مقالة : طائرة نفاثة محلية الصنع تجلب حمى الطيران إلى مناطق جبلية بشمال غربي الصين

ينتشوان 6 فبراير 2023 (شينخوا) لن ينسى ما تشي جيون أبدا اليوم الذي شاهد فيه الطائرة "سي 919"، أول طائرة صينية كبيرة مطورة محليا، تصل إلى مسقط رأسه، مدينة قويوان بمنطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي بشمال غربي الصين.

يحلم ما، الذي يبلغ 10 سنوات من عمره، وهو طالب في مدرسة ابتدائية في قرية جبلية، بأن يصبح طيارا. وفي ديسمبر من العام الماضي، زار ما وزملاؤه مطار ليوبانشان الواقع في قويوان، لمشاهدة الرحلة التجريبية الناجحة، من بلدية شانغهاي إلى منطقة نينغشيا، لأول طائرة "سي 919" تم تسليمها إلى شركة الخطوط الجوية الصينية الشرقية.

وفقا للجنة العلوم والتكنولوجيا في شانغهاي، من المتوقع أن تضع الشركة هذه الطائرة في العمليات التجارية بحلول ربيع عام 2023. وبحلول نهاية عام 2022، حصلت طائرة "سي 919" على 1035 طلبا من 32 عميلا.

قال ما، الذي رسم والداه طائرة كبيرة على جدران منزلهم: "كان من المدهش رؤية طائرة الركاب الكبيرة المحلية الصنع تأتي إلى مسقط رأسي".

مع أقصى مدى طيران يزيد عن 5000 كيلومتر، لم تثير طائرة "سي 919" ما تشي جيون وأقرانه لعدة أيام فحسب، بل أطلقت أيضا جنون الطيران في منطقة جبل ليوبانشان، التي كانت قاعدة ثورية للحزب الشيوعي الصيني وكانت ذات يوم منطقة فقيرة للغاية في نينغشيا.

في محافظة شيجي، على بعد حوالي 60 كيلومترا غرب قويوان، استقبل متحف للطيران مئات الزوار يوميا، حيث يُعرض تاريخ البحث والتطوير لطائرة "سي 919"، ويوفر الوصول إلى مرافق المحاكاة للجمهور.

وقال ليو ده في، أحد الزوار المحليين، "لقد زارت ابنتي البالغة من العمر 14 عاما هذا المتحف ثلاث مرات، واختبرت المحاكاة التجريبية، وتعلمت شيئا جديدا في كل مرة".

في مدرسة ابنته الإعدادية، تم إنشاء مختبر طيران حيث يمكن للطلاب معرفة المزيد عن الطائرات والطيران.

علاوة على ذلك، اختارت شركة الطائرات التجارية الصينية المحدودة، التي طورت طائرة "سي 919"، منطقة جبل ليوبانشان بمثابة قاعدة تدريب للطيارين، بسبب ظروفها الجوية السيئة التي تجعل الطيران أكثر صعوبة، مثل الضباب والرياح القوية والثلوج الكثيفة.

على مدى السنوات القليلة الماضية، وضعت الشركة فريقا في محافظة شيجي لمساعدة الحكومة المحلية في جهود تنشيط المناطق الريفية والتخفيف من حدة الفقر.

هذا وتم تمويل المنتجات التي تصنعها النساء المحليات مثل التطريز والأحذية والوسائد المطرزة وقصاصات الورق والأدوية العشبية الصينية من قبل الشركة والترويج لها، مما زاد من دخل القرويين.

وقال لي لين، مسؤول بالشركة عمل في محافظة شيجي: "نحن نروج لهذه المنتجات لأنها مصنوعة من قبل السكان المحليين بقلوبهم، فهي أكثر قيمة".

وبفضل حملة الصين للتخفيف من حدة الفقر، تخلصت محافظة شيجي من براثن الفقر المدقع في عام 2020.