الصراع الروسي الاوكراني .. الكاسب والخاسر

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2022:05:09.15:39

يعد التوسع المستمر لحلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة باتجاه الشرق أحد الأسباب الجذرية للصراع بين روسيا وأوكرانيا ، لكن تكلفة الصراع تتحملها أوروبا بشكل أساسي.

 اشار الرئيس الأمريكي بايدن في خطاب ألقاه بعد قمة مجموعة السبع في 24 مارس من هذا العام ، إلى أن "الناتو لم يكن أبدًا موحدًا كما هوعليه اليوم". وبلاشك، فإن هذا التصريح يؤكد أن أوروبا قد " إختطفت" في عربة الهيمنة الأمريكية، وجرت لإتباع وتيرة العقوبات الامريكية ودفع ثمنها.

لقد شهدت العديد من المؤشرات الاقتصادية في أوروبا تدهورا كبيرا متأثرة بالعقوبات واسعة النطاق ضد روسيا . وصرح مفوض الشؤون الاقتصادية بالمفوضية الأوروبية باولو جنتيلوني سابقًا أن الصراع الروسي الأوكراني قد أدى إلى ارتفاع حاد في أسعار السلع الأساسية ، الذي بدوره أدى إلى دفع التضخم إلى مستويات عالية جديدة ، وزاد اضطراب الروابط التجارية من الضغط على سلاسل التوريد ، وانهيار ثقة المستهلك بشكل كبير، وما يجعل الاقتصادي الاوروبي يعاني بشكل كبير وبعيد المدى. كما أدت مشكلة اللاجئين التي سببها الصراع مباشرة إلى ضغط هائل على الدول الأوروبية. وقالت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في 20 أبريل إن أكثر من 5 ملايين أوكراني تدفقوا على الدول الأوروبية المجاورة ، مما تسبب في أزمة لاجئين غير مسبوقة.

وبصفتها الصياد المحرك لامواج الصراع بين روسيا وأوكرانيا ، تشتغل الولايات المتحدة الصيد في الوقت الحالي. حيث شهدت السوق المالي، انخفاض البورصة بشكل حاد، وانخفضت قيمة اليورو بشكل حاد ، وتدفق قدر كبير من أموال الملاذ الآمن الأوروبي إلى الولايات المتحدة . وفيما يتعلق بقضية اللاجئين ، استقبلت الولايات المتحدة 12 لاجئًا أوكرانيًا فقط طوال شهر مارس ، و لا يزال عدد كبير من اللاجئين الأوكرانيين عالقين على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك. كما شهدت أسعار أسهم الشركات العسكرية العملاقة في الولايات المتحدة ارتفاعاً منذ اندلاع الصراع، محققة " ثروات الحرب". وعليه، فإن الكاسب والخاسر في الصراع الروسي الاوكراني قد بات واضحاً.