بكين 13 مايو 2022 (شينخوا)عُقِدَ التجمع الاحتفالي بالذكرى المئوية لتأسيس عصبة الشبيبة الشيوعية الصينية صباح يوم 10 مايو في قاعة الشعب الكبرى ببكين، حيث أكد الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني شي جين بينغ، وهو أيضا الرئيس الصيني، ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، في كلمة هامة ألقاها على أنه يكمن في طيات عنفوان الشباب أمل لا تحده حدود ويخلق الشباب مستقبلا جميلا، مشيرا إلى أن الشباب الصينيين ولدوا في وقت مؤات بالعصر الجديد، وتقع على عاتقهم مهمات ثقيلة، ولديهم مسرح كبير لعرض مواهبهم، وآفاق مشرقة لتحقيق أحلامهم، معتبرا أن تحقيق حلم الصين سباق تتابع للتاريخ، ويجب على الشباب المعاصرين السعي ليكونوا روادا في سباق تحقيق نهضة الأمة، داعيا عصبة الشبيبة الشيوعية الصينية إلى التمسك بالمهمة الجوهرية التي تتمثل في إعداد بناة وورثة للاشتراكية، والالتزام بتربية النشء من أجل الحزب وتحمل المسؤولية بوعي وإيلاء اهتمام بالغ للشباب والشجاعة على الإصلاح الذاتي، وتوحيد وقيادة الشباب أعضائها ليصبحوا شبابا ممتازين في العصر الجديد يتمتعون بالمثل العليا ويجرؤون على تحمل المسؤولية ويستطيعون تحمل المشقات ويستعدون للكفاح، ويستخدمون طاقتهم وإبداعهم لإثارة المد المتصاعد لنهضة الأمة ويسعون جاهدين لبناء صين أفضل عبر حكمتهم وعرقهم.
وحضر التجمع الاحتفالي أعضاء اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، وهم لي كه تشيانغ، ولي تشان شو، ووانغ يانغ، ووانغ هو نينغ، وتشاو له جي، وهان تشنغ.
وساد جو موقر ومتحمس المأدبة الواقعة في الطابق الثاني بقاعة الشعب الكبرى. وعُلق شعار "الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس عصبة الشبيبة الشيوعية الصينية" فوق منصة الرئاسة، بينما عُلق شعار عصبة الشبيبة الشيوعية وسط الشاشة الخلفية وتحته علامة "١٩٢٢ - ٢٠٢٢"، كما تصطف عشرة من الأعلام الحمراء عند الجانبين.
وافتتح التجمع الاحتفالي عند الساعة العاشرة صباحا، حيث وقف جميع الحاضرين لغناء النشيد الوطني.
وأدلى شي جين بينغ بكلمة مهمة وسط التصفيق الحار، حيث أعرب نيابة عن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني عن أحر التهاني وأصدق التحيات لجميع أعضاء عصبة الشبيبة الشيوعية ومنظماتها وكوادرها على كافة المستويات.
وأشار شي إلى أنه بعد تأسيس الحزب الشيوعي الصيني، أولى اهتمامه لفئة الشباب وعلق آمالا عليهم في الثورة. وعلى مدار المائة سنة الماضية وتحت القيادة القوية للحزب لم تنس عصبة الشبيبة الشيوعية أبدا غايتها الأصلية وتتذكر رسالتها دائما، وظلت في مقدمة الشباب، حيث نظمت ووجهت جيلا بعد آخر من الشباب لترسيخ عقيدتهم السياسية وإتباع الحزب عن كثب والسعي وراء الاستقلال الوطني والتحرر الشعبي وتحقيق رخاء الدولة وسعادة الشعب مما سجل صفحة رائعة خاصة للشباب في عملية النهضة العظيمة للأمة الصينية. وعلى مدار المائة سنة الماضية، ظلت عصبة الشبيبة الشيوعية الصينية تتضامن مع الحزب وتكافح معه، ووحدت وقادت الشباب أعضاء العصبة لإبداء الإخلاص تجاه قضايا الحزب والشعب وقضاء شبابهم في مسيرة نهضة الأمة وإبقاء المجد في سجل التاريخ. وقد أثبت التاريخ والممارسات تماما أن عصبة الشبيبة الشيوعية الصينية جديرة بألقاب طليعة حركات الشباب الصينية والمساعد المخلص والقوة الاحتياطية الموثوق بها للحزب.
