إيمان حمود الشمري، صحفية سعودية
رأيت طوابير تصطف كل ثلاثة أيام لإجراء الفحص، مستجيبة للاحترازات التي تفرضها الحكومة دون تذمر أو اعتراض.
رأيت العجلة (البايسكل) وسيلة مواصلات معتمدة لها مسارات خاصة في الشوارع يستخدمها الموظفون دون خجل بغض النظر عن المنصب، ونساء يقدن الدراجات النارية بشجاعة وخلفهن أطفالهن.
رأيت موظفي متاجر ومكاتب يعملون لساعات على تيار شحيح من الهواء من المروحة، وحراس أمن يقفون بعز الرطوبة دون رذاذ ماء يلطف الجو الخانق.
رأيت شعباً يكافح ويرفض أن يستسلم.
رأيت حتى الأطفال يلتزمون بوضع الكمامة دون أن يحاولوا نزعها وكأن الانضباط سلوك تربوي نقش على المواطن الصيني منذ الصغر.
رأيت رؤساء مجلس إدارة لشركات أجنبية لا يتحدثون الإنجليزية!
رأيت شعباً يعيش على التطبيقات بالشراء والتسوّق والعلاج وطلب التكاسي، ويستخدم محرك بحث صيني يدعى (بايدو) يعتبر الأول في الصين والثالث عالميًا.
رأيت كل شيء يحمل شعار صناعة وطنية.
رأيت هذا الشعب المنعزل عن العالم الذي انشغل ببناء نفسه وبلده حتى أصبح مغناطيساً جاذباً، ومحط أنظار مثيراً للإعجاب والفضول وكأن الجميع يريد أن يرى كيف استطاع هذا البلد أن يكتفي بنفسه ويتكئ على منتجاته واختراعاته.
رأيت العمل هو الرقم الأول والترفيه بحدود مقتضبة وكأن الشعب الصيني يرفض أن يلهو كثيراً كي لا ينشغل عن أولوياته.