人民网 2022:03:22.17:11:22
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: زيارة الأسد الى الإمارات بعد 11 عاماً من العزلة العربية .. أهداف ودلالات

2022:03:22.17:07    حجم الخط    اطبع

قام الرئيس السوري بشار الأسد بزيارة إلى الإمارات العربية المتحدة يوم 18 مارس الجاري، هي الأولى له لدولة عربية منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011. ويُنظر إلى هذا على أنه إشارة واضحة إلى أن سوريا، التي كانت في عزلة ذات يوم، تعود إلى الأسرة العربية. كما تشير إلى إعادة دول الشرق الأوسط تقسيم وتنظيم وقد تتحرك نحو توازن قوي جديد في المستقبل، مع تسريع أمريكا " انسحابها" من المنطقة.

عودة المياه إلى مجاريها الطبيعية

قطعت الإمارات العربية المتحدة علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق في فبراير 2012، وأغلقت عدة دول عربية سفاراتها في سوريا، وطُردت سوريا من جامعة الدول العربية، وعُزل الأسد عن العالم العربي. ولأكثر من 10 سنوات، بقي الأسد منعزلاً، وقليلا ما يغادر سوريا إلا الزيارة إلى روسيا وإيران فقط. اليوم، أصبح بشار "ضيف شرف" الدولة التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية معها سابقاً، ما يعد أحدث علامة على تدفئة العلاقات بين سوريا والإمارات. ولم تأت هذه العودة فجأة، وإنما استعد الطرفان لها ووضعا لها اساسا في مرحلة مبكرة، حيث أعادت الإمارات فتح سفارتها في سوريا في نهاية ديسمبر 2018، وترأس وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي عبد الله بن زايد، وفدا لزيارة سوريا في نوفمبر 2021.

يعتقد الخبير السوري في العلوم السياسية حسام شعيب، أن أهمية هذه الزيارة لا تكمن في تحسين العلاقات بين سوريا والإمارات العربية المتحدة فحسب، ولكن في إشارة واضحة إلى أن دول الخليج والعالم العربي بأسره يأمل في المصالحة مع سوريا أيضًا. حيث أن الإمارات هي طليعة دول الخليج وبوابة عودة سوريا إلى الوطن العربي.

 قال لي ويجيان، الباحث في معهد شنغهاي للدراسات الدولية ونائب رئيس جمعية الشرق الأوسط الصينية، إن الإمارات تنشط في تحسين علاقاتها مع دول المنطقة، بما في ذلك إرسال مستشار الأمن القومي إلى إيران واستقبال الرئيس الإسرائيلي، وغيرها. وفي ظل تقلص استراتيجية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، تلعب دول المنطقة دورًا نشطًا، كما تحاول الإمارات اغتنام الفرصة لتوسيع نفوذها، وللإمارات راس المال أيضا. أولاً، لا تشارك بعمق في الألعاب الإقليمية مثل المملكة العربية السعودية، مما يجعلها مستقلة نسبيًا. ثانيًا، تتمتع الإمارات بنفوذ اقتصادي وسياسي معين في المنطقة، لا سيما مع امتلاكها درجة عالية من التدويل. كما ترى سوريا ميزة ومبادرة الإمارات، لذلك، تختار الأخيرة كنقطة انطلاق في ظل عدم نضج شروط زيارة الدول العربية الأخرى بعد.

المصالح المتبادلة

ووفقا لبعض التحاليل الخارجية، فإن زيارة بشار إلى الإمارات العربية المتحدة، ومحاولة الدول العربية للمصالحة مع سوريا، تأتي على أساس الاعتبارات الواقعية سياسيا واقتصاديا. وبالنسبة لسوريا، فإن تعزيز التفاعل سياسياً مع الدول العربية يمكن أن يكتسب الدعم السياسي ويغير حالة العزلة الدبلوماسية التي استمرت لسنوات عديدة. كما أن توقيت زيارة بشار الى الإمارات يثير الانتباه، حيث وافق 15 مارس قبل الزيارة بثلاثة أيام، الذكرى الـ11 لاندلاع الأزمة السورية. لذلك، يقول بعض المحللين، إن زيارة بشار للإمارات تؤذن بعودة دمشق إلى دور إقليمي بعد 11 عاماً من بداية الأزمة السورية، وقد تعزز هذه الزيارة عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية. ومن الناحية الاقتصادية، يمكن أن تفتح زيارة بشار للإمارات، التي تعتبر اقتصادا إقليميا مهما، الباب أمام التجارة والاستثمار بين سوريا والعالم العربي، والتي لا يمكنها مواجهة العقوبات الاقتصادية الغربية فحسب، ولكن تسهل إعادة الإعمار بعد الحرب الأهلية أيضًا.

وبالنسبة للدول العربية، تأخذ المصالحة مع سوريا في الاعتبار مع المصالح الجيوسياسية والاقتصادية. قال المحلل السياسي السوري عماد سالم، إنه يجب على السعودية والإمارات ودول أخرى الفوز بسوريا إذا ما أرادوا تحقيق التوازن بين إيران وتركيا في المنطقة. وإن إيران من أنصار حكومة الأسد، وقد اثار هذا يقظة دول الخليج. وفي الوقت نفسه، تمتلك سوريا موانئ برية وخطوط أنابيب غاز طبيعي مهمة، ومن أجل حل الصعوبات الاقتصادية الخاصة بها، تأمل دول مثل لبنان والأردن في تحسين علاقاتها مع سوريا والبحث عن المزيد من إمكانيات التعاون.