وأكد شي على أنه منذ مائة سنة، ظلت العصبة تتمسك بمثلها العليا بثبات، واكتسبت خبرات ثمينة في هذا الصدد، مضيفا أن المسيرة الممتدة لمائة سنة شكلت ركن العصبة الأساسي المتمثل في التمسك بقيادة الحزب، وشكلت روح العصبة السياسية المتمثلة في التمسك بالمثل العليا والعقيدة السياسية، وشكلت قوة محركة تدفع العصبة لتكريس نفسها في تحقيق احياء نهضة الأمة، وشكلت منبع حيوية العصبة للتجذر وسط الشباب، وذلك قدم ثوابت مهمة لها للمضى قدما نحو المستقبل وتحقيق إنجازات جديدة.
وقال شي إنه في المسيرة الجديدة، تعتبر كيفية توحيد الشباب وتنظيمهم وتعبئتهم بشكل أفضل للنضال من أجل تحقيق أهداف الكفاح عند حلول الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية وتحقيق حلم الصين بأحياء النهضة العظيمة للأمة الصينية، سؤالا رئيسيا لا بد لحركات الشباب الصينية والأعمال الشبابية من الإجابة عليه في العصر الجديد. وقد طرح شي أربع نقاط من التطلعات لعصبة الشبيبة الشيوعية الصينية:
أولا، الإصرار على تربية النشء من أجل الحزب لتكون العصبة دائما مدرسة سياسية تقود التقدم الأيديولوجي للشباب الصينيين. وينبغي التركيز على السياسة والأيديولوجية وخصائص الشباب، لمساعدتهم على بلورة هدف طموح في سن مبكرة، وترسيخ الاعتماد على الحزب والثقة بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية والإيمان بالماركسية في أعماق قلوبهم. ويجب التركيز على إعداد الخلف لقضية الحزب باعتباره خطة حيوية، والتمسك بالمهمة الأساسية المتمثلة في تربية بناة وورثة للاشتراكية، وتوجيه الشباب لتعزيز طموحهم وصلابة عودهم وثقتهم كصينيين في عمليات التهذيب والممارسة.
ثانيا، تحمل المسؤولية بوعي لتظل العصبة قوة طليعية تنظم الشباب الصينيين لخوض الكفاح الدائم.ويتعين توحيد وقيادة أعضائها للاستجابة لنداء الحزب والشعب بوعي، ووضع ما يهم المصالح الجوهرية للدولة في اعتبارهم، لتولي المهام والوفاء بالمسؤوليات، وعرض طموحاتهم وتقديم إسهاماتهم في العصر الجديد والعالم الجديد، والتنافس في تحقيق الطموحات العظيمة، وتشكيل قوة حيوية لتحقيق القضية العظيمة.
ثالثا، إيلاء اهتمام بالغ للشباب لتكون العصبة دائما الجسر والرابط الأكثر متانة بين الحزب والشباب. ومن الضروري التمسك القوي بشريان الحياة لأعمال العصبة والتي تتمثل في خدمة الشباب، والوفاء بالمسؤولية السياسية المتمثلة في تعزيز وتوسيع قاعدة الجماهير الشبابية لحكم الحزب، وبذل قصارى الجهود لأداء أشياء عملية وحل المشكلات الصعبة التي تواجه الشباب، وأخذ زمام المبادرة للتفكير فيما يفكر فيه الشباب والحرص على تلبية احتياجاتهم، وتقديم مساعدات ملموسة للشباب.
رابعا، الشجاعة على الإصلاح الذاتي لتكون العصبة دائما منظمة متقدمة تتبع الحزب عن كثب للسير في مقدمة العصر. ويتعين تجسيد قيادة الحزب الشاملة في جميع مراحل العمل ومجالاته، وحسن السير على طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية لتنمية المنظمات الجماهيرية، بغية دفع إصلاح العصبة باتجاه التطور المتعمق. وينبغي جس نبض الشباب، واستكشاف وسائل وأنماط جديدة لبناء المنظمات القاعدية للعصبة بموجب التغيرات والسمات الجديدة في الأنماط الشبابية للعمل والحياة، وتوطيد وتوسيع الجبهة الشبابية الوطنية المتحدة بشكل متواصل من خلال قيادة منظمات اتحادي الشباب والطلبة في رفع رايات الوطنية والاشتراكية عاليا. ويلزم أخذ زمام المبادرة لمراعاة التجارب والممارسات المتعلقة بإدارة الحزب بانضباط صارم وعلى نحو شامل، وتقوية البناء الذاتي بروح الإصلاح والابتكار ومبدأ الصرامة والواقعية، واتخاذ إجراءات صارمة في إدارة العصبة، وإبراز معنويات عالية للعصبة في العصر الراهن خلال الصقل في شتى الأصعدة ووفقا للمقاييس العالية.
