人民网 2022:05:09.15:30:09
الأخبار الأخيرة

حديقة توربان للنباتات: تجربة فريدة للصين للتغلب على زحف الرمال

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2022:05:09.15:28

    اطبع
حديقة توربان للنباتات: تجربة فريدة للصين للتغلب على زحف الرمال
تظهر الصورة تفتح النباتات الصحراوية في حديقة توربان للنباتات في شينجيانغ الصينية. جيانغ شياومينغ/ صورة الشعب

9 مايو 2022/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ تعد حديقة النباتات الصحراوية في توربان بشينجيانغ التابعة للأكاديمية الصينية للعلوم الحديقة النباتية الوحيدة في العالم التي تقع تحت مستوى سطح البحر. لقد كانت هذه المنطقة في الماضي عبارة عن رمال متحركة قاحلة، لكن وبفضل الجهود المتواصلة التي يبذلها الباحثون منذ أكثر من 40 عامًا، أصبحت في الوقت الحالي واحة خضراء حيث ينمو بها أكثر من 500 نوع من النباتات الصحراوية المقاومة للملوحة والجفاف.

قال بان بورونغ الباحث في معهد شينجيانغ للعلوم البيئة والجغرافية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم: "في القرن الماضي، كان موقع هذه الحديقة صحراء قاحلة، وخلال كل فصل ربيع، كانت تهب عواصف رملية على توربان ينتج عنها خسائر فادحة وأضرار جسيمة للمنتجات الزراعية. نحن في البداية لم نأت إلى هذا المكان لجعله حديقة للنباتات، ولكن تمت دعوتنا من قبل الحكومة المحلية للسيطرة على زحف الرمال. وبعد أن تمكننا بالفعل من السيطرة على الرمال، بدأ التخطيط تدريجيا لجعلها حديقة للنباتات".

من خلال القيام بالأبحاث اللازمة في المنطقة المحلية ووفقا لخصائصها المناخية وخصائص التربة والرياح والرمال بدأ الباحثون في إدخال نباتات تثبيت الرمال من مختلف المناطق الرملية في شمال غرب الصين، وقد تم بنجاح زراعة أكثر من 10 أنواع من النباتات المقاومة للرياح والجفاف وزحف الرمال مثل أشجار العناب الصحراوي والصفصاف إلى غير ذلك من النباتات الأخرى. وفي سنة 1975 وبعد التخطيط والتصميم، بدأ الباحثون في التحضير لبناء أول حديقة للنباتات في توربان بشينجيانغ، وذلك من أجل إدخال وجمع نباتات مختلفة في المناطق الصحراوية القاحلة بشكل أفضل وإعادة إنتاجها وزراعتها.

قال الدكتور وانغ شيونغ الباحث المساعد في معهد شينجيانغ للعلوم البيئية والجغرافية بالأكاديمية الصينية للعلوم: "هذه نتيجة عقود من التثبيت المستمر للرمال. إذ أنه بعد محاولات متكررة في ظل ظروف قاسية، تم إثراء الأنواع الموجودة في الحديقة النباتية تدريجياً. وبعد السيطرة على تقدم زحف الرمال، أصبح المكان تدريجيا ملائما للحياة النباتية، وبالوقوف على سطح المراقبة في الحديقة، صار بالإمكان رؤية كروم العنب المزروعة حولها، كما انتقل السكان المحليون هنا للعيش أيضا".

كما أضاف قائلا: "في الوقت الحالي، أدخلت الحديقة النباتية أكثر من 500 نوع من النباتات المزروعة بما في ذلك ما يقرب من 60 نوعًا من النباتات الصحراوية النادرة والمهددة بالانقراض. كما تم إنشاء بنك موارد الأصول الوراثية للنباتات الصحراوية في درجة حرارة عادية وأخرى منخفضة، كما تم حفظ أكثر من 600 نوع و3500 عينة من موارد الأصول الوراثية للنباتات الصحراوية بشكل فعال لفترة طويلة. وبالإضافة إلى ذلك، قامت الحديقة ببناء 12 حديقة مميزة، بما في ذلك حديقة لأشجار الفاكهة الصحراوية وأخرى لنباتات الزينة البرية الصحراوية. لذلك يمكن القول بأن حديقة توربان هذه تتمتع بأكبر قدر من الحماية لموارد النباتات الصحراوية خارج المواقع الطبيعية في الصين، حيث أنه بالإضافة إلى نباتات تثبيت الرمال هناك أيضًا نباتات طبية. إذا تم تطوير تقنية الزراعة الاصطناعية فلن تكون هناك حاجة للحفر في سطح الأرض، وبالتالي يمكن أن يقلل هذا من التصحر الناجم عن عملية حفر الأدوية العشبية".

منذ إنشائها، عملت الحديقة على تطوير نموذجها الخاص بها الذي يعتمد على تعزيز البحث العلمي. حيث تم جمع مئات الأنواع من النباتات التي تنمو في الصحراء في هذه الحديقة التابعة للأكاديمية الصينية للعلوم وبعد العديد من التحسينات التي قام بها الأخصائيون في مجال النباتات، ذهبت هذه النباتات الى المناطق الصحراوية الأخرى لتلعب دورها للسيطرة على زحف الرمال ومنع تقدمها في شمال الصين.

على سبيل المثال، لقد تم زراعة نباتات تثبيت الرمال على طول الطريق السريع الذي يمر عبر صحراء تاكليماكان التي تعد أكبر صحراء الصين، مثل نباتات الصفصاف الأحمر، والعناب الصحراوي إلى غير ذلك من النباتات الأخرى وذلك للحد منتأثير الرياح والرمال على الطريق. وقد تم الانتهاء سنة 2005 من عملية زراعة النباتات الصحراوية على كامل جانبي هذا الطريق الصحراوي الأطول في العالم والذي يمتد لمسافة 436 كيلومترًا، وبالتالي فإن هذا الحزام الغابي الأخضر أدخل الحياة على قلب الصحراء. والفضل في كل هذا يعود إلى حديقة توربان للنباتات الصحراوية التي قامت باختيار النباتات المناسبة لهذا الحزام الأخضر.

وفي الوقت الحالي، قد حوّل الباحثون انتباههم إلى البحث الجيني. قال تشانغ داويوان مدير هذه الحديقة: "يتم استخراج جينات النباتات الصحراوية المقاومة للجفاف والملوحة وتطبيقها على زراعة المحاصيل من خلال التعديل الجيني. حققنا الآن نجاحًا في أبحاث زراعة القطن، وهناك بالفعل تطبيقات ناضجة في المجال التجريبي".


【1】【2】【3】

صور ساخنة

أخبار ساخنة

روابط ذات العلاقة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×