تقرير: حركية الموانئ تعكس التعافي المستمر للاقتصاد الصيني

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2022:08:10.15:01

يشهد ميناء روغاو في مقاطعة جيانغسو الواقعة على الساحل الشرقي للصين حركية واسعة للسلع. حيث عبر الميناء إلى غاية 15 يوليو من العام الجاري أكثر من 300 ألف حاوية مكافئة، بزيادة سنوية قدرها 6.8٪.

وفي ميناء خليج بوهاي بمقاطعة شاندونغ، تجاوز عدد الحاويات للمرّة الأولى 50 ألف حاوية مكافئة في شهر مايو. واستعاد ميناء شنغهاي في الوقت الحالي سعته اليومية إلى فترة ماقبل الوباء. كما زادت سعة الحاويات في ميناء تشونغشان بمقاطعة قوانغدونغ بنسبة 6.4٪ على أساس سنوي خلال النصف الأول من العام. حيث تعيش الموانئ الصينية من شمال البلاد إلى جنوبها حيوية عالية تجارية عالية.

يشبه الميناء جهاز المحرار بالنسبة للتجارة الخارجية وتطور الاقتصاد الوطني. وفي يونيو الماضي، ارتفعت تجارة الواردات والصادرات في الصين بنسبة 14.3٪ على أساس سنوي. واستمرت الخدمات اللوجستية في مختلف الموانئ في الإنتعاش، مما وفّر أسس أفضل لاستقرار نمو التجارة الخارجية.

وتجدر الإشارة إلى أن صناعة الذكاء قد لعبت دورا مهما في مساعدة الموانئ على تحقيق التعافي. وخلال السنوات الأخيرة، شهدت أعمال الموانئ في الصين استخداما واسعا لصناعة الذكاء، من الرافعات ذاتية القيادة إلى التسجيل البصري لكامل عمليات إفراغ الحاويات. وتمكن ميناء تشينغداو بعد استعمال الأتمتة الكاملة لجميع أعماله، من رفع كفائته بـمايزيد عن 50%؛ فيما قام ميناء يانغ شان بشنغهاي بعد اعتماد نظام "ايتوس" للتحكم الذكي، بتقليل عدد عمال التحكم من 119 إلى 9 أشخاص. ويساعد هذا النظام الذكي على رفع كفاءة الميناء والتقليل من التكلفة، ورفع التنافسية.

وقد فتح الربط البري والبحري اتجاها جديداً لتطور الموانئ في الصين. فالمناطق الداخلية تمثل العمق الشاسع للموانئ البحرية، والموانئ البحرية تمثل نافذة المناطق الداخلية. ولتطوير الموانئ البحرية، يجب تحقيق تكامل مزاياها مع المناطق الداخلية. وفي ظل وفرة السلع في المناطق الداخلية، كيف يمكن نقلها على الفور إلى الموانئ، وعدم تعطيلها؟ وكيف يمكن تسويقها إلى مختلف الأسواق العالمية؟ كل هذا يحتاج بذل المزيد من الجهود في حلقات نقل السلع والشحن في السفن وتبسيط الإجراءات، مما يقلل من تدفق الأعمال والمسافة المقطوعة أثناء عملية النقل. وفي ميناء ليان يونقانغ على سبيل المثال، تم ربط القطارات الصينية الأوروبية بالميناء بسلاسة، وبعد وصول البضائع من جميع أنحاء العالم إلى الميناء، يتم نقلها بسرعة إلى جميع الاتجاهات. ويضخ خط النقل المزدحم الطاقة الحركية في التطوير على طول الخط عبر الميناء.

وتعتبر سلامة وسلاسة السلسلة الصناعية وسلسلة التوريد مفتاح تطوير الموانئ. فأثناء القيام بالأعمال التجارية التقليدية، تواصل الموانئ الرئيسية توسيع نموذج الأعمال "رقمنة + خدمات"، وتستمر في التوسع من مجال التحميل والتفريغ اللوجستي إلى التجارة والتمويل والتأمين والتسوية الإلكترونية، بما يكمل فراغات السلسلة الصناعية ويعزز متانتها.

كانت الموانئ دائمًا رمزًا للانفتاح والأمل. ورغم زيادة المخاطر والتحديات التي تواجهها التنمية، إلا أن أسس نمو الاقتصاد الصيني على المدى الطويل لم تتغير. وقد أطلقت الأرصفة المزدحمة وسفن الشحن المحملة إشارات على أن اقتصاد الصين مستقر ويتحسن باستمرار.