وأكد شي على أنه يعتبر السعي للتقدم من أنفس صفات الشباب، ومن أهم آمال الحزب والشعب. ويجب على أعضاء عصبة الشبيبة الشيوعية الصينية في العصر الجديد أن يكونوا قدوة تتحلى بالمثل العليا السامية والعقيدة السياسية الراسخة، ويبادروا إلى التعلم من النظرية الماركسية، وترسيخ المثل العليا الشيوعية البعيدة المدى والمثُل العامة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وتطبيق مفهوم القيم الجوهرية الاشتراكية بوعي، وتعظيم الروح الوطنية ببذل جهود قصوى. ويتعين عليهم أن يكونوا قدوة تجتهد في التعلم وتواصل الابتكار بحزم وعزم، ويبادروا إلى صقل المهارات والتنافس ليصيروا ممتازين في مواقعهم، ويبذلوا جهودا كبيرة ليصبحوا مهرة القطاعات ورواد الشباب. ومن اللازم أن يكونوا قدوة تُقْدِمُ على النضال وتبرع فيه، ويبادروا إلى التغلب على الصعاب بحزم وعدم الرضوخ أمام الأشرار أو القوى الخبيثة. وينبغي لهم أن يكونوا قدوة لأداء العمل الجاد والتفاني فيه، ويبادروا إلى الوقوف دائما إلى جانب الشعب، والعمل بأسلوب عملي والتحلي بالواقعية والبراغماتية، ويكونوا أول مَنْ يتعب وآخر مَنْ يستريح مثل مسامير لا تصدأ أبدا. ويتوجب عليهم أن يكونوا قدوة لمراعاة الأخلاق السامية والخير والالتزام الصارم بالانضباط، ويبادروا إلى إدراك الأخلاق السامية والحرص على الأخلاق العامة وتقييد الذات، والالتزام الصارم بالانضباط والقوانين، وأداء واجبات أعضاء العصبة بصرامة. ويتعين على أعضاء عصبة الشبيبة الشيوعية تلقى التدريبات السياسية بجدية وتعزيز الصقل السياسي والسعي وراء التقدم السياسي، والاقتراب من منظمات الحزب بنشاط، واتخاذ كونهم أعضاء مؤهلين في الحزب كهدف ومجد لهم.
وأشار شي إلى أنه ينبغي لكوادر العصبة التمسك بطابعها السياسي المتمثل في إخلاصها للحزب، وتجسيد روح السعي وراء المثل العليا. ويجب عليهم تطبيق الخط الجماهيري وترسيخ الآراء الصحيحة عن الجمهور بوعي، وتعزيز التواصل مع الشباب، والبقاء أصدقاء لهم بدلا من مسؤولين عنهم، وإكثار وضع مصالح الشباب في الحسبان، وتقليل وضع المصالح الذاتية في الاعتبار. ولا بد لهم من تطوير أسلوب العمل المتميز بروح المسؤولية والعمل الجاد، وترك الأحاديث الفارغة والبعيدة عن الواقع جانبا، والسعي لتحقيق إنجازات ملموسة، والمبادرة بالعمل في الظروف القاسية وتولي المناصب على المستوى القاعدي لمجابهة الصعاب والمخاطر، وعليهم أن يكونوا صادقين في الفكر وأمناء في العمل. ويلزمهم صقل الأخلاق الراقية ذات النزاهة والانضباط الذاتي، وإبقاء قلوبهم زاخرة بالخشوع للقانون والانضباط وأقوالهم متقيدة بالضوابط وأفعالهم لا تتجاوز الحد المسموح به، ومواصلة صقل قدرتهم على المثابرة والصبر والانضباط الذاتي، حتى يكونوا أشخاصا يتمتعون بالطاقة الإيجابية والنزاهة ويخدمون المصلحة العامة بإخلاص.
