منسق الأمم المتحدة: العقوبات المفروضة على سوريا تضر بالعمل الإنساني ..وحملة شعبية سعودية لمساعدة المتضررين من الزلزال

دمشق/ الرياض/ دبي 8 فبراير 2023 (شينخوا) أكد المنسق المقيم للأمم المتحدة في سوريا المصطفى بن المليح اليوم (الأربعاء) أن العقوبات المفروضة على سوريا تضر بالعمل الإنساني فيها، مبينا أن الوضع الآن صعب جداً والاحتياجات كبيرة جراء الزلزال، ويجب عدم تسييس الشأن الإنساني فيها، بحسب ما ذكر الإعلام الرسمي السوري.

فيما أطلقت المملكة العربية السعودية اليوم حملة شعبية لمساعدة المتضررين من الزلزال في سوريا وتركيا، وأعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية عن تنفيذها إخلاءً طبيا عاجلا في تركيا لعدد من مواطني الإمارات المصابين في المناطق التي تعرضت للزلزال.

ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن بن المليح قوله في لقاء خاص أجراه مع الوكالة السورية إن" هدف منظمات الأمم المتحدة إيصال رسالة حول معاناة السوريين جراء العقوبات المفروضة على بلدهم وضرر هذه العقوبات بالعمل الإنساني، حيث منعت وصول مساعدات مادية بملايين الدولارات للمتضررين من الزلزال".

وأوضح أن سوريا اليوم تعاني من أزمة مزدوجة جراء الحرب منذ عام 2011 والزلزال الذي زاد الوضع صعوبة، لافتاً إلى أنه قبل الزلزال كان هناك 15 مليون سوري بحاجة للمساعدة، و4 ملايين منهم بحاجة إلى مساعدة يومية تقريباً، يضاف إليها اليوم تداعيات الزلزال الكارثي حيث زاد عدد المحتاجين للمساعدة.

ودعا بن المليح جميع الجهات الخارجية إلى عدم تسييس الشأن الإنساني في سوريا للوصول إلى المتضررين، لافتاً إلى أن حجم الاحتياجات في سوريا كبير، ويجب أن تعطى حقها من المساعدات.

وأشار إلى وجود نازحين للمرة الثانية من بيوتهم إذ إن هناك حتى الآن أكثر من 30 ألف امرأة وطفل في ملاجئ ومدارس وجوامع وكنائس في حلب وحدها، وربما نفس الأرقام في باقي المحافظات أو أكثر من ذلك الرقم، إضافة إلى أن الأحوال الجوية السائدة وهشاشة البنى التحتية ووسائل المواصلات وشح الوقود كله يعيق عمل منظمات الأمم المتحدة في إيصال المساعدات إلى الأماكن المتضررة.

وبين بن المليح أن الحكومة السورية قدمت كل التسهيلات لإيصال المساعدات إلى كل الأماكن المتضررة، مشدداً على ضرورة الحصول على المساعدات.

ويشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية تفرض عقوبات وحصارا جائرا على سوريا، الأمر الذي انعكس سلبا على حياة السوريين وحرمهم من الغذاء والأدوية والمشتقات النفطية.

وكان وزير الصحة السوري الدكتور حسن الغباش أعلن في وقت سابق اليوم ارتفاع عدد ضحايا الزلزال إلى 1262 قتيلا ، و2285 إصابة، وذلك في حصيلة غير نهائية، وفقا لوكالة (سانا).

من جهتها أطلقت المملكة العربية السعودية حملة شعبية لمساعدة المتضررين من الزلزال في سوريا وتركيا.

وتأتي الحملة التي ينفذها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بمقرة في الرياض بناء على توجيهات العاهل السعودية الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، كما أفادت وكالة الأنباء السعودية.

وقال المشرف العام على المركز الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة إن مركز الملك سلمان للإغاثة سيقوم بمشاركة عدة جهات ووزارات سعودية لدعم المتضررين والمصابين في سوريا وتركيا.

وأوضح أنه سيجري جمع التبرعات من خلال تطبيق "ساهم" أو الحساب البنكي الموحد المخصص للحملة أو عبر قنوات التبرع المتعددة الموجودة على موقع المركز.

وأكد أن الحملة تتضمن تنفيذ برامج متنوعة تشمل تدشين جسر جوي خلال الساعات القادمة لإيصال المساعدات الإيوائية والصحية والغذائية واللوجستية للمتضررين ، كما ستقوم فرق الإنقاذ وفرق التدخل السريع وفرق الطوارئ الطبية بالتوجه إلى مواقع الحدث، بالمشاركة مع الفرق التطوعية من الكوادر السعودية.

وأضاف أنه سيتم تقديم مواد إيوائية وغذائية وصحية وفقا لما يصدر من فرق تقييم الاحتياج الإنساني والفرق العاملة الأخرى لدعم هذا التدخل.

كما أعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، اليوم عن تنفيذها إخلاءً طبياً عاجلاً في تركيا لعدد من الإمارات المصابين في المناطق التي تعرضت للزلزال.

وأكدت وكالة أنباء الإمارات "وام" نجاح عملية الإخلاء اليوم، موضحة أنه تم إجراؤها بالتنسيق مع وزارة الدفاع.

وقالت الوكالة إن الإخلاء تم ضمن جهود عملية "الفارس الشهم 2" لثلاثة مواطنين إماراتيين وجرى إعادتهم إلى الدولة إثر تعرضهم لإصابات متوسطة بسبب زلزال تركيا.

يذكر أن الإمارات أطلقت أول أمس (الاثنين) عملية "الفارس الشهم 2" لإغاثة الشعبين السوري والتركي جراء الزلزال الذي خلف ضحايا عدة في كلا البلدين.