إسلام أباد 22 مارس 2022 (شينخوا) أجرى عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني الزائر وانغ يي ووزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي محادثات هنا اليوم (الاثنين)، حيث اتفق الجانبان على تعزيز التعاون البراجماتي في مختلف المجالات.
وخلال الاجتماع، قال وانغ إن الصين ترغب في العمل مع باكستان لزيادة تضافر استراتيجيات التنمية لديهما، وإجراء تبادلات منهجية بشأن خبرة الحوكمة وتحسين خطط التعاون طويلة الأمد.
وفي إشارة إلى أن العلاقات الباكستانية-الصينية في أفضل حالاتها في التاريخ، قال قريشي خلال الاجتماع إن زيارة رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان الأخيرة للصين كانت ناجحة للغاية، وتوصل زعيما البلدين إلى عدد كبير من التوافقات المهمة.
وأوضح أن الصداقة الباكستانية-الصينية هي حجر الزاوية في السياسة الخارجية لباكستان، مضيفا أنه باعتبارهما شريكين استراتيجيين شاملين، فقد وقفت باكستان والصين معا في السراء والضراء، وساعدت ودعمت بعضهما البعض، وكذلك وقفتا بقوة مع بعضهما البعض في الأوقات الصعبة.
وفي معرض دعوته الصين إلى زيادة الاستثمار للمساعدة في دفع عملية التصنيع في باكستان، أعرب قريشي عن استعداد الجانب الباكستاني للعمل مع الصين لتنفيذ التوافقات التي توصل إليها زعيما البلدين، وتوسيع التعاون العملي في مختلف المجالات بما في ذلك الزراعة والاقتصاد والتجارة والتمويل وتكنولوجيا المعلومات.
وبدوره، قال وانغ إن الشراكة التعاونية الاستراتيجية الشاملة بين باكستان والصين فريدة من نوعها وتم اختبارها عبر الزمن، وإن البلدين أصبحا جارين جيدين وصديقين حميمين وشريكين جيدين وأخوين جيدين يثقان ببعضهما البعض.
وأضاف أن الصداقة التقليدية بين الصين وباكستان متينة وهي كنز ثمين للجانبين.
وأعرب وانغ عن أمل الصين في أن تشارك باكستان بشكل أعمق في المشهد التنموي الجديد للصين مع مزيد من التقارب في المصالح.
كما أعرب عن استعداد الصين لتوسيع الواردات من باكستان ودعم الشركات الصينية في الاستثمار في باكستان، وذلك لمساعدة الأخيرة في تعزيز قدرتها على التنمية المستقلة.
ورحب قريشي بحضور وانغ الدورة الـ48 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، قائلا إن مشاركة وزير خارجية صيني في الاجتماع لأول مرة أمر ذو أهمية تاريخية، ما يدل على دعم الصين لباكستان وإيلائها أهمية كبيرة للدول الإسلامية.
وقال قريشي إن باكستان، باعتبارها عضوا مؤسسا في منظمة التعاون الإسلامي، مستعدة لدفع المنظمة لتعميق علاقاتها الودية مع الصين.
وهنأ وانغ باكستان على استضافتها اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، قائلا إن ذلك يظهر دور باكستان في الربط بين العالم الإسلامي والحضارة الشرقية، مشيرا إلى أن حضور وزير خارجية الصين في الاجتماع بناء على تلقي دعوة، يدل على أن الصين لديها تبادلات رفيعة المستوى مع العالم الإسلامي وأنها تقدر تقوية العلاقات مع الدول الإسلامية.
وقال وانغ إنه في ظل الظروف الراهنة، من الأهمية بمكان أن تعزز الدول الإسلامية التضامن والتعاون، معربا عن استعداد الصين للعب دور بناء في هذا الشأن.
وأشاد الجانبان ببرنامج الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان، قائلين إنه يساعد في النمو الاقتصادي والتحول في باكستان. كما اتفق الجانبان على تعزيز التعاون في الطاقة والنقل والبنية التحتية، من بين أمور أخرى، وتعزيز التنمية الصحية والشاملة والمستدامة والعالية الجودة للممر الاقتصادي، حتى يصبح الممر محركا مهما للتقدم الاقتصادي في باكستان.
واتفق الجانبان على تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب، ومكافحة المنظمات الإرهابية بكل حزم مثل حركة تركستان الشرقية الإسلامية، وإنشاء آليات تعاون أمني جديدة ومحدثة باتخاذ التعامل مع قضية هجوم داسو الإرهابي كفرصة لتحقيق ذلك.
وقال قريشي إن باكستان تعطي الأولوية لحماية المشروعات والأفراد الصينيين في البلاد، وستقدم جميع مرتكبي هجوم داسو إلى العدالة وستمنع حدوث مثل هذه الهجمات مجددا.
واتفق الجانبان على تعزيز التنسيق متعدد الأطراف والدعم المتبادل والتعاون في القضايا الدولية الرئيسية، وتقوية التوافقات بشأن التنمية العالمية وحماية المصالح المشتركة للدول النامية ودعم الأعراف الأساسية الحاكمة للعلاقات الدولية، وكذلك المساواة والعدالة على الساحة الدولية.
وشددا على أهمية آلية التنسيق والتعاون بين الدول المجاورة لأفغانستان، وتعهدا ببذل جهود من أجل تحقيق المزيد من التوافقات والنتائج من الآلية.
وفيما يتعلق بقضية أوكرانيا، أعرب الجانبان عن مخاوفهما بشأن الآثار غير المباشرة للعقوبات أحادية الجانب، والاعتقاد بضرورة مراعاة القانون الدولي وأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ودعيا إلى وقف إطلاق النار الذي يتحقق من خلال الحوارات الدبلوماسية.
وأعرب الجانبان عن تطلعهما لإيجاد الأطراف المعنية حل لقضية أوكرانيا على أساس مبدأ الأمن غير القابل للتجزئة وإنشاء هيكل أمني متوازن وفعال ومستدام في أوروبا.
وعقب المحادثات، شهد وزيرا خارجية البلدين توقيع وثائق تعاون في مجالات الزراعة والتعليم والتكنولوجيا، وحضرا مؤتمرا صحفيا مشتركا.
ووصل وانغ إلى العاصمة الباكستانية أمس الاثنين لحضور الدورة الـ48 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي المنعقدة في إسلام أباد، وللقيام بزيارة إلى باكستان.