بكين 30 أغسطس 2022 (شينخوانت) يعد السجَّاد التبتي ضروريا للرعاة في مناطق عالية الارتفاع وشديدة البرودة. ويمكن إرجاع تاريخ نسجه إلى ما قبل ثلاثة آلاف عام. ويتميز السجاد التبتي بكثافة النسج وسهولة حمله، حيث يصفه الرعاة المحليون بأنه وسادة جلوس أثناء النهار ولحاف في الليل، كما يمكن فرشه على السروج.
وخلقت البيئة الجغرافية الفريدة والتاريخ العريق لمقاطعة تشينغهاي ثقافة إثنية عميقة وأدت إلى ميلاد صناعة السجَّاد التبتي الفريد والصناعات المميزة الأخرى. وفي أكتوبر عام 2007، أُسست شركة "شنغ يوان" المحدودة للسجَّاد التبتي التي تعتمد على مزايا موارد المواد الخام الصوفية الصديقة للبيئة والخالية من التلوث على هضبة تشينغهاي-التبت، واُستورِدت المعدات المتطورة، حيث يبلغ الإنتاج السنوي من السجَّاد التبتي المنسوج آليا ثلاثة ملايين متر مربع، وصُدرِّت منتجاتها إلى أكثر من أربعين دولة ومنطقة في أوروبا وأمريكا والشرق الأوسط. وفي الوقت الحالي، دخل السجًاد التبتي بصفته كنزا وطنيا ثمينا المسرح العالمي، وأصبح سجّاد "ثروة" للرعاة المحليين.
وتقع شركة "شنغ يوان" المحدودة للسجَّاد التبتي في مدينة شينينغ حاضرة مقاطعة تشينغهاي غربي الصين التي تتمتع بآراض عشبية طبيعية واسعة، وتعتمد الشركة على مزايا الموارد من صوف الأغنام التبتية، وهي أفضل مادة خام لنسج السجَّاد. وجعلت الشركة إنتاجَ السجَّاد التبتي التقليدي والحديث صناعة لا تروج الثقافة التبتية التقليدية فحسب، بل تؤدي دورا كبيرا في إنعاش المناطق الجبلية وإثراء الرعاة المحليين.
وقالت شيويه تينغ، مديرة شركة "شنغ يوان" المحدودة للسجَّاد التبتي لمراسل وكالة أنباء شينخوا إن توريث المهارات التقليدية لا ينبغي اقتصاره على المنتجات التقليدية فحسب، بل يجب العمل بجد أيضا على الابتكار والإبداع، وأضافت أن شركتها كانت من أوائل الشركات التي بدأت أعمال تصميم السجَّاد التبتي حسب الطلب.
وأوضح تشه قوه لونغ، كبير المصممين بالشركة للمراسل، أن الشركة من خلال مفاهيم التصميم المبتكَرة، تسمح لمزيد من الموظفين الذين ليس لديهم خبرة وافرة في نسج السجَّاد التبتي ببدء العمل بسرعة، وأشار إلى أن التصميم السابق كان يدويا ويعتمد على سنوات خبرة العمال. والآن، من خلال تكنولوجيا الكمبيوتر، يُحدَّد موقع كل خيط في السداة واللحمة وكل لون بوضوح.
وساعد تطوير صناعة السجَّاد التبتي المزارعين والرعاة في إيجاد وظائف وزيادة دخلهم بشكل مطرد. وفي العام الماضي، نظمت جمعية السجَّاد التبتي الصينية دورات تدريبة خاصة بنسج السجَّاد التبتي في منطقة قوه لوه ومنطقة هابي بالتبت، حيث يمكن للمزارعين والرعاة المدرَّبين نسج السجَّاد التبتي والمنتجات اليدوية الأخرى التي يعترف بها السوق بشكل مستقل.
ويعمل يانغ يونغ ليانغ البالغ من العمر 59 عاما مستشارا فنيا لشركة "شنغ يوان" المحدودة للسجَّاد التبتي وهو من الجيل السابع الوريث لمهارات نسج سجَّاد "جيا يا" التبتي. وفي عام 2006، أُدرِج سجَّاد "جيا يا" التبتي في الدفعة الأولى من قوائم التراث الثقافي الوطني غير المادي، مما جعل مهارات نسج السجَّاد التبتي تتجدد مرة أخرى، وتجذب المزيد من الشباب لتعلمها. وكانت يانغ يو تينغ البالغة من العمر 29 عاما تعمل في مدينة بعيدة عن موطنها. وفي العام الماضي، عادت إلى مسقط رأسها في شينينغ لتتعلم نسج السجَّاد التبتي. والآن أصبحت قادرة على نسج السجَّاد التبتي بأنماط بسيطة وكسب حوالي 600 دولار أمريكي في الشهر.
وأثناء توريث مهارات نسج السجَّاد التبتي وحمايتها، تتعاون شركة "شنغ يوان" المحدودة للسجَّاد التبتي أيضا مع فريق الذكاء الاصطناعي بالكليات والجامعات. ومن خلال حساب البيانات الضخمة، يمكنها مطابقة تصميم السجَّاد التبتي بمختلف أنماط الديكور للمستهلكين، بأكثر من 18 ألف لون صبغ. وبدعم من التكنولوجيا العالية، أصبح "التصميم حسب الطلب" اتجاها جديدا لاستهلاك السجَّاد التبتي. وكان التاجر الكازاخي نور الدين مستهلكا قديما لمنتجات الشركة وقال للمراسل إن منتجاتها ليست ذات جودة جيدة وصنعة رائعة وسعر معقول فحسب، بل كان تصميم المنتج في السنوات الأخيرة مواكبا للعصر أيضا، وتُطرح أنماط جديدة كل عام.
وتجدر الإشارة إلى أن الشركة يمكنها أيضا تصميم المنتجات وفقا لاحتياجات المستهلكين المتنوعة. وفي الوقت الحاضر، حقق السجَّاد التبتي في مقاطعة تشينغهاي إنتاجا وفيرا ومتخصصا وحديثا، وشُكِّلت مجموعة تنمية صناعية تجمع بين البحث والتطوير والتصميم والإنتاج والعرض والتسويق. ولم يصبح إنتاج السجَّاد التبتي صناعة مميزة للاقتصاد الموجه للتصدير في مقاطعة تشينغهاي فحسب، بل صار أيضا بطاقة تعريف مشهورة لمقاطعة تشينغهاي لتقديمها على الصعيد العالمي.