2 فبراير 2023/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ افتتحت ألمانيا أول رصيف خاص لتسليم الغاز المسال بسرعة غير مسبوقة وبكفاءة في نهاية عام 2022، للتعامل مع فجوة الطاقة الهائلة التي واجهتها ألمانيا بعد تصاعد الأزمة الأوكرانية. وفي أوائل يناير 2023، ستستقبل المحطة أول ناقل للغاز الطبيعي من الولايات المتحدة.
ويمثل الغاز الطبيعي حوالي 1/4 من استهلاك الطاقة في ألمانيا، بينما يعتمد 95٪ من الغاز الطبيعي المستخدم في ألمانيا على الواردات. وتواجه فجوة سنوية في إمداد الغاز الطبيعي تبلغ 50 مليار متر مكعب مع التخفيض التدريجي لإمدادات الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا في عام 2022، وتدمير خط أنابيب الغاز الطبيعي "بيكسي".
لذلك، تخطط ألمانيا بناء 4 محطات أخرى لتسليم الغاز المسال في المستقبل. رغم ذلك، لا يزال اتحاد الصناعات الألمانية يحذر من أن أزمة نقص الغاز الطبيعي في ألمانيا لم يتم حلها بعد، ولا تزال الشركات والشعب بحاجة إلى توفير الطاقة في جميع الأوقات.
إن اضطرار ألمانيا إلى تكثيف بناء محطات الغاز الطبيعي المسال، يأتي عقب العقوبات الأمريكية على روسيا لإثارة أزمة الطاقة ثم الهجوم المضاد والاستفادة منها.
ووفقًا لبيانات من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، أصبحت الاخيرة أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم في النصف الأول من عام 2022، مع زيادة الصادرات بنسبة 12٪ مقارنة بالنصف الثاني من عام 2021، مدفوعة بشكل أساسي بارتفاع الطلب في أوروبا.
ووفقًا لشركة كبلر لتحليل البيانات، ارتفع الطلب على الغاز الطبيعي المسال في الاتحاد الأوروبي منذ بدء الأزمة الأوكرانية. وفي عام 2022، وصلت واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز الطبيعي المسال إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 94.73 مليون طن، كما شكلت واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة 41٪ من إجمالي الواردات، لتصل إلى 38.86 مليون طن، بزيادة قدرها 23.59 مليون طن مقارنة بعام 2021. ويتوقع المحللون في الشركة أن تستمر صادرات الغاز الطبيعي المسال الأمريكية في النمو في عام 2023، بالنظر إلى تجديد أوروبا بشكل كبير المخزونات التي استنفدت في الشتاء، ما يعني أن الولايات المتحدة ستستمر في كونها أكبر مورد للغاز الطبيعي إلى أوروبا في عام 2023.
وبالرغم من أن الغاز الطبيعي المسال الأمريكي قد خفف من الحاجة الملحة لأزمة الطاقة في أوروبا مؤقتًا، إلا أن سعر تصديره إلى أوروبا عن طريق البحر بالفعل أغلى من سعر الغاز الطبيعي الروسي المنقول عبر الأنبوب، بالإضافة إلى ارتفاع سعر الغاز الأمريكي بشكل حاد في عام 2022، سيصبح توريد الغاز من أمريكا عبء ثقيلا على أوروبا.
وأشار المحللون إلى أنه لفترة طويلة، كان استخدام صادرات الطاقة كورقة مساومة في السياسة الخارجية للولايات المتحدة هو إجماع الحزبين في الكونجرس الأمريكي والإدارات المتعددة.
قال وزير الطاقة الأمريكي دان برويليت في حدث عقده المجلس الأطلسي، وهو مركز أبحاث أمريكي في وقت مبكر من فبراير 2020، إنه بعد أن تتحول الولايات المتحدة إلى مصدر صافي للطاقة، ستخضع السياسة الخارجية للولايات المتحدة لتغييرات ثورية، "سنستطيع السعي وراء أهداف لم يكن من الممكن تحقيقها في السابق بدون أي قلق".
لكن، لا يعد النفط والغاز الأمريكي الباهظ الثمن بديلاً طويل الأجل بالنسبة للدول الأوروبية. وتحتاج أوروبا إلى وضع ميزانيات دقيقة هذا العام في حالة النفقات الضخمة بنفس القدر في مجالات أخرى، بالإضافة إلى زيادة تقييمها لأسعار واردات الطاقة، وفي نفس الوقت تسريع انتقالها إلى الطاقة النظيفة.