دمشق 23 مارس 2022 (شينخوا) بحث الرئيس السوري بشار الأسد اليوم (الأربعاء) مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق له ملفات التعاون القائم بين البلدين والجهود التي يبذلها الجانبان من أجل متابعة الاتفاقات الثنائية وخصوصا في المجال الاقتصادي والتجاري بالرغم من العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلدين، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) .
وأفادت وكالة (سانا) إن الجانبين بحثا خلال اللقاء أيضا تكثيف العمل من أجل توثيق الروابط المشتركة التي تجمع الشعبين السوري والإيراني، بما يخدم مصالحهما ويعزز من صمودهما، إضافة إلى استمرار التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب .
وجدد عبد اللهيان وقوف بلاده إلى جانب سوريا وشعبها حتى تحرير كامل الأراضي السورية، معتبرا أن ممارسة سوريا لدورها مهمة من أجل الاستقرار في المنطقة.
وقدم عبد اللهيان للرئيس الأسد عرضا عن المحادثات الجارية حول الاتفاق النووي الإيراني، وأشار إلى أن بلاده قدمت مبادرات بهذا الشأن بما يتفق مع حقوق ومصالح الشعب الإيراني، مؤكدا أن التوصل إلى توافق يتطلب إرادة جدية من قِبل الأطراف الغربية للتجاوب مع هذه المبادرات.
وأكد الرئيس الأسد صوابية المسار الذي تسلكه إيران في هذا الإطار عبر تمسكها بالمبادئ والحقوق وعدم التنازل أمام ما تتعرض له من ضغوط، معتبرا أن في السياسة لا توجد نوايا بل معايير ومبادئ، وأن التوصل لاتفاق حول الملف النووي الإيراني أصبح اليوم أكثر أهمية لخدمة مصالح إيران والمنطقة وللتوازن العالمي.
كما جرى تبادل للآراء والرؤى حول عدد من القضايا السياسية ذات الاهتمام المشترك، من بينها العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، حيث تم التأكيد على توافق البلدين بشأن أهمية استقرار العلاقات الدولية والعمل من أجل عدم تعريض التوازن الدولي إلى هزاتٍ خطيرة تحاول الدول الغربية من خلالها تهديد السلام والأمن الدوليين، وتم الاتفاق على أهمية تكثيف التواصل بين البلدين في خضم ما يحصل من تحولاتٍ في هذه المرحلة المفصلية التي يمر فيها العالم.
وكان عبد اللهيان قد وصل إلى دمشق في وقت سابق اليوم في زيارة لسوريا يجري خلالها محادثات مع كبار المسؤولين في سوريا .
وفي سياق متصل، قال عبد اللهيان في مؤتمر صحفي عقب لقائه مع نظيره السوري فيصل المقداد إن بلاده على وشك إبرام الاتفاق النووي.
وأشار المسؤول الإيراني إلى أنه مع ذلك يجب على الولايات المتحدة أن تتبنى "وجهة نظر واقعية" من أجل إعلان الاتفاقية.
وقال "نعتقد أننا توصلنا أو اقتربنا من إبرام اتفاق والصياغة النهائية في فيينا، إذا تبنت أمريكا وجهة نظر واقعية وتعاملت بواقعية مع هذا الأمر، فنحن مستعدون لإعلان هذا الاتفاق".
في غضون ذلك، أشاد عبد اللهيان بتبادل الزيارات بين الإمارات وسوريا، وآخرها زيارة الرئيس بشار الأسد الأسبوع الماضي إلى دبي وأبو ظبي، معربا عن ارتياح بلاده للتحول الجديد في العلاقات السورية - العربية.
ومن جانبه، سلط الوزير السوري الضوء على المستوى العالي للعلاقات بين البلدين، قائلا إن التبادل الاقتصادي بين إيران وسوريا تطور ويمضي قدما.
لكنه ندد بالعقوبات الأمريكية المفروضة على البلدين، قائلا إن سوريا وإيران تحاولان "تفادي وحشية" العقوبات الاقتصادية أحادية الجانب التي تطال، حسب قوله، الشعب والأطفال.
وأضاف "بالطبع هناك عقوبات مفروضة على كلا البلدين ويحاول كلا الجانبين تفادي الوحشية التي يتم من خلالها تطبيق هذه العقوبات، والولايات المتحدة هذه الأيام تسرق النفط والغاز السوري وحتى الطعام من أفواه الأطفال".
وبخصوص اللجنة الدستورية ، التي تضم ممثلين عن المعارضة والحكومة التي عقدت عدة جولات من الاجتماعات في جنيف، قال المقداد إن الجانب الآخر، أي المعارضة، يجب أن يعمل بعيدا عن أي ضغوط خارجية من الدول التي تدعمها.
وقال إنه إذا أراد وفد المعارضة حقا ما هو الأفضل لمصلحة سوريا، فإن البلد سيحدد دوره الوطني والإقليمي والدولي.
وأضاف المقداد "يمكنني أن أؤكد لكم أنه في حال وجود رغبة لدى هذه الأطراف للعمل من أجل مصلحة سوريا، فلن يكون من الصعب على سوريا العودة لممارسة دورها وطنيا وإقليميا ودوليا" .
ويشار إلى أن الوزير الإيراني زار سوريا نهاية شهر أغسطس الماضي، حيث أكد أن العلاقات بين طهران ودمشق استراتيجية، لافتا إلى أن البلدين سيعملان سوية لمواجهة الإرهاب الاقتصادي المفروض عليهما وتخفيف الضغوط عن شعبيهما.