نجاح إحدى الحدائق الوطنية الصينية على إعادة توطين النمور والفهود السيبيرية البرية فيها

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2022:08:03.16:51

3 أغسطس 2022/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ عملت مقطعة جيلين في شمال شرقي الصين منذ فترة طويلة على تعزيز حماية النظام البيئي الطبيعي سواء على مستوى الغابات والغطاء النباتي أو الحيوانات البرية والتي على رأسها تأتي النمور والفهود السيبيرية. في عام 2017 قامت حديقة النمور والفهود السيبيرية الوطنية بوضع نظام تجريبي خاص بها. وفي أكتوبر 2021، أصبحت الحديقة واحدة من أوائل المنتزهات الوطنية التي تم الإعلان عنها. وتعتبر هذه الحديقة التي تمتد عبر مقاطعتي جيلين وهيلونغجيانغ والتي تبلغ مساحتها حوالي 14.1 ألف كيلومتر مربع وتغطيها الغابات بنسبة 97.74٪ هي الموطن الوحيد لاستقرار وتكاثر هذين الحيوانين في البرّية في الصين.

استثمرت مقاطعة جيلين على مر السنين الكثير من القوى العاملة والموارد المادية لاستعادة وحماية النظام البيئي في منطقة الغابات، وفرضت حظرا تاما لقطع أشجار الغابات قصد الاتجار بها، وقامت بإغلاق شركات التعدين وأخرجتها من المنطقة وعملت على توفير ضمانات آمنة لتنقل النمور والفهود السيبيرية بكل حرية.

وفقًا للإحصاءات منذ بداية إقامة هذا النظام التجريبي قامت مقاطعتا جيلين وهيلونغجيانغ باستصلاح وزراعة 400 هكتار من الغابات الذروية، وزرع 2000 هكتار من أشجار الصنوبر الكوري في السفوح والأحراش الغابية، وبناء 3 ممرات للحياة البرية. كما تم تنظيف 2243.21 هكتار من أراضي الغابات وإلحاقها بالغابة، في حين تم استصلاح 620.91 هكتارًا كانت مناجم في السابق، واستصلاح 741 هكتارًا من الأراضي البيئية.

طبعا لا يمكن الاستغناء أيضا عن التقدم التكنولوجي للكشف المبكر وحماية البيئة، حيث قام الأستاذ فنغ ليمين الأستاذ المساعد بكلية علوم الحياة بجامعة بكين للمعلمين وفريقه البحثي بجمع المعلومات من خلال ما يقرب من 30 ألف كاميرا تعمل بالأشعة تحت الحمراء ودمج وسائل الاتصالات الحديثة والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة وغيرها من التقنيات لتشكيل نظام مراقبة متكامل للبيئة التي تعيش فيها النمور والفهود السيبيرية. كما يوجد أكثر من 6800 حارس يقومون بتسجيل معلومات وإحداثيات نظام تحديد المواقع العالمي وبيانات الفيديو في الحديقة لحماية وسلامة هذه الحيوانات ليلاً ونهارًا.

خلال فترة تجريبية قصيرة مدتها 4 سنوات، شهدت هذه الحديقة الوطنية تغييرات هائلة: إذ تم تحسين جودة النظام البيئي بشكل أكبر وانخفضت السلوكيات البشرية الخاطئة بشكل ملحوظ مثل الرعي والصيد، وازدادت أعداد الأيل البرية والحيوانات العاشبة الأخرى بسرعة مما أدى إلى تعافي السلسلة الغذائية. كما زاد معدل أشبال النمور السيبيرية من 33٪ قبل وضع هذا المخطط التجريبي إلى أكثر من 50٪ في الوقت الحالي، وكبر نطاق توزعها الجغرافي وأعدادها أيضا، وصارت تتواجد في مساحة تغطي أكثر من نصف هذه الحديقة حاليا.

هذا وتظهر بيانات الرصد أنه إلى غاية نهاية عام 2021 ارتفع عدد النمور والفهود السيبيرية البرية في المنتزه من 27 و42 حيوانا خلال بداية المخطط إلى 50 و60 حيوانا على التوالي. كما تم رصد ولادة أكثر من 10 أشبال من النمور و7 أشبال من الفهود.

وقال أحد المسؤولين عن هذه الحديقة: "من الآن وحتى عام 2025 سنقوم بدمج المحميات الطبيعية ومزارع الغابات المملوكة للدولة، وتنفيذ مشاريع حماية الموائل واستصلاحها، وبناء ممرات بيئية للنمور والفهود السيبيرية لضمان تكاثرها واستقرارها".