شرم الشيخ، مصر 8 نوفمبر 2022 (شينخوا) أطلقت مصر وبلجيكا اليوم (الثلاثاء) مبادرة "المنتدى العالمي للهيدروجين المتجدد" كمنصة دائمة للحوار بين الدول المنتجة والمستهلكة للهيدروجين الأخضر بهدف تنسيق السياسات وخلق ممرات للتجارة والاستثمار في الهيدروجين.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال المائدة المستديرة التي كانت تحت عنوان "الاستثمار في مستقبل الطاقة: الهيدروجين الأخضر" ضمن فعاليات قمة المناخ "كوب 27"، إن "أزمة الطاقة التي يمر بها العالم في الوقت الراهن فرضت علينا جميعا تحديا حقيقيا في تأمين إمدادات الطاقة التي تحتاجها دولنا دون الإخلال بواجباتنا تجاه مواجهة أزمة المناخ العالمية".
وأضاف أن "الهيدروجين الأخضر أحد أبرز الحلول على صعيد التوجه نحو الاقتصاد الأخضر خلال السنوات القادمة بما يمثله من فرصة حقيقية للتنمية الاقتصادية المتوافقة مع جهود مواجهة تغير المناخ ومع أهداف اتفاق باريس".
وتابع أن "الكثير من الدول بدأت بالفعل في اتخاذ خطوات جادة في هذا الاتجاه .. ومصر كانت من أولى هذه الدول التي أدركت مبكرا الفرص المتاحة في هذا المجال استنادا إلى إمكاناتها الهائلة في إنتاج الطاقة النظيفة والتي ستمكنها من التحول إلى مركز عالمي لإنتاج الهيدروجين الأخضر على المديين المتوسط والبعيد".
وواصل أنه "اتساقا مع مبدأ التنفيذ الذي نركز عليه في قمة المناخ أعلن اليوم وبالشراكة مع ألكسندر دى كروو رئيس وزراء بلجيكا عن إطلاق مبادرة المنتدى العالمي للهيدروجين المتجدد"، وأشار إلى أنها مبادرة عملت عليها مصر وبلجيكا خلال الأشهر الماضية بالتنسيق مع عدد من الشركاء.
وتهدف المبادرة إلى إنشاء منصة دائمة للحوار بين الدول المنتجة والمستهلكة للهيدروجين والقطاع الخاص ومؤسسات التمويل بغرض تنسيق السياسات والإجراءات وخلق ممرات للتجارة والاستثمار في الهيدروجين.
كما قام الرئيس السيسي ورئيس وزراء النرويج يونـاس جـار ستوره اليوم بإطلاق المرحلة الأولى لمشروع إنشاء محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر بقدرة 100 ميجاوات في العين السخنة (شرق القاهرة) والذي يعد نموذجا عمليا للشراكة الاستثمارية المحفزة للتنمية الاقتصادية المستدامة.
وعبر السيسي عن شواغل مصر والدول النامية في ملف الهيدروجين الأخضر، موضحا أنه "وفقا للوكالة الدولية للطاقة فإن نصيب الدول النامية لم يتجاوز سوى مشروعين من نحو 680 مشروعا مقترحا في مجال الهيدروجين على مسـتوى العالم وهو ما يظهر جليا أن الدول النامية تظل أقل قدرة على الاستفادة من الفرص التي يمثلها التحول نحو الهيدروجين الأخضر لضعف قدراتها التكنولوجية في هذا المجال وغياب البنية التحتية اللازمة للنقل والتخزين وخلق سلاسل الإمداد اللازمة للتجارة الآمنة وكذلك لضعف تدفقات التمويل والاستثمارات الموجهة إليها".
بدوره أكد المستشار الألماني أولاف شولتز ضرورة تعظيم إنتاج الهيدروجين الأخضر حول العالم لإيجاد حلول مستدامة في التحول بمجال الطاقة، مشيرا إلى أن دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لديها قدرات كبيرة لتكون أكبر موردي الهيدروجين الأخضر في العالم.
وقال شولتز الذي تولى الرئاسة المشتركة مع السيسي للمائدة المستديرة إن الهيدروجين الأخضر أحد أهم التكنولوجيات الحديثة التي تتصل اتصالا مباشرا بالتغير المناخي ويساهم في توفير الكثير من فرص العمل وتحقيق المزيد من الرفاهية.
