人民网 2022:05:16.10:48:16
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

مقالة : حث الولايات المتحدة على عدم جذب دول جنوب شرق آسيا بدافع تحقيق مصالحها الجيوسياسية

2022:05:16.10:04    حجم الخط    اطبع

بكين 14 مايو 2022 (شينخوا) قال خبراء إن القمة التي اختتمت لتوها بين الولايات المتحدة والآسيان لن تقرب دول المنطقة من الجانب الأمريكي وإن محاولة الولايات المتحدة كسب دعم دول الآسيان لتحقيق مصالحها الجيوسياسية من غير المرجح أن تكتسب زخما.

فالرئيس الأمريكي جو بايدن التقى قادة دول رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) في البيت الأبيض خلال قمة عُقدت يومي الخميس والجمعة، في خطوة يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها محاولة من القوة العظمى الوحيدة في العالم لجذب أعضاء الكتلة إلى معسكرها ضد صين صاعدة.

-- محاولات أمريكية مآلها الفشل

على خلفية التوترات المتصاعدة بين روسيا وأوكرانيا، يُنظر على نطاق واسع للقمة التي عقدت بمبادرة من الولايات المتحدة، على أنها إشارة لتسليط الضوء على أهمية ما تسميه أمريكا منطقة "المحيطين الهندي والهادئ" من منطلق الشواغل الاستراتيجية، ولمواجهة التأثير المتزايد للصين في المنطقة.

فقد قالت لي باي ماي، الخبيرة السياسية في الجامعة الإسلامية الدولية (ماليزيا)، إنه على الرغم من أن القمة عقدت وسط الصراع الروسي الأوكراني الأشد حدة، إلا أن الشغل الشاغل لإدارة بايدن لا يتعلق بروسيا، وإنما يتعلق أكثر بضمان تحقيق ما يسمى بـ"منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة".

"لكي تتمكن إدارة بايدن من تعزيز هذه الرؤية، عليها أن تجذب دول الآسيان إلى الجانب الأمريكي وربما تسعي الولايات المتحدة للعب دور في إدارة النزاعات في بحر الصين الجنوبي"، هكذا ذكرت، مضيفة أن "مثل هذه التحركات يمكن تفسيرها على أنها تتحدى مكانة الصين في المنطقة وتعرقل التقدم السلمي بين الصين ودول الآسيان".

وقد ذكرت مجلة ((فورين أفيرز)) يوم الأربعاء أن أهمية القمة تكمن في توقيتها، حيث قالت في تقريرها "إنها تُعقد مع احتدام الحرب في أوكرانيا، وهو ما يدل على أن الولايات المتحدة لم تفقد تركيزها على منطقة المحيطين الهندي والهادئ"، مضيفة أن "الرئيس الأمريكي جو بايدن يسعى إلى وضع أفضل لبلاده في المنافسة الجيوسياسية الأوسع مع الصين".

لكن الولايات المتحدة "ستفشل في محاولاتها لمواجهة الصين، لأن معظم دول الآسيان تريد توسيع التبادلات الاقتصادية وغيرها من أشكال التعاون مع جارتها الإقليمية الصين"، حسبما أكد ويلسون لي فلوريس، وهو كاتب عمود في صحيفة ((ذا فلبين ستار)) الصادرة بالإنجليزية، لوكالة أنباء ((شينخوا)).

وأشار فلوريس إلى أن واشنطن تهدف أيضا إلى إقناع دول الآسيان باتخاذ مواقف علنية أكثر صرامة والانضمام إلى عقوباتها ضد روسيا، والتي سيكون مآلها، بالمثل، الفشل. وقال إن "معظم دول الآسيان تسعى إلى تعزيز الحوار والدبلوماسية والاستقرار في مناطق الأزمات بفضل الموقف التقليدي للآسيان المتمثل في عدم التدخل والتمسك بتوافق الآراء".

أما جوزيف ماثيوز، الأستاذ الأقدم في جامعة بيلتي الدولية في بنوم بنه، فذكر أن الولايات المتحدة ينبغي ألا تستخدم القمة لإجبار الآسيان والضغط عليها للخضوع لإرادتها ونهجها ضد روسيا والصين.

