ينتشوان 16 يونيو 2022 (شينخوا) في مزرعة شيزان الشاسعة لتوت غوجي، المعروف أيضاً بثمار الحضض في محافظة تشونغنينغ، في منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي بشمال غربي الصين، تتناثر ثمار التوت بعناقيد حمراء بين الأوراق الخضراء على فروع الشجيرات. لم يخطر ببال أحد أن هذه المنطقة ليست سوى أراضي شبه صحراوية جافة ومغبرة قبل 12 عاما.
يذكر أن توت غوجي هو منتج متميز في منطقة نينغشيا ويشتهر بقيمته الغذائية. ويرجع تاريخ زراعة هذه الثمار إلى آلاف السنين، حيث يعتقد علم الدواء التقليدي الصيني أن لهذه الثمار وظائف في حماية الكبد، وتحسين البصر والمحافظة على القوة.
وقال نيه تشنغ باو، نائب المدير العام لشركة شيزان لثمار توت غوجي، التي تُدير المزرعة، إن من الممكن زراعة شجيرات غوجي في أنواع متعددة من التربة، وحتى في الصحارى، مضيفاً أن الأراضي شبه الصحراوية في تشونغنينغ ذات التربة القلوية الضعيفة، كانت مثالية لزراعة توت غوجي.
ومع ذلك، تتمتع محافظة تشونغنينغ بطقس جاف وقلة هطول الأمطار فيها، أما مصدر المياه الوحيد فيها فهو النهر الأصفر. ولذلك؛ يعتبر توفير ري كافٍ لهذه المزرعة التي تبلغ مساحتها 860 هكتاراً مهمة رئيسة، ومشكلة أساسية يجب حلها إذا ما تمت زراعة التوت على نطاق واسع فيها.
ولتوفير المياه؛ قررت الشركة تقليل كثافة زراعة أشجار التوت. ولتحسين كفاءة استخدام المياه، أدخلت تقنية للري بالتنقيط من إسرائيل في العام 2014، لتحل مكان طريقة الري التقليدية بالغمر.
وحول ذلك؛ قال تشانغ شيوي، نائب مدير الشركة: "لقد أنفقنا نحو مليون دولار أمريكي لشراء معدات الري بالتنقيط من إسرائيل، ودعينا مهندساً زراعياً إسرائيلياً لتوجيه استخدامنا لهذه المعدات، وفقًا للظروف المحددة لمزرعتنا".
فاجأت النتائج المزارعين الصينيين. فمنذ العام 2014، ساعدت تقنية الري بالتنقيط المزرعة على توفير الماء بنسبة 70 في المائة، وتقليل تكاليف الإنتاج بنسبة 60 في المائة سنوياً مقارنة بطريقة الري بالغمر.
كما ارتفع حجم الإنتاج السنوي من توت غوجي من عشرات الأطنان في العام 2014 إلى 800 طن في العام الماضي 2021، وقفزت قيمة الثمار ومنتجاتها المشتقة من أقل من مليون يوان (حوالي 148.1 ألأف دولار أمريكي) في العام 2014 إلى 150 مليون يوان في العام الماضي.
وفي الوقت نفسه، خلقت المزرعة آلاف الوظائف للسكان المحليين، بما في ذلك أولئك الذين يعيشون في المناطق الفقيرة في نينغشيا.
وإلى جانب الفوائد الاقتصادية، جلبت زراعة توت غوجي أيضاً فوائد بيئية للسكان المحليين. حيث يحظر بناء المصانع والقرى السكنية في حدود 30 كم من المزرعة، التي أصبحت حاجزاً بيئياً طبيعياً ضد التصحر.
وبهذا الصدد قال تشانغ شو يان، مدير السوق في الشركة: "في الماضي، كانت العواصف الرملية تضرب غالباً القرى المجاورة". "الآن تحولت الأراضي شبه الصحراوية إلى حديقة خضراء، بينما جعل توت غوجي الصحاري خضراء، وأضاف نكهة لطيفة إلى حياة الناس."