تونس 30 أغسطس 2022 (شينخوا) أعلنت الرئاسة التونسية، أن الرئيس قيس سعيد أعرب خلال اجتماعه اليوم (الثلاثاء) مع مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، باربارا ليف التي تزور تونس حاليا، عن استيائه من تصريحات سابقة لعدد من المسؤولين الأمريكيين حول تونس.
وقالت الرئاسة التونسية في بيان نشرته مساء اليوم في صفحتها الرسمية على شبكة "فيسبوك"، إن الرئيس قيس سعيد "أوضح خلال هذا الاجتماع العديد من المسائل المتصلة بالمسار الذي تعيشه البلاد، مجددا تمسك تونس بسيادتها ورفض التدخل في شؤونها الداخلية".
وأضافت أن الرئيس قيس سعيد أعرب أيضا خلال هذا الاجتماع عن "استيائه من التصريحات التي أدلى بها عدد من المسؤولين الأمريكيين في المدة الأخيرة"، وطالب السلطات الأمريكية، بالاستماع إلى نظيرتها التونسية، "لمعرفة حقيقة الأوضاع في تونس، مفندا في هذا الصدد العديد من الادعاءات التي قال إن "أطرافا معلومة تروج لها".
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد أكد في بيان وزعته وزارته مساء 28 يوليو الماضي، أن بلاده "تشاطر العديد من التونسيين انشغالهم من تقييد المسار المنتهج في صياغة الدستور الجديد مجال النقاش الحقيقي".
واعتبر أنه "يمكن للدستور الجديد أن يضعف الديمقراطية في تونس، ويحد من احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية"، فيما حث جون هود المرشح لمنصب سفير أمريكا في تونس، قبل ذلك بيومين، على "العودة السريعة إلى الحكم الديمقراطي في تونس وإجراء عملية إصلاح ديمقراطي شامل".
وشدد في كلمة له أمام الكونجرس على ما اعتبر "الحماية المستمرة للحريات الأساسية واحترام استقلال القضاء وسيادة القانون"، مضيفا أنه سيستخدم "جميع أدوات النفوذ الأمريكي للدعوة إلى العودة إلى الحكم الديمقراطي وتخفيف معاناة التونسيين من حرب بوتين المدمرة، وسوء الإدارة الاقتصادية، والاضطرابات السياسية ''، على حد تعبيره.
ودفعت تلك التصريحات وزارة الخارجية التونسية إلى استدعاء القائمة بالأعمال بالنيابة بسفارة أمريكا بتونس، نتاشا س. فرانشيسكي في التاسع والعشرين من يوليو الماضي، للاحتجاج على تلك التصريحات.
واعتبرت وزارة الخارجية التونسية في بيان أن تلك التصريحات " غير مقبولة وتتعارض كليا مع أحكام ومبادئ اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية"، ولفتت إلى أن وزير الخارجية التونسي، عثمان الجرندي "أبلغ القائمة بأعمال السفارة الأمريكية استغراب تونس الشديد من هذه التصريحات والبيانات التي لا تعكس إطلاقا حقيقة الوضع في تونس".
إلى ذلك، أشارت الرئاسة التونسية في بيانها، إلى أن الرئيس قيس سعيد "تطرق خلال اجتماعه مع مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، باربارا ليف، إلى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في تونس والدور الذي يمكن أن تضطلع به المجموعة الدولية، للمساعدة على تجاوز الصعوبات التي تمر بها البلاد التونسية".
وأكد في هذا الصدد، أنه "على المجموعة الدولية أن تقوم بدورها كاملا، للمساهمة في استعادة الشعب التونسي للأموال المنهوبة".
يشار إلى أن مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، باربارا ليف، كانت قد وصلت مساء أمس(الاثنين) إلى تونس في زيارة تستغرق يومين، تندرج في إطار جولة لها في المنطقة العربية.
وقد اجتمعت اليوم مع وزير الدفاع التونسي، عماد مميش، وبحثت معه "جملة من المسائل الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، في مقدمتها التهديدات العابرة للقارات والتهديدات المباشرة في المنطقة"، بحسب بيان وزعته مساء اليوم وزارة الدفاع التونسية.