وأضاف "سنرى هذا الهدف يتحقق بحلول عام 2050 باستخدام شامل للهيدروجين الأخضر كتحول في الطاقة"، وشدد على أهمية العمل معا من خلال بناء الشراكات لتحقيق هذا الهدف.
وعقدت المائدة المستديرة "الاستثمار في مستقبل الطاقة: الهيدروجين الأخضر" ضمن فعاليات قمة المناخ "كوب 27" التي شهدت أيضا اليوم انعقاد قمة "مبادرة تنسيق عمل المناخ في الشرق الأوسط وشرق المتوسط" بالشراكة بين مصر وقبرص.
وقال السيسي إن مصر حرصت على الانضمام إلى مبادرة "تنسيق عمل المناخ في الشرق الأوسط وشرق المتوسط" منذ إطلاقها في عام 2019 إيمانا منها بأهمية الدور الذي يمكن للمبادرة أن تقوم به في إطار تنسيق سياسات مواجهة تغير المناخ بين الدول الأعضاء بما يساهم في تعزيز عمل المناخ وجهود التغلب على آثاره السلبية في المنطقة التي تعد ضمن أكثر مناطق العالم تأثرا بتبعات تغير المناخ.
وعبر عن إعجابه بما تم عرضه من خطوات تم اتخاذها بالفعل في إطار المبادرة وبخطة العمل الإقليمية الطموحة الخاصة بها، وأكد أن مصر ستعمل خلال الفترة القادمة مع كافة الدول أعضاء المبادرة لضمان تنفيذ خطة العمل على نحو شامل.
فيما أكد الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس خلال القمة التزام بلاده بدعم التعاون مع كافة الدول لمواجهة أزمة التغير المناخي من خلال خطوات جادة.
وشدد على ضرورة بذل المزيد من الجهد للحد من مخاطر اندلاع الحرائق في الغابات وكذلك مواجهة أسباب الجفاف والفيضانات.
وطالب بـ "خطة عمل قابلة للتنفيذ" وتوقع أن تنجح الدول في خفض الانبعاثات الكربونية والحد من الاحتباس الحراري.
كما شهدت قمة المناخ "كوب 27" اليوم إطلاق مبادرة "أسواق الكربون الإفريقية" بهدف تعزيز إنتاج وحدات الكربون في القارة السمراء.
وأطلقت المبادرة لجنة مكونة من 13 عضوا من القادة الأفارقة والمديرين التنفيذيين وخبراء في مجال تداول الكربون بالتعاون مع التحالف العالمي للطاقة من أجل الناس والكوكب ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لإفريقيا.
وتهدف المبادرة إلى توسيع مشاركة إفريقيا بشكل كبير في أسواق الكربون وذلك بإنتاج 300 مليون وحدة كربون سنويا بحلول عام 2030 و 1.5 مليار وحدة كربونية سنويا بحلول عام 2050 وتوفير 30 مليون وظيفة بحلول عام 2030 وأكثر من 110 ملايين وظيفة بحلول عام 2050.
وقال الدكتور محمود محي الدين رائد المناخ للرئاسة المصرية لكوب 27 إن مبادرة أسواق الكربون الإفريقية نتجت عن تعاون إقليمي بين الدول الأفريقية وتساهم في توفير التمويل اللازم للعمل المناخي في مختلف دول القارة.
وأوضح محي الدين خلال الجلسة التي شهدت إطلاق المبادرة أن المبادرة تتماشى مع الأولويات الخمسة لمؤتمر كوب 27، حيث تحرص الدول الإفريقية على التنفيذ الفعلي للمبادرة من خلال إنشاء أسواق للكربون تساهم في تنفيذ مختلف أبعاد العمل المناخي بما في ذلك إجراءات التخفيف والتكيف مع التغير المناخي.
وأفاد بأن أسواق الكربون تشهد نموا ملحوظا على مستوى العالم حيث نمت بنسبة 31% منذ عام 2016 كما زاد الطلب على أرصدة الكربون بنحو 50%، مشيراً إلى تزايد الطلب على أرصدة الكربون في أفريقيا.
وأجمع الرؤساء والوزراء الأفارقة خلال مشاركتهم في الجلسة على أهمية إنشاء وتطوير أسواق للكربون تتناسب مع الاقتصادات الإفريقية في ظل حاجة القارة لمصادر تمويل للعمل المناخي والتحول الأخضر.