وأشار لي شاوشيان، عميد الأكاديمية الصينية للدراسات العربية بجامعة نينغشيا، إلى أنه بالإضافة إلى الاعتبارات العملية، فإن إظهار الدول العربية حسن النية لسوريا ينبع من احترام معين للتقاليد التاريخية أيضًا. حيث تعتبر مصر والعراق وسوريا القوى التقليدية الثلاث في العالم العربي، وعلى الرغم من أنه بعد حرب العراق والتغيرات في الشرق الأوسط، تقلصت قوة القوى التقليدية الثلاث بشكل كبير وتراجع مجدها، لكن أساس هذه الدول لا يزال موجودًا. قال كيسنجر ذات مرة إنه لن تكون هناك حرب في الشرق الأوسط دون مصر، ولكن لن يكون هناك سلام دون سوريا. لكن، أضاف لي شاوشيان أنه من خلال تفاصيل استقبال الإمارات لزيارة بشار، يمكن ملاحظة أن عودة سوريا إلى العالم العربي لا تزال في مرحلة تجريبية وانتقالية. قائلا:" تظهر سلسلة من الترتيبات أن عودة سوريا لا تزال ذات طبيعة تجريبية وانتقالية، منها زيارة بشار الأسد هذه المرة لم تكن الى أبو ظبي عاصمة الإمارات، بل إلى دبي، كما أن المضيف الرسمي لاستقبال الرئيس السوري هو نائب رئيس الدولة ورئيس الوزراء في دولة الإمارات العربية المتحدة وحاكم دبي، والجانبان غير متساويين. وتمكن بشار الاسد من لقائه مع ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد أثناء وجوده في دبي "صدفة".

ومع ذلك، فإن زيارة بشار للإمارات قد فتحت فرصة، والتي قد تشكل أثرًا سلسلة في المستقبل، الأمر الذي سيدفع الدول الأخرى إلى الإسراع بإعادة العلاقات مع سوريا، وبدء عملية عودة الأخيرة إلى جامعة الدول العربية. وهذا أيضًا دليل لاتجاه تهدئة العلاقات بين الدول في منطقة الشرق الأوسط.

خيبة أمل امريكية

تشعر الولايات المتحدة بخيبة أمل وانزعاج عميقين لرؤية حلفاءها يفتحون أبوابهم لمواجهة "الشوكة في عينها". في الواقع، في الآونة الأخيرة، فعل الحلفاء في الشرق الأوسط الكثير من الأشياء التي تزعج أمريكا. حيث أن ولي العهد السعودي والإماراتي رفضا الرد على اتصال هاتفي للرئيس الأمريكي بايدن بعد نشوب الصراع الروسي الاكراني. كما لم تنصاع خلف أمريكا وفرض العقوبات على روسيا في ظل الصراع القائم بين الأخيرة وأوكرانيا. وتأمل أمريكا أن تزيد دول الشرق الأوسط المنتجة للنفط من إنتاجها لتثبيت أسعار النفط بعد ارتفاع أسعار النفط، لكن المملكة العربية السعودية ودول أخرى تجاهلت ذلك.

وفي ظل الابتعاد عن أمريكا، تعيد دول الشرق الأوسط ضبط علاقاتها، بما في ذلك التقارب السعودي الإيراني، الأعداء القدامى، كما تتخلى إسرائيل وتركيا عن كراهياتهما السابقة، وما إلى ذلك. وأشار محللون إلى أن بعض الدول العربية تعتقد أن أمريكا تجاهلت المخاوف الأمنية لهذه الدول وفشلت بشكل فعال في كبح توسع إيران في النفوذ الإقليمي، كما تتزايد حالة عدم اليقين بشأن دور أمريكا في الشرق الأوسط. وفي الوقت نفسه، تسببت العقوبات التي فرضتها الدول الغربية بقيادة أمريكا على سوريا في تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني الإقليمي، الأمر الذي أثار استياء الدول المعنية أيضًا.

قال لي شاوشيان:"بعد أن تولت إدارة بايدن السلطة، عدلت سياستها في الشرق الأوسط، بما في ذلك استئناف الاتفاق النووي الإيراني وخفض الاستثمار في الشرق الأوسط. وبسبب مخاوفها الأمنية، غيرت دول الخليج دفة القيادة وعدلت سياساتها الواحدة تلو الأخرى، مثل التخفيف من توتر العلاقات مع إيران، لتعيد القوى الكبرى في الشرق الأوسط تجميع صفوفها."

ويعتقد لي ويجيان أن أمريكا أثارت العديد من الحروب في الشرق الأوسط، وتعتزم تشكيل فصيل لمحاربة فصيل آخر في المنطقة وتشكيل التحالف الكبير المناهض لإيران. الآن، ترى الدول العربية بوضوح "الدور السلبي" لأمريكا في المنطقة، وتحول التركيز الاستراتيجي إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ، دون ترك وقت للشرق الأوسط. كما تعرف العديد من دول الشرق الأوسط أن اهتمامها الأساسي ليس التهديد الأمني الخارجي الذي تروج له أمريكا، ولكن قضايا التنمية الداخلية والحوكمة. وفي ظل انخفاض تدخل القوى الخارجية مثل أمريكا، إلى جانب انتشار كوفيد -19 والأزمة الروسية الأوكرانية التي تؤثر على المنطقة، لم تعد دول الشرق الأوسط مستعدة للانحياز لأي طرف تحت الضغط الأمريكي، أو تخصيص الموارد للنضالات الداخلية، وإنما على أمل العودة إلى موضوع التعاون والتنمية. وفي ظل هذا الاتجاه، يعود الشرق الأوسط تدريجياً إلى هيكل توازن القوى المستقر السابق. 

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×