القاهرة 15 سبتمبر 2022 (شينخوا) تزداد علاقات الصين مع الدول الشرق أوسطية أهمية في استراتيجيتها الدبلوماسية، هذا هو الأمر الذي تدل عليه القمة الصينية العربية المرتقبة، حسبما أكد مبعوث صيني خاص أسبق إلى الشرق الأوسط.
وصرح وو سي كه، المبعوث الصيني الخاص الأسبق إلى الشرق الأوسط، لوكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم (الخميس) عبر رابط الفيديو، بأن منطقة الشرق الأوسط لها خصائصها، وطالما تحتل مكانة كبيرة في المنظومة الدبلوماسية للصين وتلعب دورا مميزا في كل فترة من الأزمنة.
عمل وو سفيرا للصين لدى الرياض والقاهرة، ثم مبعوثا خاصا أسبق للصين إلى الشرق الأوسط، والآن يتولى الدبلوماسي الصيني المخضرم منصبي عضو مجلس المدراء التنفيذيين لصندوق الدراسات الدولية ومدير مركز دراسات الشرق الأوسط وغيرهما من المناصب.
وأشار وو إلى أنه بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية، أقامت الصين العلاقات الدبلوماسية مع مصر في العام 1956، مستهلة بذلك بعلاقاتها الشاملة مع الدول العربية والأفريقية.
وتابع وو "أقامت الصين العلاقات الدبلوماسية مع مصر منذ أكثر من 60 عاما، كما افتتحت العلاقات مع العالم العربي والقارة الأفريقية منذ أكثر من 60 عاما".
وأضاف أن رئيس مجلس الدولة الصيني آنذاك تشو إن لاي قام بجولة ضمت 14 دولة آسيوية وإفريقية بين عامي 1963 و1964، وأول محطة له هي مصر (الجمهورية العربية المتحدة حينئذ)، قائلا إن الزيارة هي بمثابة "معلم تاريخي" في تدشين وتطوير العلاقات بين الصين والدول العربية، كذا وبين الصين والدول الأفريقية.
وفي العام 1971، لعبت الدول العربية والدول الأفريقية دورا كبيرا لاستعادة جمهورية الصين الشعبية مقعدها الشرعي في الأمم المتحدة.
ومنذ تنفيذ الصين سياسة الإصلاح والانفتاح، ساهمت العلاقات الصينية ــ العربية الود والصداقة في ضمان سلاسة وأمن إمدادات الطاقة للصين، ولعبت بذلك دورا مهما جدا لتحقيق ثاني أكبر اقتصاد العالم تنمية سريعة، على حد تعبير وو سي كه.
وقدّر الدبلوماسي الصيني المخضرم الدور الإيجابي لمنتدى التعاون الصيني العربي في العصر الجديد من العلاقات الصينية العربية الودية.
وقال إنه منذ إنشاء المنتدى في عام 2004 وطرح مبادرة الحزام والطريق من قبل الصين في عام 2013، شهدت علاقات الصين مع دول المنطقة ارتقاء ملموسا بدرجة كبيرة، خاصة بعد عام 2014 حيث تم طرح المفهوم لإطار التعاون "1+2+3"، وأبدت كل من السعودية ومصر والكويت ولبنان وغيرها من الدول العربية رغباتها الشديدة في ربط رؤاها التنموية بمبادرة الحزام والطريق.
وأكد المبعوث الصيني الخاص الأسبق أن الدول العربية وجدت بالفعل فرصا تنموية في المبادرة، لأنها على دراية كبيرة بأن قطاع التصنيع هو أساس التنمية، وأن مبادرة الحزام والطريق تتيح منصة جيدة لتطوير قطاع التصنيع.
ونوه بأن الدول العربية تدعم الصين بدون تردد في القضايا المتعلقة بالمصالح الصينية الجوهرية، مستشهدا بالموقف الثابت الذي تتبناه الدول العربية إزاء قضايا تايوان وهونغ كونغ وشينجيانغ وبحر الصين الجنوبي .. إلخ.
"أثمن هذا الموقف لأنه يمثل دعما للعدالة والإنصاف"، هكذا قال وو سي كه.
وفي معرض حديثه عن القمة الصينية العربية المرتقبة التي تعتبر الأولى من نوعها، شدد وو على أن القمة ستساعد في الارتقاء بالعلاقات الصينية العربية على نحو شامل في ظل الظروف الجديدة، و"ستشكل معلما تاريخيا جديدا" لها.