القاهرة 5 فبراير 2023 (شينخوا) عند التجول في العاصمة المصرية القاهرة، لا تخطىء العين الهياكل الخشبية المرتفعة فوق أسطح بعض المباني والتي تغير من أفق المدينة الأكثر سكانا في مصر والعالم العربي.
وتعرف هذه الأبراج الخشبية بـ"غيات" الحمام، والتي يتم فيها ممارسة هواية تربية هذا النوع من الطيور المحبوبة في مصر.
ولطالما كانت تربية الحمام واحدة من التقاليد القديمة في الشرق الأوسط وخاصة في مصر، حيث صورت بعض النقوش الفرعونية القديمة أسرابا من الحمام يتم إطلاقها لتطير ثم تعود مرة أخرى.
ومازال هذا الشغف بتربية الحمام قائما لدى العديد من المصريين حتى الآن، إما بهدف الهواية أو التجارة.
ويتخذ بعض المصريين تربية الحمام وسيلة لكسب العيش، لأنه من أشهى المأكولات في قائمة الطعام المصرية على مر السنين، ومن أشهر الوجبات في مصر الحمام المحشو بالفريك أو بمزيج من الأرز والبصل والدجاج أو غير ذلك.
وعلى الرغم من الزيادات الأخيرة في الأسعار في مصر، والتي أثرت أيضا على أسعار علف الحمام، من غير المرجح أن يتخلى مربو الحمام المصريون عن هوايتهم أو تجارتهم.
ومن بين هؤلاء أحمد كمال، وهو موظف بإحدى الشركات الخاصة، حول سطح منزله بالكامل في محافظة الجيزة بالقرب من القاهرة إلى حظيرة كبيرة لتربية بعض أنواع الطيور، خاصة الحمام.
وأوضح الرجل البالغ من العمر (48 عاما) أنه بدأ هواية تربية الحمام منذ نحو 35 عاما.
وقال كمال لوكالة أنباء ((شينخوا)) "بدأت هذه الهواية عندما كان عمري 12 أو 13 عاما، كان لدي الشغف ولكن لم تكن لدي الخبرة، ولكن مع مرور الوقت، تعلمت الكثير من خلال الممارسة وبدأت الهواية تتحول بالتدريج إلى تجارة".
وأضاف مربي الحمام المخضرم، "الشغف الأساسي لدى هاوي تربية الحمام هو رؤية طيوره في السماء أثناء تحليقها ثم العودة إليه مرة أخرى".
وأشار كمال، والذي يمكنه معرفة عمر الحمام من خلال نمو ريش جناح الطائر، إلى أنه يتخذ جميع الاحتياطات للحفاظ على طيوره بصحة جيدة، بما في ذلك وضعها في أقفاص فسيحة وجيدة التهوية.
ويشتري معظم مربي الحمام طيورهم ويبيعونها في "سوق الجمعة" بأحد ضواحي القاهرة والذي يعتبر بمثابة الملتقى الأسبوعي الشهير لهواة تربية وتجارة الحمام الذين يقصدونه من مختلف المحافظات.
ويعرض العديد من التجار في السوق، السلالات المحلية والمستوردة المختلفة من الحمام، ومنها الحمام الزاجل بجميع سلالاته واللاحم بأنواعه والغزار المصري بأشكاله المختلفة وحمام الزينة وغيره من أنواع الحمام العديدة.
ويعد مجاهد البربري من أحد أشهر تجار الحمام في السوق، وبالرغم من أنه يعيش في محافظة الإسكندرية الساحلية شمال مصر إلا أنه يسافر إلى القاهرة مرة كل أسبوع على الأقل بهدف عرض الحمام الخاص به في السوق.
وأوضح البربري لـ ((شينخوا)) أن "هواة تربية الحمام في ازدياد، فهي هواية إدمانية مثل الصيد، لكن ليس كل تجار الحمام بالضرورة من هواة تربيتها، فالبعض يربي الحمام فقط من أجل التجارة"، مشيرا إلى أنه كان يعمل في تجارة الحمام منذ نحو 25 عاما.
ومن بين زوار السوق الشاب رفاعي حجاج (25 عاما) والذي كان يبحث عن شراء زوج معين من الحمام.
وقال حجاج "إنني أهوى تربية الحمام منذ الطفولة، وهذه الهواية تجري في دمي، وأنا من عشاق الحمام من نوع الشقلباظ".
من جهته، قال بائع الحمام حسين عبد الله إن ارتفاع أسعار علف الحمام أثر على السوق منذ العام الماضي، مما دفع بعض بائعي الحمام إلى خفض الأسعار بعض الشيء لترويج المبيعات".