8 فبراير 2023/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ عقد رئيس الهلال الأحمر العربي السوري خالد الحبوباتي، في 7 فبراير الجاري مؤتمرا صحفيا، دعا فيه الولايات المتحدة ودولا أخرى إلى رفع الحصار الاقتصادي والعقوبات المفروضة على سوريا فورا، من أجل تخفيف الأزمة الإنسانية الناجمة عن الزلزال المدمر الذي ضرب بلاده في 6 فبراير الجاري. وقال الحبوباتي إن تأثيرات الزلزال كارثية، ولا تزال بعض المباني معرضة لخطر الانهيار، وأن عدد الضحايا مرجح للارتفاع. مضيفا بأن بلاده في حاجة ماسة إلى زيادة المعدات الثقيلة، وكذلك سيارات الإسعاف وعربات الإطفاء، لإزالة الأنقاض وتنفيذ عمليات الإنقاذ في أسرع وقت ممكن. موضحا بأن العقوبات قد أدت إلى صعوبات في استيراد هذه المعدات وأثرت بشكل خطير على أعمال الإغاثة الإنسانية.
كما ذكرت وزارة الخارجية السورية في السابع من الشهر الجاري، أن فرق الإنقاذ السورية لا تمتلك الأدوات والمعدات اللازمة لإنقاذ الضحايا العالقين تحت الأنقاض، مما يجعلها في حاجة إلى ضعفي الوقت المطلوب للقيام بعمليات الإنقاذ. ونفت وزارة الخارجية السورية محاولات التضليل التي تقوم بها الولايات المتحدة تجاه الرأي العام العالمي وادعاءها بأن العقوبات المفروضة على سوريا لا تعيق تقديم المساعدات الإنسانية.
في هذا السياق، صرح الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش، أن العديد من ضحايا الكارثة يعيشون في مناطق يصعب على فرق الإنقاذ الوصول إليها. وأنهم كانوا في الأصل يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية، وصاروا الآن بعد الزلزال أكثر حاجة إليها. مضيفا بأن الأمم المتحدة تعوّل على المجتمع الدولي في مد يد العون لآلاف الأشخاص المتضررين من الكارثة.
وكان الزلزال المدمر الذي هز تركيا وسوريا في 6 فبراير الجاري، قد أودى بحياة آلاف الأشخاص. لكن رغم ذلك، لا تزال الولايات المتحدة ترفض رفع العقوبات على سوريا. وبحسب نص المؤتمر الصحفي المنشور على الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الأمريكية، أعلن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية برايس في 6 فبراير الجاري، أن الولايات المتحدة ستقدم دعمًا إنسانيًا في سوريا من خلال "شركاء في شكل منظمات غير حكومية". وخلال المؤتمر، تسائل أحد المراسلين عن سبب عدم رغبة الإدارة الأمريكية في التعامل مع الحكومة السورية، بصفتها الطرف المنفذ لعمليات الإنقاذ، خاصة وأن الإدارة الأمريكية تعترف بها. مضيفا بأن هناك طريقة أخرى لمساعدة السوريين المنكوبين، وهي رفع الحصار.
لكن برايس أصرّ على أن الولايات المتحدة لديها "شركاء إنسانيون" على الأرض، معتبرا بأن "لديهم القدرة على تقديم المساعدة بعد الزلزال المأساوي"، مضيفا "سنواصل تقديم المساعدة الإنسانية من خلال شركاء محليين". كما هاجم برايس الحكومة السورية، متهما لها بـ" عدم وضع مصالح ورفاهية الشعب السوري في سلّم أولوياتها". وأضاف برايس بأن" التواصل مع الحكومة السورية، هو أمر مثير للسخرية."
في هذا الإطار، قالت قناة الجزيرة القطرية أن الزلزال لم ينجح في "تليين" موقف الولايات المتحدة من الحكومة السورية. حيث ستكتفي الولايات المتحدة بتقديم المساعدات من خلال المنظمات غير الحكومية، دون التعامل مع الحكومة التي يقودها الرئيس السوري بشار الأسد.
كما أدلى وزير الخارجية الأمريكي بلينكين بتصريح مماثل في بيان صادر يوم 6 فبراير. إذ أعلن بأن حكومة الولايات المتحدة ستبقى على اتصال وثيق مع الحلفاء الأتراك و"الشركاء الإنسانيين"، وأن "المنظمة الإنسانية السورية" المدعومة من الولايات المتحدة "بصدد مواجهة تأثيرات الزلزال" في جميع أنحاء البلاد.
قبل الزلزال، ظلت سوريا تعاني نقصا فادحا في المساعدات الإنسانية. حيث وفقا للبيانات الصادرة عن الأمم المتحدة، تسبب التدخل العسكري للولايات المتحدة في مقتل ما لا يقل عن 350 ألف سوري، ونزوح أكثر من 12 مليون آخرين. وأصبح 14 مليون مدني بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية. وخلال السنوات الأخيرة، فرضت الحكومة الأمريكية عقوبات تعسفية على الحكومة والشركات والأفراد السوريين. في المقابل، اعتبرت الحكومة السورية العقوبات الأمريكية شكلا من أشكال الإرهاب. حيث قال الرئيس السوري بشار الأسد ذات مرة، إن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة ودول أخرى لا تساعد في إعادة إعمار سوريا بعد الحرب وتمنع ملايين اللاجئين السوريين من العودة إلى ديارهم.
وقد أدى رفض الولايات المتحدة رفع العقوبات إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في سوريا بعد الزلزال المدمر. وضاعف تجاهلها لنداءات الاستغاثة الصادرة من تحت الأنقاض معاناة المنكوبين.