وأكد شي على أنه في مسيرة تحقيق إحياء النهضة العظيمة للأمة الصينية، يمثل الحزب الشيوعي الصيني قوة طليعية، وعصبة الشبيبة الشيوعية قوة صدام ومنظمة الطلائع قوة احتياطية. وأصبح الانضمام إلى منظمة الطلائع وعصبة الشبيبة الشيوعية والحزب ثلاثية لمساعي الشباب لتحقيق التقدم السياسي في حياتهم. ومن الضروري لعصبة الشبيبة الشيوعية الالتزام بمسؤوليتها السياسية تجاه منظمة الطلائع، ومعايرة وتعزيز آليات العمل بشأن ترشيح المتفوقين من أعضاء منظمة الطلائع للانضمام إلى عصبة الشبيبة الشيوعية وترشيح المتفوقين من أعضاء عصبة الشبيبة الشيوعية للانضمام إلى الحزب، سعيا لتعزيز الترابط والتواصل بين هذه المنظمات الثلاث في تربية النشء. وينبغي لمنظمات الحزب على جميع المستويات أن تولي أهمية بالغة لتأهيل أعضائها الشباب وقبول أعضاء شباب جدد، وخاصة قبول أعضاء جدد من ضمن الأعضاء الممتازين في عصبة الشبيبة الشيوعية وذلك لضمان الحفاظ على الطبيعة الثورية الدائمة للحزب.
وأشار شي إلى أنه يتعين للجان الحزبية (المجموعات الحزبية القيادية) على جميع المستويات أن تولي حرصا بالغا لبحث قانون نمو الشباب وخصائصهم في العصر الراهن وتكرس جهودا كبيرة في الأعمال الشبابية، لتصبح حميمة مع الأصدقاء الشباب وحريصة على الأعمال الشبابية ومرشدة لجماهير الشباب. وينبغي للمنظمات الحزبية على جميع المستويات تنفيذ نظام وآلية تحريك بناء العصبة من خلال تعزيز البناء الحزبي، ودراسة وحل المشاكل الرئيسية في أعمال عصبة الشبيبة الشيوعية دائما، والاهتمام والعناية بكوادر العصبة بحماس والتشدد معها أيضا، ودعم عصبة الشبيبة الشيوعية للقيام بالأعمال الإبداعية حسب خصائص وقانون الأعمال الخاصة بالمنظمات الجماهيرية.
وأكد شي على أنه بالنسبة للحزب والدولة، فإن الشباب أكثر استحقاقا للعناية وعقد الآمال عليهم، إذ يشبهون الشجيرات التي تنمو وتزدهر على الأرض حاليا وستصبح شاهقة وترتفع للسماء مستقبلا، ويشبهون أيضا شمس الشروق التي تجمع الطاقة باستمرار حتى تنشر الحرارة والأضواء على أنحاء بقاع الأرض في لحظة ما. وتعلق آمال الحزب والدولة عليهم.
وقال وانغ هو نينغ خلال رئاسته التجمع إن الكلمة المهمة التي ألقاها الأمين العام شي جين بينغ استعرضت بشكل شامل تاريخ عصبة الشبيبة الشيوعية الصينية في المائة عام الماضية من خلال اتباع أوامر وتوجيهات الحزب الشيوعي الصيني بكل إخلاص، وأكدت على المساهمات المهمة التي قدمتها عصبة الشبيبة الشيوعية الصينية تحت قيادة الحزب وعبر توحيد جيل بعد آخر من أعضائها وقيادتهم في تحقيق حلم الصين بإحياء النهضة العظيمة للأمة الصينية، وأوضحت بعمق التجارب التاريخية لعصبة الشبيبة الشيوعية الصينية والأعمال الشبابية، وطرحت متطلبات واضحة لإجادة أعمال عصبة الشبيبة الشيوعية الصينية في العصر الجديد، ولها أهمية بالغة سياسيا وأيديولوجيا وإستراتيجيا وإرشاديا. ويجب علينا دراستها وفهمها بجدية وتنفيذها بدقة.
ألقى كل من خه جيون كه، السكرتير الأول لأمانة اللجنة المركزية لعصبة الشبيبة الشيوعية الصينية، وتشن قانغ، السكرتير الأول لأمانة اتحاد نقابات العمال لعموم الصين، كلمة في التجمع على التوالي.
وحضر التجمع أمناء أمانة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني والمسؤولون ذوو الصلة باللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني ومجلس الدولة والمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني واللجنة العسكرية المركزية.
كما حضر التجمع المسؤولون الرئيسيون للهيئات الحزبية والحكومية والعسكرية والجماهيرية وممثلو أعضاء العصبة من جميع مناحي الحياة في العاصمة والمبعوثون الدبلوماسيون لبعض الدول لدى الصين وغيرهم من نحو ألف شخص.