناصرها في الضفة الغربية.
وأعلن القيادي في حماس المقيم في تركيا صالح العاروري الشهر الماضي, أن نشطاء من الحركة هم من قاموا بعملية خطف وقتل الإسرائيليين الثلاثة .
وتزامنت حادثة قتل الناشطين مع استضافة العاصمة المصرية القاهرة اليوم مفاوضات إسرائيلية فلسطينية غير مباشرة بشأن تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية ((وفا)), إن الوفد الفلسطيني لمفاوضات التهدئة عاد إلى مقر إقامته مرة أخرى بعد أن كان في طريقه إلى مقر المخابرات المصرية في القاهرة فور تلقيه نبأ مقتل القواسمي وأبو عيشة.
وذكرت الوكالة, أن الوفد يعقد اجتماعا في مقر إقامته في القاهرة لبحث تداعيات "الجريمة" الإسرائيلية وتأثيرها على جلسة المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي برعاية المخابرات المصرية.
يأتي ذلك فيما قال مصدر سياسي إسرائيلي, إن جولة المفاوضات ستكون قصيرة بسبب حلول عيد رأس السنة العبرية الجديدة وأنه لم يتم بعد تحديد جدول زمني للمراحل القادمة من التفاوض.
وأعلنت حماس في وقت سابق, أن لقاءات القاهرة غير المباشرة ستقتصر على وضع جدول أعمال وإطار زمني للمفاوضات المقرر إجرائها بعد عيد الأضحى مطلع الشهر المقبل.
وأعلنت مصر اتفاقا لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وإسرائيل في 26 من الشهر الماضي لإنهاء قتال استمر 50 يوما وخلف مقتل ألفين و140 فلسطينيا مقابل مقتل 71 إسرائيليا.
وبحسب الاتفاق, من المفترض أن تستكمل المفاوضات غير المباشرة لاتفاق وقف إطلاق النار بين وفدين فلسطيني وآخر إسرائيلي بوساطة مصرية لبحث القضايا الخلافية.
ويضم الوفد الفلسطيني ممثلين عن منظمة التحرير الفلسطينية وحركتي حماس والجهاد الإسلامي.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn