بيروت 23 مارس 2022 (شينخوا) قال رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي اليوم (الأربعاء) إن ما أعلنته السعودية والكويت يوم أمس (الثلاثاء) يبشر بأن "الغيمة" التي خيمت على علاقات لبنان مع دول الخليج هي إلى "زوال" في القريب.
جاء ذلك في مداخلة لميقاتي خلال رئاسته اجتماع مجلس الوزراء وفق بيان تلاه وزير الإعلام زياد مكاري عقب اجتماع المجلس.
وقال ميقاتي مخاطبا الوزراء "تابعتم وقرأتم بارتياح كبير ما أذيع في اليومين الماضيين، عن وزارتي الخارجية في السعودية والكويت مما يبشر في ما تضمنته بأن الغيمة التي خيمت على علاقات لبنان بأشقائه في دول الخليج هي كما نأمل جميعا إلى زوال في القريب".
ورأى أنه "ما كان لأجواء التفاؤل بعودة العلاقات إلى طبيعتها من الوئام مع إخوتنا في الخليج، لولا النيات الطيبة للجميع والايمان بأن ما يربط لبنان وشعبه بإخوانه في دول الخليج هو تاريخ مشترك (..) واحترام متبادل وإيمان بمصير مشترك".
وأكد على "أولوية العلاقات الأخوية التي تربط لبنان بدول الخليج وضرورة تغليب المصلحة الوطنية العليا، في الشأن السياسي وفي العلاقات الدولية، على المصالح الفئوية والشخصية".
وقال "إننا حريصون على تطبيق ما ورد في البيان الوزاري لحكومتنا لجهة تعزيز علاقات لبنان مع الدول العربية الشقيقة والإصرار على التمسك بها والمحافظة عليها".
وأعرب عن "الحرص على تفعيل التعاون التاريخي بين بلداننا العربية والنأي بالنفس عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية وفي أي نزاع عربي/عربي " داعيا "الأشقاء العرب للوقوف إلى جانب لبنان في المحنة التي يرزح تحتها".
ويوم أمس (الثلاثاء) رحبت وزارة الخارجية السعودية بما تضمنه بيان لميقاتي الذي كان قد صدرعنه يوم (الاثنين) الماضي من "نقاط إيجابية"، معربة عن أملها "أن يسهم ذلك في استعادة لبنان لدوره ومكانته عربيا ودوليا".
وبدورها كانت وزارة الخارجية الكويتية قد أعربت في بيان يوم أمس عن ترحيبها ببيان ميقاتي، متطلعة إلى "استكمال الإجراءات البناءة بما يساهم في المزيد من الأمان والاستقرار والازدهار للبنان وشعبه".
وكان ميقاتي أكد في بيانه "التزام حكومته بإعادة العلاقات بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي إلى طبيعتها"، مشددا على "ضرورة وقف كل الأنشطة السياسية والعسكرية والأمنية والإعلامية التي تمس سيادة السعودية ودول الخليج".
وكانت الكويت قدمت في يناير الماضي "مبادرة كويتية خليجية عربية ودولية تتضمن إجراءات وأفكارا مقترحة لبناء الثقة مجددا بين لبنان ومحيطه الإقليمي والدولي".
وجاءت المبادرة في مسعى لمعالجة أزمة دبلوماسية اندلعت بين لبنان ودول خليجية إثر بث مقابلة متلفزة لوزير الإعلام اللبناني السابق جورج قرداحي في 25 أكتوبر الماضي كانت سجلت في أغسطس الماضي قبل أسابيع من تعيينه وزيرا في 10 سبتمبر الماضي.
وكان قرداحي الذي استقال في الثالث من ديسمبر الماضي، قال في المقابلة إن الحوثيين في اليمن "يدافعون عن أنفسهم في وجه اعتداء خارجي منذ سنوات" ، وهو ما اعتبرته السعودية "مسيئا".
واحتجاجا على تصريحات قرداحي، أعلنت السعودية في 29 أكتوبر الماضي سحب سفيرها من لبنان ومغادرة السفير اللبناني إلى بلاده، وحظر دخول الواردات اللبنانية إلى المملكة.
وفي خطوة مماثلة أعلنت البحرين أنها طلبت من السفير اللبناني لديها مغادرة البلاد، قبل أن تحذو الكويت والإمارات حذو السعودية في 30 أكتوبر الماضي، إضافة إلى استدعاء اليمن لسفيرها في بيروت في الثاني من نوفمبر الماضي.