ولدى تعليقه على العقوبات الغربية وإجراءات الحظر غير القانونية المفروضة على روسيا، قال كي سيريفاث، المدير العام لمعهد الدراسات الصينية في الأكاديمية الملكية الكمبودية، إن هذه العقوبات ستلحق الضرر بالاقتصاد العالمي.

وأضاف سيريفاث "أعتقد أن ارتفاع أسعار الوقود لن يتباطأ إذا ما استمرت الأزمة الأوكرانية، فالولايات المتحدة ما زالت تدفع هذه الحرب إلى الأمام".

وفي الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة جاهدة إلى مكافحة اقتصاد راكد وفوضى اجتماعية متأججة وسط كوفيد-19، أصبحت قدرتها على الوفاء بوعودها للبلدان الأخرى موضع تساؤل.

وقد حذر فلوريس من أن "الولايات المتحدة الآن لديها قدرات محدودة على الوفاء بوعودها، بسبب التحديات السياسية والاقتصادية الخاصة بها، خاصة مع انتخابات التجديد النصفي المقبلة في نوفمبر".

وأشار كاتب العمود إلى أن "الولايات المتحدة لا يزال بإمكانها الضغط لتصدير أسلحتها إلى الآسيان. ولا يزال بإمكانها محاولة (تنفيذ) مبادرات سياسية أو دبلوماسية. ويمكنها أيضا محاولة السعي لإقامة تحالفات أمنية. لكن ضعف نشاطها الاقتصادي ونفوذها في آسيا من شأنه أن يُضعف وجودها الاستراتيجي ونفوذها".

من "محور التركيز نحو آسيا" إلى "استراتيجية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ"، تتعاون الولايات المتحدة مع حلفائها ودول المنطقة لاحتواء الصين. ولا تتوقف واشنطن أبدا عن إثارة مفهوم "منطقة المحيطين الهندي والهادئ" للترويج للاستراتيجية المستهدفة على المستويات الاقتصادية والسياسية والعسكرية.

وقد أظهر تقرير صدر مؤخرا عن المركز الأمريكي للدراسات الاستراتيجية والدولية أن العديد من أعضاء الآسيان أعربوا عن مخاوفهم من أن ما يسمى بـ"الإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ" هو "في المقام الأول مسعى سياسي لمواجهة الصين، وليس مبادرة صادقة ومدروسة لتكامل السياسات الاقتصادية".

واتفقت مع وجهة النظر هذه فيرونيكا ساراسواتي، الباحثة بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في إندونيسيا، حيث قالت "ليس من الصعب أن نرى أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة تريد تعزيز نفوذها في الآسيان، إلا أنها لم تقم ببناء تعاون مع دول الآسيان على مستوى ملموس بشكل أكبر، بل كان رمزيا فحسب".

-- دول الآسيان لن تنحاز لأحد الجانبين

يعتقد الكثيرون أن أعضاء الآسيان، الذين يركزون الآن بشكل أساسي على تحقيق الانتعاش الاقتصادي فيما بعد الجائحة، سيضعون الحياد في الصدارة ويتجاهلون محاولات الضغط عليهم للدخول في مجال نفوذ الولايات المتحدة.

فقد أشارت ساراسواتي إلى أنه مع صعود الصين "بسرعة تفوق التوقعات"، فإن الولايات المتحدة "تخشى فقدان سيطرتها" في جنوب شرق آسيا ووجدت أنه من الضروري تشديد قوتها المهيمنة.

وأكدت الباحثة الإندونيسية على أن دول جنوب شرق آسيا، بما في ذلك إندونيسيا، لا تريد بتاتا الانجرار إلى المنافسة بين القوى الكبرى.

ولفتت إلى أن "الدول القوية ينبغي ألا تستخدم أبدا تدابير قسرية لإجبار الدول الأخرى على الانحياز لأحد الجانبين"، مضيفة بقولها إن "على مدى فترة طويلة، كان لممارسة القوة المهيمنة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها تأثير عميق على بقاء وتنمية العديد من الدول".

