القاهرة 5 يوليو 2022 (شينخوا) انطلق في القاهرة اليوم (الثلاثاء) أول حوار وطني في عهد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، من أجل "إعادة اللحمة لتحالف 30 يونيو" و "صياغة الجمهورية الجديدة".
وعقد مجلس أمناء الحوار الوطني اجتماعه الأول اليوم في مقر الأكاديمية الوطنية للتدريب، للنظر في مواعيد جلسات الحوار واتخاذ القرارات اللازمة بشأنها.
ويأتي هذا الحوار تنفيذا لدعوة الرئيس السيسي، الذي طالب بإجراء "حوار سياسي حول أولويات العمل الوطني خلال المرحلة الراهنة بين كافة القوى والتيارات السياسية الحزبية والشبابية".
وقال المنسق العام للحوار الوطني ضياء رشوان إن انعقاد مجلس الأمناء هو البداية الرسمية لأعمال وفعاليات الحوار الوطني، وأكد أن "الحوار الوطني يتسع للجميع مع استبعاد الفئات التي شاركت في القتال أو التحريض على العنف أو ممارسة الإرهاب، لأنها لا تعترف بشرعية ودستور الدولة".
وأضاف رشوان، وهو أيضا نقيب الصحفيين، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لفعاليات الحوار، "نحن اليوم في مرحلة جديدة من تطور الجمهورية المصرية، ونبدأ اليوم من خلال هذا الحوار الوطني صياغة جمهورية جديدة بناء على دعوة الرئيس السيسي الذي أطلقها في خطابه في 26 أبريل الماضي، ودعا خلالها إلى ضرورة انطلاق الحوار الوطني من أجل دولة ديمقراطية مدنية حديثة تتسع لكل أبنائها وتسعى للسلام والبناء والتنمية".
وتابع أن "هدف هذا الحوار هو إعادة اللحمة لتحالف 30 يونيو.. وتحقيق مصلحة كل فئات وطوائف الشعب المصري".
ويقصد بتحالف 30 يونيو، القوى السياسية والشبابية التي خرجت في ثورة 30 يونيو 2013، وأطاحت بالرئيس الأسبق محمد مرسي الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين.
وأردف رشوان "لقد لاحظنا أن هناك إقبالا كبيرا وهائلا من فئات كثيرة من الشعب المصري على المشاركة في هذا الحوار.. وهذه الفئات لها حقها في أن تتواجد في الحوار على أن يمارس هذا الحق عبر أفكار أو مقترحات".
وقال إن "الحوار سيدور حول أولويات العمل الوطني، ولابد لهذه الأولويات أن ينتج عنها مخرجات سواء في صورة تشريعية أو تنفيذية على أن ترفع إلى الرئيس السيسي في المراحل النهائية لاتخاذ قرار فيها"، مؤكدا أن "التوافق هو الهدف الرئيسي الذي نريد أن نصل إليه".
وشدد على أن "هدف الحوار هو خلق مساحات مشتركة (بين القوى السياسية).. حتى نستطيع أن نقيم جمهورية جديدة مدنية ديمقراطية حديثة"، مشيرا إلى أن "القبول بالجميع هو أساس الجمهوريات المدنية الديمقراطية.. ورئيس الجمهورية يسعى إلى أن تتم هذه الجمهورية".
واستطرد أن "الرأي العام المصري يعول كثيرا على هذا الحوار خاصة أن المشاركين فيه من المفترض أنهم يعبرون عن معظم طوائف الشعب المصري، ولابد أن نجتهد في الوصول إلى طموحاته وآماله في صورة تشريعات يشعر بها الناس".
من جانبها، أكدت الدكتورة رشا راغب المديرة التنفيذية للأكاديمية الوطنية للتدريب، التي يتم تنظيم الحوار الوطني تحت مظلتها، أن الأكاديمية تسخر كافة إمكانياتها لإنجاح الحوار مع الالتزام التام بالحياد والوقوف على مسافة واحدة من الجميع.
وأضافت أن الدعوة التي أطلقها الرئيس السيسي لإجراء حوار وطني ملهمة في العديد من الأبعاد، أبرزها تبادل الرؤي بين مختلف الأطياف داخل المجتمع المصري والوصول عبر الحوار إلى مساحات مشتركة تكون خطوة تضاف إلى الطريق نحو الجمهورية الجديدة.
من جهته، أعرب عضو مجلس أمناء الحوار الوطني الكاتب الصحفي عماد الدين حسين عن أمله في أن يتم في نهاية الحوار وضع "خريطة طريق" للمجتمع المصري لمواجهة التحديات الكثيرة والصعبة، خصوصا الأزمة الاقتصادية.
وقال حسين، في كلمته خلال الجلسة، "نأمل في أن يتم في نهاية الحوار الوطني استعادة بقدر الإمكان تحالف 30 يونيو، الذي أدى مهمة عظيمة في فترة عصيبة".
وتمنى حسين كذلك أن يؤدي الحوار إلى "إطلاق سراح أكبر عدد من المحبوسين الذين لم تتطلخ أيديهم بالدماء، والوصول إلى أكبر قدر من الحريات للإعلام المصري".
أما المحامي والحقوقي نجاد البرعي عضو مجلس أمناء الحوار الوطني، فرأى أن "هدف الحوار هو سياسي بالأساس، وتحديد العلاقة بين المكونات السياسية داخل هذا المجتمع".
وأضاف أنه "يجب على مجلس الأمناء ألا ينجر إلى أي محاولات لإغراق هذا الحوار بقضايا فرعية، والوصول إلى حلول توافقية بين القوى السياسية المشاركة".
وشدد على ضرورة ألا تكون الحلول التوافقية على حساب الحقوق والحريات الواردة في الدستور والمعاهدات الدولية التي تعتبر جزءا من التشريعات المصرية بنص الدستور المصري.
وأشار إلى أن الدستور المصري يصلح أساسا متينا لبدء الحوار، بالإضافة إلى الاستراتيجية الوطني لحقوق الإنسان التي أعلنها الرئيس السيسي في سبتمبر الماضي.
في حين دعا الدكتور جودة عبدالخالق وزير التضامن الاجتماعي الأسبق وأستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة إلى ضرورة استبعاد كل من يزج الدين في العمل السياسي، وليس فقط جماعة الإخوان المسلمين، من الحوار الوطني.
وأضاف "إننا إزاء عملية تاريخية، وبعد مرور الوقت سيكون هناك أحكام كثيرة تطلق على هذا الحوار، ونحن أمام عملية سياسية بامتياز، لأن المجتمع المصري يبحث عن بصيص ضوء يهديه نحو الجمهورية الجديدة".