ومن جانبه، ذكر عزمي حسن، الباحث الأقدم في أكاديمية نوسانتارا للأبحاث الاستراتيجية، أن الولايات المتحدة ستجد نفسها غير قادرة على تحقيق أي تقدم بين أعضاء الآسيان، خاصة بعد أن أعربت ماليزيا وإندونيسيا عن مخاوفهما إزاء الشراكة الأمنية الثلاثية (أوكوس) التي تضم أستراليا وبريطانيا.

وقدم حسن مثالا مقنعا مفاده أن الولايات المتحدة لم تتمكن من ممارسة الضغط على الآسيان بشأن الصراع الروسي الأوكراني، مع امتناع معظم الكتلة المؤلفة من 10 أعضاء عن التصويت لصالح قرار بتعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الشهر الماضي.

وقال ماثيوز لـ((شينخوا)) إن "إثارة قضايا خلافية وإجبار الدول الأعضاء في الآسيان وإرغامها على دعم نهجها وأجندتها في المنطقة، ومحاولة بث الفرقة بين دول الآسيان بشأن أي قضايا، هي أمور من شأنها أن تقوض مصداقية القمة بأكملها. وينبغي للولايات المتحدة أن تضع ذلك في اعتبارها".

فبدلا من الضغط على الكتلة لكي تتبع سيناريوهاتها أو أجنداتها ضد الدول الأخرى، ينبغي على واشنطن استخدام الاجتماع للتعبير عن دعمها للتعافي الاجتماعي والاقتصادي للآسيان فيما بعد كوفيد-19، حسبما صرح كين فيا، المدير العام لمعهد العلاقات الدولية بالأكاديمية الملكية الكمبودية، لـ((شينخوا)).

وأشار إلى أن "ما يتعين على الولايات المتحدة فعله هو تشجيع الآسيان على الالتزام بمبدأها المتمثل في المركزية والتضامن والوحدة"، مضيفا أنه يتعين على الولايات المتحدة أيضا احترام حقوق الآسيان في اتخاذ القرارات والامتناع عن استخدام الضغوط الاقتصادية أو السياسية أو الأمنية للمساومة مع الآسيان أو إجبارها على اتخاذ قرارات لصالحها (الولايات المتحدة).

وقال "يجب على الولايات المتحدة احترام المصالح المشتركة للآسيان والمنطقة والعالم، ولا ينبغي عليها طرح أي سيناريوهات أو أجندات تؤدي إلى بث الفرقة بين دول الآسيان وزعزعة استقرار المنطقة".

-- حث الآسيان على اليقظة والوحدة

أكد فيا على ضرورة أن تقف الكتلة المكونة من 10 أعضاء متضامنة في مواجهة التدخل الأمريكي من أجل إحلال السلام والاستقرار والتنمية والازدهار الإقليمي.

كما حث ماثيوز قادة الآسيان على التزام اليقظة بشأن الحوار الأمني الرباعي بين الولايات المتحدة واليابان وأستراليا والهند، والتحالف المشكل بين أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، قائلا إن التحالفين العسكري والأمني يشكلان تهديدا أمنيا كبيرا للآسيان ومنطقة آسيا بأكملها.

وذكر أن "هذه التحالفات ستطلق سباق تسلح تقليدي ونووي في المنطقة، وبالتالي ستزعزع السلام والأمن، وتقوض التنمية الاقتصادية وتدمر مركزية الآسيان".

وحذرت لي من أنه إذا لم تتمكن الآسيان من إظهار وحدتها، فقد تجد نفسها في وضع يسلك فيه مختلف الأعضاء مسارات مختلفة، الأمر الذي قد يقوض تماسكها، مشيرة إلى أنه "يمكن علاج ذلك من خلال قيام الدول الأعضاء بتشكيل توافق في الآراء عند التعامل مع الولايات المتحدة".

وأشارت الخبيرة الماليزية إلى أن "التوصل إلى توافق حول القضايا الرئيسية ليس بالأمر السهل، لكنه أمر بالغ الأهمية لأنه سيسمح للأعضاء بالتحدث بصوت واحد في القمة". وأضافت قائلة "يمكن للأعضاء إرسال إشارة إلى الولايات المتحدة مفادها أن الآسيان ستظل محايدة مهما كانت الظروف".

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×